أخي د/ عدي شتات :
طلبت مني روح النبع ونبراس عنوانه السيدة الكريمة عواطف عبد اللطيف , أن أشارك بقصة قصيدة ,,
ويسعدني ويشرفني أن البي هذا الطلب الغالي والثمين ,,, وعليه فقد اخترت قصيدة ( إن بعد العسر يسرا)
وهي على الرابط التالي :
وأما قصتها فهي قصة قضايا أمة صارت حكاية الأمم ,,, إذ بعدما غزا تتار القرن العشرين عراقنا الحبيب , بعدما اغتصبت فلسطين وبعدما ضربت أمة الإسلام في كيانها ,, وقسمت تركة الدولة العثمانية بموجب سايكس بيكو ,,, تقزم عقول الكثير من الناس في فهم الأحداث المتسارعة ,, حاملة معها عواصف الهزائم المتلاحقة ,
حتى وصل الأمر إلى انتهاك الحرمات والمقدسات والأعراض ,, وفراعنة الأمة لا يتصدون إلا لصحوة شعوبهم خدمة لساداتهم ,,, فأطيحت برؤوس الشرفاْ ,,, وزج كرام الخلق في السجون والمعتقلات ,,,
رحت أبحث كبقية خلق الله عن إنسان يخرجني مما حل بي من حزن وألم وكفر بمبادئ الوطنجية والقومية
والإقليمية البغيضة والعنتريات الفارغة على محطات الإذاعة وأبواق السلاطين ,,, وبحثت في ذاكرتي عن إنسان ليس كبقية البشر أو هكذا خيل إلي ,,, فتذكرت معلمي وأستاذي الذي له الفضل الأكبر عليّ ,, في تعلم لغتي العربية وتذوق معانيها ,, كيف لا وهي لغة القرآن العظيم ,,, ذلك العملاق الرائع الذي علمنا حب الله وحب الرسول وحب الوطن والتفاني في سبيل الله من أجل رفعة شأن الأمة وإعادة الإحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه ,,, فلمعت بارقة محبة واحترام وتقدير لذلك القدوة الجبارة ,, فاخترت زيارته بعد أن تعرفت على عنوانه ,,, فزرته في بيته فوجدته قد ظهر عليه العجز وأحنى ظهره ,, وعكازه بجانبه وهو يؤدي صلاة الضحى لذلك اليوم الذي زرته فيه فرحب بي بعد السلام من صلاته ,, فدار بيني وبينه هذاالحوار والذي كان في ختامه ,, أن تنبأ بزوال دولة الاتحاد السوفييتي ,,( قطب الشرق)ثم زوال قطب الغرب ( أمريكا ) بإذن الله وقد بدت علامات وهنا ووضعف عمودها الفقري ( الإقتصاد) ,,, هذه قصتي لهذه القصيدة ,,, وأرجو أن أكون قد وفقت في السرد وأداء الحقيقة كما كانت ,,, ولكم مني خالص محبتي وتقديري ,,
كلُّ مخلوق ٍلـــــــهُ في جسمـِــــهِ
عِلَّـــــــة ٌتَنْمُـــــــو لِكَــيْ تـُودِيــهِ قبْــراً
يا دُعاةَ الحَـــقِّ إنَّــــــا أمَّـــــــــة ٌ
أُخْرجَــــــتْ للنــاسِ إنقــــاذاً وخَيْــــــراً
جاهِدُوا في العُروةِ الوُثْقى خِفافـاً
أْوثِـقــــالاً إنَّ بَـعْــــدَ العُسْــــــر ِيُسْــــراً
قصة القصيدة كما ذكرها الشاعر أعلاه
قصة قضايا أمة صارت حكاية الأمم ,,, إذ بعدما غزا تتار القرن العشرين عراقنا الحبيب , بعدما اغتصبت فلسطين وبعدما ضربت أمة الإسلام في كيانها ,, وقسمت تركة الدولة العثمانية بموجب سايكس بيكو ,,, تقزم عقول الكثير من الناس في فهم الأحداث المتسارعة ,, حاملة معها عواصف الهزائم المتلاحقة ,
