متَرجم من كتاب ( الإنسان لا يحيا بنفسه )
أكــبر معمـــــــل فى العــــــــــالم
الفقــــرة الأولى
عندما نفكر فى أن هضم طعامنا هو عملية كيميائية تتم لأنواع كثيرة من الأطعمة التى تعتبر مواد خام ، فسرعان ما نكتشف بأنها أغرب عملية تتم فى معملٍ فى العالم . إن المعدة لتهضم أى نوع من الطعام يدخل إليها ما عدا المعدة نفسها .
ونحن نأكل كل ما تشتهيه أنفسنا بدون أدنى تفكير فى كيفية تدبير المعدة لهضم هذا الكم الهائل من الأطعمة ! نأكل شرائح من لحم البقر ونأكل الكرنب والذرة والسمك المحمر ... ونشرب عليها كميات من المياه والمرطبات ونضيف إليها الخبز بأنواعه والبقوليات وأحيانا نضيف لها مواد كبريتية و قصب السكر..إلخ . ومن كل هذا الخليط تختار المعدة أشياء وتقوم بتفكيك كل نوع إلى جزيئات كيماوية ، وتطرح النفايات ، وتعيد صياغة المفيد منها إلى بروتينات جديدة تكون غذاءً لكل خلية فى الجسم . ويختار الجهاز الهضمى : الكالسيوم والكبريت والأيودين والحديد وأى عناصر أخرى ضرورية ، ويحرص على عدم ضياع الجزيئات الأساسية وعلى إمكانية إنتاج الهورمونات وأن كل الجزيئات الحيوية للجسم متواجدة بمقادير منتظمة وجاهزة لتلبية كل الاحتياجات !
وسنواصل فى فقرة قادمة
ويقوم هذا المعمل السحرى بتخزين الدهون وعناصر أخرى - بدون مشورة صاحب المعمل - وذلك لمجابهة الظروف الاضطرارية كالمجاعة ! ونحن نتناول أصناف الأطعمة تلبية لرغباتنا وللمتعة بها، ولكن المعدة يعيد صياغتها وهضمها وتفكيكها إلى جزيئات حسب احتياج الجسم للعناصر الكيماوية المطلوبة..وبعد تهيئتها وتجهيزها وتفتيتها تقوم بإرسالها إلى كافة خلايا الجسم بدون فرز ! ترسلها لكل خلية فى الجسم رغم كثرتها الهائلة . وإرسالها العناصر الغذائية المطلوبة والضرورية لكل خلية ، وهى بالبلايين ، كإرسال شيئٍ لكل فردٍ من سكان العالم أجمع !
والعجيب فى الأمر أن عناصر تُرسل إلى الأظافر وعناصر ترسل إلى الشعر وعناصر ترسل إلى العيون وأخرى ترسل إلى الأسنان..بصفة مستمرة وبدون حدوث خطأ ، فلا يضل عنصرٌ طريقه إلى مكانٍ غير مكانه !
================================================== ==============
هل أعجبك هذا المعمل يا ألبير ؟ أليس هو أغرب معمل تراه فى حياتك ؟ ألا يستحق القراءة والتأمل ؟..شكرا لقلمك..