لمّا إقتطعت تذكرة السّفر الى الجزائر الشّقيقة تردّدت في إعلام ليلى لسببين
أولهما أنّها تقطن بعيدا عن مدينة وهران....
وثانيهما أنّها مازالت تستقبل ضيوفها الوافدين على بيتها لتهنئتها بعودة الحاج زوجها من البقاع المقدّسة....
ولكنّ رغبتي في الإلتقاء بها كانت أقوى من كلّ الموانع....
فهاتفتها ليلة السّفر وأخبرتها .....
ولاتتصورا كم كانت فرحتها كبيرة وكم كان إلحاحها أكبر لمعرفة وقت حلول الطّائرة.....
وكم وجدت حرجا في أن أعلمها فتتجشّم مشّقة الطّريق مباشرة بعد انهاء عملها في المعهد لتتنقّل صحبة عائلتها في ظروف مناخية صعبة ورديئة لتستقبلني بالمطار....
و لهذالم اشأ أن أعلمها بالوقت المحدّد على أن نبقى بإتصال لنحدّد موعدا للقائنا لاحقا ...
ولكن ليلى أبت إلاّ أن تجيئ الى المطار بعد ساعتين من وصولنا على أن تكون مفاجأة لي .....
وكانت المفجأة ثقيلة على قلب ليلى الرّقيق أذ وجدت أن حلول الطأئرة كان العاشرة والنصف صباحا لا منتصف النّهار....
وكنت أنا مرتبكة جدّا أحاول الإتّصال بها عن طريق هاتفها لكنّي لم أفلح...وظللت أحاول حتى تحصّلت عليها ...
فكانت أول ما قالت لي
ليه يا دعد تعطيني موعدا خاطئا لنزول الطّائرة....
أنا بالمطار يا دعد...
حبيت تكون مفاجأة لك.....
أنت فين وكيراك
وكم شعرت بالخجل ولم أجد كلماتي ...
فكلّ الذي قلته وظللت أكرّره
حبيبتي ليلى...
حبيبتي ليلى....
لم اشأ إزعاجك يا ليلى..
معذرة معذرة..... لم تؤكدّي على حضورك للمطار...
ثمّ أنّ حظّي مع المفاجآت السّارة لا يستقيم أبدا....
حبيبتي سامحيني .....
أنت أين الآن يا ليلى؟؟؟؟؟؟؟؟
فقاطعتني
بل أنت فين يا دعد
فإلتجأت الى أهل الدّار الذين نحن في ضيافتهم ليعطوها العنوان ...
ولست أدري كيف خرجت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف إمتطيت السّيارة التي ستقلّني الى مكان اللّقاء...
وماهي بضع دقائق حتى كنت أمام سيّارة ليلى...
نقرت على البلور الخلفي
أنا دعد يا ليلى ....هل أنت ليلى ؟؟؟؟؟؟؟؟
فوثبت كغزال....
كملاك....
كليلى.....
وكان اليوم ممطرا جدّا وباردا جدّا ......
وصار دافئا جدّا جدّا وأنا وليلى نلتقي بالأحضان...
https://www.nabee-awatf.com/vb/attach...5&d=1385148439
وكم ضحكنا وأنا أقول لها
أرأيت يا ليلى كم أقنعتني بجمال الخريف ودكنة سمائه وكثافة سحبه وزوبعة عواصفه....
الخريف جميل فعلا يا ليلى ....
أليس طقس اليوم خريفيّا وخرافيّا بلقائنا هذا...
وظللنا لدقائق وكلتانا تردّد إسم الأخرى....
ليلى....ليلى.....
دعد....دعد......
كلّ هذا وزوج ليلى واقف ....ينتظر فرصة ليسلّم عليّ وأنا كالمعنوهة لم أستطع أن أتنحّى من حضن ليلى...
وابنتها الصّغرى تمسك آلة التّصوير وترصد الوضع المناسب لإلتقاط صورة للذّكرى https://www.nabee-awatf.com/vb/attach...6&d=1385148471
تأملت كلّ واحدة منّا وجه صاحبتها...
وكم بدت لي ليلى رقيقة.....
ملائكيّة الوجه.....
متوثّبة الرّوح.....
بشوشة لا تفارقها الإبتسامة.....
وكم قاربت صورتها أمامي الصّورة التي رسمتها لها في مخيّلتي...
وكم أسعدها أن قلت لها
والله كما تصوّرتك يا ليلى....
فظلّت هي أيضا تقول
وأنت ما أحلاك يا دعد....
طفلتان نحن .....لم ينقصنا الاّ أن نلعب لعبة الحبل هههههههههههههه... https://www.nabee-awatf.com/vb/attach...9&d=1385148620
لم نشعر أبدا بقشعريرة من الصّقيع الهابط علينا ....فالفرحة تشتعل بيننا فتدفئنا.....
وبعد جهد جهيد من ابنتها في اقناعنا أن نلتفت ونتخّذ وضعا ملائما لكي تلتقط لنا صورة واضحة....كانت هذه الصّورة الجميلة https://www.nabee-awatf.com/vb/attach...8&d=1385148542
لقاء خاطف لكنّه صادق ومتوهّج ....
لقاء رائع التقيت فيه ليلى بن صافي الرّقيقة ...
إمرأة تحمل الكثير من بلد شقيق شامخ ......
تختزن في ذاتها وفكرها وموروثها النّموذج الجيّد للمراة الجزائريّة المتعلّمة .
وكم سعدت بلقائها وكم كان التّفاعل بيننا تلقائيّا ...
فشكرا لك يا ليلى ....
شكرا لزوجك الذي يحترم روابطك وصداقاتك ...
شكرا للأمورة ابنتك
وتحيّة لبلدك الذي سأعود للحديث عنه في نصّ منعزل ...
وشكرا لهذا العالم الإفتراضي الذي جعلنا نتخطّى الحدود ونهدم الحواجز والمسافات لنلتقي...
وكلّ الشّكر للنّبع لسيّدته عواطف عبد اللطيف التي جعلته من المواقع المتميّزة المتفرّدة ....
ولتدم العلاقات البشريّة الإنسانيّة فما غيرها يجعلنا نحيا في هذا الزّمن الرّديئ ....
محبّتي يا للّو.....
ملاحظة
هذا لقائي مع ليلى لم أشأ أن أخضعه للفبركة الأدبية المترفة....
رويته كما هو بصدقه بعفويته .....
فبعض المواقف التي نعيشها لا يمكن أن نعبّر عنها الاّ بهذه البساطة ....
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 04-22-2014 في 04:41 PM.