حتى وصل الأمر إلى انتهاك الحرمات والمقدسات والأعراض ,, وفراعنة الأمة لا يتصدون إلا لصحوة شعوبهم خدمة لساداتهم ,,, فأطيحت برؤوس الشرفاْ ,,, وزج كرام الخلق في السجون والمعتقلات ,,,
رحت أبحث كبقية خلق الله عن إنسان يخرجني مما حل بي من حزن وألم وكفر بمبادئ الوطنجية والقومية
والإقليمية البغيضة والعنتريات الفارغة على محطات الإذاعة وأبواق السلاطين ,,, وبحثت في ذاكرتي عن أنسان ليس كبقية البشر أو هكذا خيل إلي ,,, فتذكرت معلمي وأستاذي الذي له الفضل الأكبر عليّ ,, في تعلم لغتي العربية وتذوق معانيها ,, كيف لا وهي لغة القرآن العظيم ,,, ذلك العملاق الرائع الذي علمنا حب الله وحب الرسول وحب الوطن والتفاني في سبيل الله من أجل رفعة شأن الأمة وإعادة الإحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه ,,, فلمعت بارقة محبة واحترام وتقدير لذلك القدوة الجبارة ,, فاخترت زيارته بعد أن تعرفت على عنوانه ,,, فزرته في بيته فوجدته قد طهر عليه العجز وأحنى ظهره ,, وعكازه بجانبه وهو يؤدي صلاة الضحى لذلك اليوم الذي زرته فيه ,, فدار بيني وبينه هذاالحوار والذي كان في ختامه ,, أن تنبأ بزوال دولة الاتحاد السوفييتي ,,( قطب الشرق)ثم زوال قطب الغرب ( أمريكا ) بإذن الله وقد بدت علامات وهنا ووضعف عمودها الفقري ( الإقتصاد) ,,, هذه قصتي لهذه القصيدة ,,, وأرجو أن أكون قد وفقت في السرد وأداء الحقيقة كما كانت
على ثقتها وجميل اختيارها للشاعر القدير .. كما أشكر شاعرنا الكبير على اختياره لسامقة من سوامقه وهي تتناول هم الأمة وشجونها وشؤونها.
ولا يفوتني أن أشكر الزميلة العزيزة المثابرة الدؤوبة الشاعرة ( سفانة بنت ابن الشاطئ ) على إدارتها لهذا الجزء من قصة وقصيدة
قليلا ما أخوض في نقد القصائد .. فالقصائد ولائد لحالات تنتاب الشاعر .. وكل شاعر له ما يبرره فيما يقول ويصف ويعبر ويملك كامل الصلاحيات لتمثيل عصره ووطنه وقومه وجيله .. ضمن حدود أدواته المتاحة المكتسبة والموهوبة,ورب قصيدة تفتح أما القارئ أكثر من قراءة وأكثر من وجهة نظر .. وأعلم أن النقد ليس إظهار مثالب ومحاسن القصيدة أو ناظمها بقدر ما هو تسليط الضوء على مكامنها وما خفي منها على القارئ العادي ..
والحقيقة لا شك في أن القصيدة التي بين أيدينا تتمتع بكل مقومات القصيدة الفاعلة والناجحة من سمو الفكرة ونبل الطرح واللغة الحيية التي تأخذ بتلابيب ذهن القارئ إلى مرافئ الإبداع الحقيقي وكيف لا وهي واحدة من أجمل ما كتبه شاعرنا القدير ..
وطالما أن القصيدة وضعت في حيز النقاش لبيان مدى فاعليتها مع فكرتها المطروحة وأدائها لدورها في خدمة الفكرة .. فنحن جميعا قرأنا وعاصرنا جوانب من قصتها وتجرَّعنا مرارة أحداثها ..الأمر الذي يستدعي قراءة النص أكثر من مرّة ولأكثر من غاية من جميع جوانبه..
