شجرة الحب عادة ما تنمو على وقع المطر أو على قطرات الندى تذهب مع الريح وتدفعها وتسقط فوق الثرى أو تنضب أحياناً وتجف ويأتيها الجفاف ويلحق بها التيبس كنت أسمع عن تلك الشجرة الكثير عن مفاتنها وجمالها وسحرها الآخذ منذ الطفولة ،تحاك حولها الروايات والأساطير يبهرك المتحدث بحديثه عنها وأنت ترى ملامح وجهه المنبسطة تارة والمنقبضة تارة أخرى وعيناه اللامعتين تبرقان كأنهما نجمتان في سماء صافية حديث المتحدث عن شجرة الحب يجعلك مشدودا مندهشا مبهوراً أو متوترا مختلط الشعور والمشاعر
قد يدركك من المتحدث هواء الخريف في حديثه لا تعرف شعورك ولا تستطيع أن تقيمه ... بين التبلد ويقظة الوجدان ،خاصة إن لم تكن لك دراية أو مشاهدة فتلك الشجرة وارفة الأوراق كثيفة الغصون يتسابق إليها الجميع كي يستظل تحت ظلالها ، الحكايات عنها مثيرة تلب العقول ، وتؤرق السكون وتؤجج المستكين تجري تحتها الأنهار وتحدق فيها الأبصار وتشغف بها القلوب وتُلبُ بها العقول ،ويستأنس بظلها المعدمون ويفر إليها الهاربون من مدن الظلام ويلجأ إليها المفترقون رغبة الوئام ويستظل بظلها المسافرون من قيظ اللهيب الساقط من الشمس ويؤوى إليها العطشى لتقل الجفاف وموت الجفاء ، جنة تصفها الألسن من واقع نبضات القلوب ودقاتها ،شجرة الحب ......
أجناسها
علمت أن تلك الشجرة أصناف وأجناس ، بالرغم من أن المسمى واحد مطلق ،لكنها لا تغيب عن الباحث المدقق أجناسها وتنوعها . فهناك أشجار حب العاطفة ، وأشجار حب المصلحة ، وأشجار حب التملك ، وأشجار حب الشهوات ،وأشجار حب الذات وأشجار كثيرة ورايات عن أشجار من نفس الجنس لم تصل إلينا مسمياتها ولا أصنافها ولا زالت تحت قيد البحث للمكتشف الراحل في سموات الصفاء وبروج الحظوظ .
قتلت العمر بحثاً فقتلني البحث بين الأشجار ، فلم يروقني منها ظل ولا ثمار
وقد وجدت أشجار حب العاطفة وودت أن تغرني ظلالها وثمارها ، وقد أدهشني ما رأيته في جنسها وتعجبت ...! فقد كنت أتوسم أن تغرني تلك الأشجار بظلها وثمارها وأن يأتي يوما أكون من أهلها ، فكلما اقتربت منها أكثر أحسست بالفتور لأن العاطفة لا تدوم متقلبة مثل المناخ ساعة موسمية وساعة مدارية وساعة معتدلة وساعة خليط ممزوجة بكل هؤلاء فلا يعرف لها قوام ولا ترى لها لون ولا تتذوق طعم قد هبت الريح وأحدثت بالوجدان نوة فذرت كل من وقف أمامها وتثنت الوجدان عن الثبات فلا عواطف ولا معتقدات قد جف المناخ وضمرت كل الأوراق ، وساعة تغيم السماء فتدر حبات من الماء تحسبها غيث لينبت الكلأ لكنها لا تنبت كلأ لذلك لا أأؤمن بحب العاطفة ولا أذكيه فهو يتشابه مع غيره ومع أقرانه ، فرحلت عن الأشجار إلى غيرها وأنا جاد في أن ألقى أو أجد بغيتي وأمكث معها وأستأنس بها وأصبح من أهلها ، فاصطدمت بأشجار حب المصلحة ، فوجدتها أشجارً لحب منبوذ كريهة المنظر فظلها لا يدوم ولا يستقيم مع مستقيم وجدت فيها خصال غير محمودة ، وجدت فيها الطمع والطمع سيدها والحقد والحقد مؤنسها والحسد أخيها لا يخالفها ، فنفرت منها نفور الغنم من الذئب ورحت أركض أبحث عن مبتغاي لا أدخر جهداً كي ألحق بالركب وأنعم بالظل ، وقد حاصرتني الظروف
مع شجرة الحب وحديث لا ينقطع
إن شاء الله تعالى
بقلم : سيد يوسف مرسي
الحب هو الحنان والعطاء والمودة والعاطفة والرحمة والوفاء والصدق
الحب يبدأ ببذرة ليصبح شجرة لو حافظنا على ما في دواخلنا من مشاعر
حتى لا تذبل اوراقها وتتساقط لتنبت مكانها اوراق جديدة والعمر يمر والعودة للوراء صعبة
نص جميل فيه الكثير
أهلاً بعودتك من جديد على ضفاف النبع
للحبّ شجرة واحدة
ثمارها الوفاء والصدق والاهتمام والتضحية
وما دونها أشجار بلاستيكية لا تمت للحياة بصلة
جميل ما جاد به يراعك الغيداق
كلّ البيلسان والندى
نعم أستاذة هديل صدقتي وصدق إحساسكم النبيل
لا توجد إلا شجرة واحدة للحب يستظل بظلها شجرة تحتوي على كل الوفاء والتضحية والعطاء والود
لا غيرها يستساغ ظله ولا يهواه إلا الانتهازية
فتحيتي إليك بحجم السماء وشكراً كبيرة على الحفاوة التي قابلتنا منكم
فحدائق ورد تليق بكم ومحبتي
حروف رقيقة ومشاعر أرق
لا شك في أن مصدرها المشاعر الصادقة والاحاسيس النقية الفياضة
لا أرى قرينا للحب إلا الوفاء والاخلاص وكل إحساس جميل
وما دونه من حقد ومصلحة لا تربطه به رابطة
وإن قلت شجرة حب فلا شك في انها واحدة لا ثانية لها
بورك نبضك وسلم يراعك