مروة علي عطا الله
باحثة دكتوراه بقسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم / جامعة المنيا .
**
تعليقا على نقل أستاذتي مروة عطا الله لقول حول اللسانيات الحديثة : " إلا أنها وقفت موقفا سلبيا إزاء أدوات الخليل التحليلية من سبب ووتد ، ولغته الداخلية التي لا تصلح في رأيها للبحث اللغوي الحديث ولا ترقى إلى مصاف العالمية "
هذا الوضوح القاطع هو ما أسعى إليه .
الذي أدركه على ضوء الرقمي ومعرفتي فيما طرق باللسانيات من العروض وأحاول أن أثبته هو أن العروض العربي كالشعر العربي نسيج وحده في موضوع الكم والهيئة وعماده كل منهما الأساس هو الوتد. وأن العالمية لم ترتق إليه. اللسانيات بعالميتها صالحة لتصوير الوقع السمعي، ولكنها بتجاهلها للوتد في الشعر العربي لا تصلح للتقعيد لذلك الشعر وفرق بين الوصف والتقعيد.
العربية متميزة عن كل اللغات وبنية شعرها وعروضها متميزان عن كل الأشعار والأعاريض والخليل متميز عن كل علماء العروض في العالم.
العالمية في اللسانيات الحديثة تناسب كل الأعاريض بما فيها العروض العربي وذلك في مجال توصيف الأوزان. ولكنها تقصر عن مدى ومستوى علم العروض العربي في مجال التقعيد. فهي متخلفة عن الخليل والعربية في هذا الباب. كما يقصر عن ذلك العروض العربي الذي أخذ بتفاعيل الخليل دون منهجه.
الرقمي وحده هو الذي يثبت تميز العربية والخليل وعلم العروض العربي وبنية الشعر العربي بشكل لا يمكن للسانيات العالمية بلوغه دون تطوير يضعها تحت هيمنة منهج الخليل.
إذا أرادت العالمية بلسانياتها الحديثة التقعيد للعروض العربي فلن تبلغ ذلك إلا بتطوير ذاتها لتقع تحت هيمنة منهج الخليل. كثير من محاولات اللسانين العرب تصب في هذا الاتجاه ولكنها تقتصر على تأهيل اللسانيات الحديثة لتقترب من التفاعيل لا من منهج الخليل.
نعم أستاذي العزيز أوافقكم الرأي في كلِّ ما ذكرتموه ، وتظل اللسانيَّات الغربيَّة الحديثة فيما يختص بذلكم الأمر تحت هيمنة منهج الخليل بن أحمد الفراهيديّ ، ولم يبلغ بها أوج تطورها إلى أن ترقى إلى ما وصل إليه الخليل وما انتهجه من منهجٍ فريدٍ في الوصف والتحليل الدقيق لبنية الشعر العربي ، فنظرتهم جدّ قاصرة في هذا الشأن وأصفها بالنظرة ضيقة الأفق .