في البداية استوقفني العنوان (إنّ بعد العسر يسرا ) وهو مأخوذ من آية كريمة في سورة الانشراح التي تدعو المسلمين إلى التفاؤل والالتزام بالصبر والتؤدة
وسوف يؤتى ثماره بوعد من رب العزة ..وأخذني الذهول من اختياره له واختتم به القصيدة
ثم افتتح قصيدته بمدح شيخ مبجل بأبيات عديدة وكأن القصيدة خصصت له وجاءت في مدحه حيث نال المساحة الكبرى من جسد القصيدة .. ووددت لو أسأل الشاعر لم لمْ يبدأ قصيدته بطرح الهم العربي أو لم يمهد القارئ للجو الذي خلقه لمدح الشيخ وكان استهلاله مفاجئا بالنسبة لي إذ جاء بلا تمهيد ولو ببيت أو بيتين .. وكان عليه أن يبرر للقارئ سبب لجوئه الى الشيخ بعد انقباض نفسه من هم الأمة
وكان بالإمكان أن يقوم الشاعر نفسه بهذا الدور الذي لعبه الشيخ في القصيدة فلم أجد كقارئ ما يبرر وجوده في النص طالما أن القصيدة لا تصبّ في مدحه ..
كما نوهت في البداية أن العنوان لم يكن ملائما للفكرة التي بنيت حولها القصيدة فجاء فضفاضا وحبذا لو أجد تفسيرا لاختياره لهذا العنوان
والقصيدة في مجملها تدعو إلى اليأس والانقباض من تكالب المحن والأزمات وسيطرة الأدعياء على مقاليد السلطة وتمنيت لو أن القصيدة ختمت بالدعوة إلى الجهاد والنضال لتحرير الأمة وخلاصها من براثن قدرها .. فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
والقصيدة جملة وتفصيلا من القصائد الحكمية ..كانت زاخرة بالحكمة والبيان واللغة المحكمة الرصينة .. وأنا أحيي شاعرنا القدير على درّته التي تخلده له التاريخ ويخلده بها ..والتي أمتعنا بها
وهنا أوجه دفة الحوار إلى زميلتنا العزيزة ( الشاعرة والأديبة سفانة بنت الشاطئ )
مع تحياتي ومحبتي للجميع
التوقيع
لمَ لا أثورُ على الزمان وأغضَبُ
لمْ يبْقَ في القطعانِ إلاّ الأجربُ
أنا ما عدِمتُ الوردَ رغمَ غلائهِ
وعدمتُ مَن يُهدى إليه ويوهبُ
تعقيبا على كل ماكتبه الأخ الشاعر مصطفى السنجاري من نقد لقصيدة إن بعد العسر يسرا) وما قدمه من رأي اعتز بقراءته ,, حيث يقول :)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة من الله
بادئ ذي بدء أوجه الشكر والتحية لروح نبعنا الغالي
على ثقتها وجميل اختيارها للشاعر القدير .. كما أشكر شاعرنا الكبير علىاختياره لسامقة من سوامقه وهي تتناول هم الأمة وشجونها وشؤونها. ولا يفوتني أن أشكر الدكتور الشاعر عدي شتات على فكرته الخلابة ..
