رد أدونيس حسن على الشاعر أيمن أبوراس لقصيدته \\\ قالت لي نينا\\\

رد أدونيس حسن على الشاعر أيمن أبوراس لقصيدته \\\ قالت لي نينا\\\
سيدي الكريم
الشاعر ... الشاعر ..
سأبدأ من حيث انتهت بداية" قالت لي نينا" "أرجوك لا تسأل"
و نزولاًًًًَ عند رغبتها .. ورغبتنا .. تكون سعادتنا كبيرة بأن نقبل زيارة روح .. نينا لنا ..
ولكن هل سننجح بان نكفيها قدر شرف الزيارة ..كما أناره .. أيمن أبو راس..
ظني أننا لن نستطيع .. أن نفعل كفعلك
لأن .. نينا .. ذكية .. وتمتلك الكثير من اللباقة التي تمنعها من التحدث إلى من لا يستطيع فهم أبجدية ذاتها وكنهها .. المجاورة ..أو.. الساكنة.. في مدن العمق ..
هذه المدن تحتاج إلى وسائل خاصة للوصول إليها..
تحتاج إلى ثقل ..ثقيل ..ثقيل .. يشد القلب بسرعة تعادل العمق إلى مدنها البعيدة في دقائق الأبجدية .. بحثت كثيراً .. وصرخت أكثر إلى أن سمع صوتها شاعر كان يعي وجودها قبل أن يسمع النداء الصارخ .. المستغيث .. ولكن لم يكن يدري من هي .. وجاء النداء ليستقر استقرار الثوب على الجسد.. جسد ذات نينا المستقر في وعي أيمن أبو راس ...
حمل وصول النداء شفائين .. شفاء من وخز عدم اكتمال أبجدية تحتاج إلى أحرف جديدة في قلب شاعر ..فكانت هي الجديد من الحرف .. وشفاء آخر من غربة بجديتها ..
وهنا دخل الشاعر بكل أمانة فكره وأحاسيس قلبه القصيدة .. ومعه نينا .. ليطلقا من نوافذ قصرها أنوار حكاية مجبولة بالعميق من نزف التجربة .. تغطي مساحات .. وأزمنة .. كتب على أبوابها ..
يا صور نينا التي لا تنتهي... لا تدخلوا هذه الأمكنة وهذه الأزمنة .. حتى تحي نينا وأنا في جديد الأزمنة... جديد الأمكنة
يا صور نينا المنعكسات في الكثير من أركان الواقع .. لا تصمتن .. ولا تعبدن هذه الأصنام المصنوعة بأيد لا تعبدها .. كسرنها لتولد فيكن حرية نينا من جديد.. ووجودها الجديد الراحل عن كل الألوان القاتمة والأحاسيس المحرقة والحدود الضيقة .. وتولدن من جديد
صديقي أيمن أبوراس
يا صاحب الأصفى والأنقى من الأحاسيس لحد صرتَ بها تلتقط ذرة الألم المخبئة في أعمق أغوار الضحكات.. وتُسكِنَها دموعك ليولد الفرح نقيا لا دمع فيه .. تهديه إلى الجميع .. غيرك .. وتبقى أنت وحدك ترفع القصيدة من حزنهم فيك ..رايات من الضحكات تنير وجودهم أغاني فرح.
أقف أمام جمال الإنسان فيك بكل ما أوتي الانحناء من الاحترام لنقاء حرفك .
وأطلب برجاء قبول المرور والعذر للإطالة
وسعادة الحياة لقلبك
وإلى اللقاء صديقي

أدونيس حسن
إبراهيم حسن




قالت لي نيـــــــــنا \\ أيمن أبوراس

بين الضباب ِ والسراب ْ
تشكَّلت ْ نينا
وتلوَّنت مآسيها بلون هباب ِ الفحم ِ
ألسنة اللهب ِ تؤنس ُ وحدتها
قالت لي نينا :
أنا أحيا لأجل ِ احتراقي
فأرسمه لوحة ً
وأكتبه ُ صفحة ً للمجهول ِ
من عمريَ الباقي


تحت مظلة للانتظار
أصنع ُ حلمي للقبلة ِ الأولى
سأطبعها على جبين الشمس
أتفيَّأ ُ الأمل َ
نورا ً قادما ً
وتذكرة سفر ٍ إليها
فأبتاع بطاقة َ دخول ٍ لمهرجان الاحتراق ْ


