|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سمير |
|
|
|
|
|
|
|
كثير عزة
40 - 105 هـ / 660 - 723 م
إسمي كُثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمي هي جمعة بنت الأشيم الخزاعية.
وقد كنت شاعراً متيماً بحبيبتي (عزة) ،وأنا من أهل المدينة،مع أن أكثر إقامتي كانت بمصر.
ولدتُ في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والدي وأنا طفلٌ صغير السن وكنت منذ صغري سليط اللسان. وكفلني عمي بعد موت أبي وكلفني رعي قطيعٍ له من الإبل حتى يحميني من الطيش وملازمة سفهاء المدينة.
واشتهرتُ بحبي لعزة فعرفتُ بها وعرفت بي، وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب.وقد كنيتها في شعري بأم عمرو وكنتُ أسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
وسافرتُ إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها، وفيها صديقي عبد العزيز بن مروان الذي وجدتُ عنده المكانة ويسر العيش.
وتوفيتُ في الحجاز أنا وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
(مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس)
وفيما يلي عينات من شعري في عزة:
يَقُولُ العِدا يا عَزَّ قَدْ حَالَ دُونكُمْ= شُجَاعٌ على ظَهْرِ الطَّريقِ مُصَمِّمُ
فقلتُ لها واللهِ لو كانَ دونكمْ= جَهَنّمُ ما راعَتْ فؤادي جهَنّمُ
وَكَيْفَ يَرُوعُ القلبَ يا عَزَّ رائعٌ= ووجهُكِ في الظَّلماءِ للسَّفْرِ معلَمُ
وما ظَلَمَتْكِ النَّفْسُ يا عَزَّ في الهوى= فلا تنقمي حبّي فما فيه مَنقمُ
ألممْ بعزَّة إنَّ الرَّكبَ منطلقُ= وإنْ نأتكَ ولم يلممْ بها خرقُ
قَامَتْ تَرَاءَى لَنَا والعَيْنُ سَاجِيَة ٌ= كأنَّ إنسانَها في لجَّة ٍ غرقُ
ثمَّ استدارَ على أرجاءِ مقلتِها= مُبادراً خَلَسَاتِ الطَّرْفِ يَسْتَبِقُ
كأَنّهُ حِينَ مَارَ المأْقَيَانِ بِهِ= دُرٌّ تَحَلَّلَ مِنْ أَسْلاَكِهِ نَسَقُ
وَلِلْعَبِيرِ عَلَى أَصْدَغِهَا عَبَقٌ= كَأَنَّهُ بِجَنُوبِ المِحْجَرِ العَلَقُ
تأرَّجَ الحيُّ إذْ مَرَّتْ بظُعْنِهِمُ= ليلى ، ونمَّ عليها العنبرُ العبقُ
تنيلُ نزراً قليلاً وهي مشفقة ٌ= كما يَهَابُ نَشِيشَ الحيّة ِ الفَرِقُ
|
|
|
|
|
|
كثير عزة
صاحب الكلمة السائرة:
ضحى بنو حرب بالدين يوم الطف وضحى بنو مروان بالكرم يوم العقر.
أحببت يا كثير عزّة الضمريّة ، وعرفت بها فقيل : كثير عزّة .
وكنت قد علقت بها ، وهي صغيرة السن حين أرسلتها نسوة
لشراء كبش منك بثمن مؤجل أتتك به أمرأة غيرها فيما بعد ،
فقلت : أين الصبية التي أخذت مني الكبش؟
قالت : وما تصنع بها ؟ هذه دراهمك ،
قلت : لا آخذ دراهمي إلا من التي دفعت الكبش إليها ،
وخرجت وانت تقول :
قضى كل ذي دين فوّفى غريمه
وعزّة ممطول معنّى غريمها
ومنها :
نظرت إليها نظرة وهي عاتق
على حين أن شبّت وبان نهودها
من الخفرات البيض ودّ جليسها
إذا ما انقضت احدوثة لو تعيدها
وهكذا قاد الكبش المودة بينك وبين عزة كما فعلت
ابل جميل الباركة في وادي بغيض ، والتي أفزعتها بثينة ،
مما جعل جميل يشتم بثينة ، فترد عليه هي كذلك ، فاستحلى شتمها،
وفي هذا قال :
وأول من قاد المودة بيننا
بوادي بغيض يا بثينَ* سبابُ
وقلنا لها قولا فجاءت بمثله
تغير شعرك بعد موت عزة فقالوا:
ما بال شعرك تغير وقد قصرت فيه؟
قلت: ماتت عزة ولا أطرب، وذهب الشباب فلا أعجب،
ومات عبد العزيز بن مروان فلا أرغب،
وإنما ينشأ الشعر عن هذه الخلال.
كنتم أبطال عشق تهتز به نفوسنا تنفطر حينا
وتطرب أحيانا أنشدتم أوجع الشعر وأشجاه وأعذبه وأحلاه
فهل ياترى الالم ومرارة الفراق والبعاد
هو الذي جعلكم تبدعون وتسنجون اروع القصائد
وتصورون الحبيبة نجمة ليست ككل النجمات ؟