قليلا ما أخوض في نقد القصائد .. فالقصائد ولائد لحالات تنتاب الشاعر .. وكل شاعر له ما يبرره فيما يقول ويصف ويعبر ويملك كامل الصلاحيات لتمثيلعصره ووطنه وقومه وجيله .. ضمن حدود أدواته المتاحة المكتسبة والموهوبة,وربقصيدة تفتح أما القارئ أكثر من قراءة وأكثر من وجهة نظر .. وأعلم أن النقدليس إظهار مثالب ومحاسن القصيدة أو ناظمها بقدر ما هو تسليط الضوء علىمكامنها وما خفي منها على القارئ العادي .. والحقيقة لا شك في أن القصيدة التي بين أيدينا تتمتع بكل مقومات القصيدةالفاعلة والناجحة من سمو الفكرة ونبل الطرحواللغة الحيية التي تأخذبتلابيب ذهن القارئ إلى مرافئ الإبداع الحقيقي وكيف لا وهي واحدة من أجملما كتبه شاعرنا القدير .. وطالما أن القصيدة وضعت في حيز النقاش لبيان مدى فاعليتها مع فكرتهاالمطروحة وأدائها لدورها في خدمة الفكرة .. فنحن جميعا قرأنا وعاصرنا جوانبمن قصتها وتجرَّعنا مرارة أحداثها ..الأمر الذي يستدعي قراءة النص أكثر منمرّةولأكثر من غاية من جميع جوانبه.. في البداية استوقفني العنوان (إنّ بعد العسر يسرا ) وهو مأخوذ من آية كريمةفي سورة الانشراح التي تدعو المسلمين إلى التفاؤل والالتزام بالصبروالتؤدة وسوف يؤتى ثماره بوعد من رب العزة ..وأخذني الذهول من اختياره له واختتم به القصيدة
ثم افتتح قصيدته بمدح شيخ مبجل بأبيات عديدة وكأن القصيدة خصصت له وجاءت فيمدحه حيث نال المساحة الكبرى من جسد القصيدة .. ووددت لو أسأل الشاعر لملمْ يبدأ قصيدته بطرح الهم العربي أو لم يمهد القارئ للجو الذي خلقه لمدحالشيخ وكان استهلاله مفاجئا بالنسبة لي إذ جاء بلا تمهيد ولو ببيت أو بيتين .. وكان عليه أن يبرر للقارئ سبب لجوئه الى الشيخ بعد انقباض نفسه من همالأمة وكان بالإمكان أن يقوم الشاعر نفسه بهذا الدور الذي لعبه الشيخ في القصيدةفلم أجد كقارئ ما يبرر وجوده في النص طالما أن القصيدة لا تصبّ في مدحه .. كما نوهت في البداية أن العنوان لم يكن ملائما للفكرة التي بنيت حولهاالقصيدة فجاء فضفاضا وحبذا لو أجد تفسيرا لاختياره لهذا العنوان والقصيدة في مجملها تدعو إلى اليأس والانقباض من تكالب المحن والأزماتوسيطرة الأدعياء على مقاليد السلطة وتمنيت لو أن القصيدة ختمت بالدعوة إلىالجهاد والنضال لتحرير الأمة وخلاصها من براثن قدرها .. فلا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..
والقصيدة جملة وتفصيلا من القصائد الحكمية ..كانت زاخرة بالحكمة والبيانواللغة المحكمة الرصينة .. وأنا أحيي شاعرنا القدير على درّته التي تخلدهله التاريخ ويخلده بها ..والتي أمتعنا بها
مع تحياتي ومحبتي للجميع
//
أخي الشاعر الأستاذ مصطفى السنجاري المحترم
أشكر لك حسن زيارتك واهتمامك ,, كما أسعدني نقدك لقصيدتي ( إن بعد العسر يسرا ) وتقديرا مني لما قدمته وأسديته من رأي ,, واستجابة لتساؤلاتك ,, يسرني أن أحاول إزالة اللبس الذي حصل بسبب التعجل في قراءة النص :
أولا : آية إن( بعد العسر يسرا) فهي مقتبسة من سورة الطلاق الآية (7)
وهي تختلف في مناسبتها ومعناها عن آية سورة الشرح ,,
ثانيا : كوني ابتدأت القصيدة بوصف الشيخ وزيارتي له ,, لأن القصيدة بقصتها هي مع الشيخ المعلم والمرجع الوقور ,, وأما مضمون القصيدة فهو حوار جرى بيني وبين معلمي حول ما يجري على أرضنا الاسلامية والعربية ,, وحالة الألم التي أصيب بها الناس وأنا منهم ,حيث أبديت سبب الزيارة في البيت التالي:
ألا تكفي هذه الأبيات لشرح حال الأمة وما آلت إليه من مصائب بابتعادها عن منهاج الله ,, واعتناق قوانين وضعية مدسترة بأهواء البشر ,, ثم تغيير الأسماء عن مسمياتها فصار الإيمان كفرا والكفر إيمانا ,, وصارت الأوطان معروضة للبيع في أسواق النخاسة ,, وكذلك اسناد الأمر إلى غير أهله كرويبضات الأمة في هذا الزمان : اسْلَمــوا اشْطانَهمْ ظـَهْـرَ الـهَـوَى كــُلَّ شَيْطانٍ رَبَــا فـيــهـــــا وَأمْـــــــرَا
,, ثم انشغال الأمة وساستها في جني الأموال التي لم تشفع لقارون ولم تحمه من عضب الله ,,
أليست هذه أسباب تخلف الأمة وانهزاميتها ؟ اليست مواخير الخنا في هذه الأيام هي دور العز ومساجد الله هي المهجورة والمعابة ؟ أليست المطالبة بالديمقراطية مقدمة على المطالبة بتطبيق شرع الله في الأرض ؟
أليس الموت هو نهاية المطاف ؟ ثم ماذا بعد الموت إلا السؤال عن العمرفيما فني ,, وعن العلم فيما قدم وعن المال فيما أنفق وعن الأمانة كيف حفظت أو ضيعت ؟
رابعا أخي الأستاذ القدير مصطفى : تقول أني لم أطالب بالجهاد ,,
فماذا يعني هذان البيتان:
يا دُعاةَ الحَـــقِّ إنَّــــــا أمَّـــــــــة ٌ أُخْرجَــــــتْ للنــاسِ إنقــــاظاً وخَيْــــــراً
جاهِدُوا في العُروةِ الوُثْقى خِفافـاً أْوثِـقــــالاً إنَّ بَـعْــــدَ العُسْــــــر ِيُسْــــراً
إذا كان المعنى فيهما لا يعني الجهاد فماذا يعنيان إذن ؟
أشكر لك تجشمك قراءة القصيدة ,, وعناء تحليلك لمعانيها ونقدها ,,
لك في قلبي كل معزة ومحبة ولا تظن غير ذلك ,,,
تحياتي وتقديري ,,,
التوقيع
[]
لولاك ربي ما عرفت مسيــرتي
أملي رضاك به تنار بصيرتي
أبو مجدي
آخر تعديل عبد اللطيف استيتي يوم 07-29-2011 في 06:24 AM.
شكرا مديرة النقاش سفانة الشاعرة الأديبة .
تحية لأسرة النبع و على رأسهم عواطف عبد اللطيف .
أتشرف بالشاعر القدير عبد اللطيف استيتي .
ككل عربي مسلم له غيرة على وطنه و أمته لا يمكن له أن يسعد أو يهنأ و العدو متربص بالشرف العظيم و هو الأرض و ما يتعلق بها مما يدافع عنه . وهي حال شاعرنا و هو يزداد تأثرا و حيرة ، فيذهب الى مدرسه الشيخ يشكو و يطرح القضية لعل الشيخ يواسيه ، و يشاركه الجرح و الألم . هي قصة القصيدة . و لكن هل وفق الشاعر في تجسيد ذلك شعريا ؟؟؟.
اذا جئنا القصيدة نجد العنوان الموضوع يعبر عن القصيدة . و لكن كان للشاعر أن يختار عنوانا آخر . ونحن نرى في العناوين أن تدعونا الى قراءة النص . و ذلك بأن تحمل طابع الابهام و الغموض أو تكون كما قلت مدعاة الى تصفح النص . لا أن تعطينا النتيجة كأن تكون خلاصة أو مغزى أو ما يكشف المحتوى ، فيجعلنا نستغنيعن النص . و ليس معنى هذا أن العنوان غير صالح .
بالنسبة للغة فقد كانت بيد الشاعر لينة طيعة ، لا أرى جهدا كبيرا في اختيارها ، او في وضعها مكانها ، و هذا عائد الى مهارة الشاعر ، و حسن تمرسه في الصياغة الشعرية ، و النظم . لقد لا حظنا كيف يتلاعب و يتفنن بالكلمات و التعابير . و خلت من غريب اللفظ ، و ضعف التركيب و التكرار .
بالنسبة للوزن نلاحظ أن الشاعر تعامل مع بحر الرمل بعفوية و قدرة حتى صارالبحر سهلا الى درجة لا تلاحظ أن الشاعر مقيدا ببحر ما ، و هذا كذلك يعود الى مرونة البحر و ذكاء الشاعر في التعامل مع البحور الشعرية اعتمادا على الخبرة المكتسبة .
الأيقاع و القافية . بالنسبة لهذا الجانب توفر في القصيدة الكثير سواء داخيا أو في القافية الرائية التي كانت سليمة من كل الجوانب ، و لم نلاحظ حشوا ، أو تكلفا أو تكرارا لها غير مقبول .
مضمون القصيدة : من وجهة نظري أصاب الشاعر ، ووفق في اختيار موضوع مهم ، و مناسب جدا ، و هو تناول واقع الأمة و حالة شوبها و احساساتهم و كيف ينظرون الى الغد .
ونعيد السؤال : هل جسد الشاعر فكرته؟
أراه نجح الى حد كبير في الوصول الى هدفه . اختار الشيخ المعلم المثقف الحكيم . و هو رمز الى أن هذه الأمة أساسها العلم أولا و أخيرا ، و زبدة شعوبها هي الناس المثقفون العلماء و الحكماء فيمكن أن نتلاعب بعقول و عواطف الناس العاديين ،و لكن يصعب أن الأمر مع مثقفيها ، كما أن الشيخ يمثل الأصالة و الحكمة و حسن التفكير و التدبر . و كم وفق الشاعر في اختيار هذا الرمز . و حتى تكون القصيدة ناجحة، و يستطيع الحركة ، و تمرير أفكاره اعتمد الشاعر الحوارو هو شيءرائع في القصيدة . و ساعد الشاعر في توصيل ما أراد .
وظف الشاعر السرد لطبيعة القصيدة ،و لكنه سرد كما قلنا باضافة تقنيات كالحوار و غيره جعله شيقا. اتكأ الشاعر على موروثه الثقافي ، و معرفته للواقع المعيش فأغنى القصيدة بذلك . نلا حظ كذلك أن الشاعر كان فنانا في الوصف و التصوير و النقل خاصة للشيخ :
و يقدم الشيخ علاجا ، و ينظر نظرة تفاؤل ، و ينقذ الشاعر من حيرته ، و يستعمل الموروث الديني اليقيني في تثبيت الايمان بالغد ،و زيادة التمسك بالله متى خلص العمل :
ويختمها الشاعر بالدعوة الى الجهاد ، و الجهاد هنا يجب أن يفهم عملا و علما و سلوكا و دفاعا لا المفهوم السطحي . و هو ما يجعل الأمة تسرجع مكانتهاو تحيا قائدة :
يا دُعاةَ الحَـــقِّ إنَّــــــا أمَّـــــــــة ٌ
أُخْرجَــــــتْ للنــاسِ إنقــــاظاً وخَيْــــــراً
جاهِدُوا في العُروةِ الوُثْقى خِفافـاً
أْوثِـقــــالاً إنَّ بَـعْــــدَ العُسْــــــر ِيُسْــــراً.
خلاصة : لقد قدم لنا الشاعر قصيدة رائعة ، يستحق التهنئة و المباركة . و رغم أهمية مضمونها ، و صعوبة تجسيده ، فقد وفق الشاعر في تجسيد قصيدة حديثة ، حركية توفرت على مقومات النجاح و البرور ، و أظهرت الشاعركأحد فرسان العمودي المتمكنين من جوانب عديدة . تحية لأخينا المبدع . و لقاؤنامعه في قصائد أخرى .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
آخر تعديل سفانة بنت ابن الشاطئ يوم 07-29-2011 في 10:38 AM.