نينا
في محراب حضورك ِ في الذهن ِ
وقف َ قلبي خاشعا ً
ركع َ وصلَّى
وآمن َ بأنه
لم ير َ من معجزات ِ الخالق ِ
قبلك ِ
أو مثلك ِ مثلا
نينا
هناك َ حيث تسكنين ْ
ظلال ُ روحي تستدير ُ كواكبا ً
وتستطيل ُ مساحة ً للانتظار ْ
أسرق ُ من ليلك ِ هباب َ الفحم ِ
فيستحيل ُ لون ُ جرحي
في مدفأة قلبك ِ
لقلبك ِ شعله


نينا
عصبيَّة المزاج ْ
قالت لي عرَّافة ُ الأبراج ْ
رمقتني من خلف ِ نافذة ٍ
لم تذق ْ طعم َ الفرح ْ
كنت ُ هناك ْ
كانت هنا
لم تكن نينا قد ولدت بعد ُ
أدخلتني نورها
فتخلَّل جسدي الزجاج ْ
وجسدي منذ ُ عقود ٍ
يجتاحه ُ هباب ُ القهر ِ
ونار ُ مدفأة ِ نينا
لم يمنحوها
حق ِّ تقديم احتجاج ْ

نينا
قصَّة حزن ٍ داهمتني
صباح ُ الخير أحزاني
وعانقتني
تراتيل ُ موشَّحة ٍ على أريكة ِ ليلك ِ
كسرت ْ وحدتي فيها
وقابلتني بأيمن ٍ كان َ هناك ْ
صباح ُ الخير ِ يا أيمنْ
وقبل َ ساعات ِ الفرح
كانت نينا
قد غادرتني

نينا
هناك هناك
في كوكب ٍ منسي ّ
تحيا أنثى النور ِ
بين النيازك ِ
تتبعثر ُ شهب ُ الخروج ِ عن المألوف ِ
فتكسر ُ ضلعا ً
لتفتح َ بابا ً لقلبي
وتدخلني في عالم ِ نينا
أصنع ُ لها حلما ً
أهديه ِ للظروف ِ
فتضحك نينا

نينا تناديني
دعتني روحها
وقفت ُ على العتبات ِ
فبكتني وأمَّت بي خشوع َ روحي
وعانقتني
نينا إمامة ُ تصوُّفي فيها
أسأل ُ الله َ
أن يقبل بها صلاتي
نينا
إمامة ُ حزني
بصلاتها أهدت لقلبي سكينة ً
لعمري الآتي
واستحالت ْ كآبة ُ الجدران ْ
لوحة َ ماقبل َ ميلادها
وستائر ُ النوافذ ِ معزوفة َ مطر ْ
قالت لي نينا
وقبل َ أن ترحل ْ
ياقارئي الأول ْ
أرجوك َ لاتسأل ْ
من هي نينا
يكفيني أن تقبل ْ
روح نينا زائرة ً
لضفاف ِ قلبك َ المثقل ْ
أرجوك َ لاتسأل ْ
أرجوك َ لاتسأل ْ

أيمن
‏‏10:14 ص ‏02/‏10/‏2009

الراقي أدونيس حسن صباح مشرق معطر بعبير السعادة والأمل
شكرا لك بداية على فتحك هذه النافذة المطلة على البهاء .. المرددة لآيات العذوبة والعمق .. فكلمات الراقي أيمن أبو راس تستحق القراءة فعلا .. و لهذا أضاف ردك الجميل الى هذه الرائعة الكثير من الضوء المبهر لتصلنا أكثر لمعانا ..ويتسلل البريق الى ذائقتنا بكل تؤدة ..

تقديري واحترامي لكما مع قوافل م ياسمين الشام

مودتي المخلصة


سفانة

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفانة بنت ابن الشاطئ     الراقي أدونيس حسن صباح مشرق معطر بعبير السعادة والأمل شكرا لك بداية على فتحك هذه النافذة المطلة على البهاء .. المرددة لآيات العذوبة والعمق .. فكلمات الراقي أيمن أبو راس تستحق القراءة فعلا .. و لهذا أضاف ردك الجميل الى هذه الرائعة الكثير من الضوء المبهر لتصلنا أكثر لمعانا ..ويتسلل البريق الى ذائقتنا بكل تؤدة .. تقديري واحترامي لكما مع قوافل م ياسمين الشام مودتي المخلصة

هكذا دائما هو حضورك الراقي الشاعرة القديرة ابنة ابن الشاطئ ,, سفانة الخير والجمال ,,,
سفانة,,,حضور,, صدق الكلمة نوره ,,, وعمق الوفاء طريقه ,,, وفسحة الوعي سعادته ,,, أزاهار تولد أزهارا,,, وأشجار تزين ساحات مدن الذاكرة بغابات من صفاء ونقاء ,,,
كانت قصيدة للرائع أيمن أبوراس ومازالت شعرا ,, حرك فينا ما نعجز عن لمس سكونه ,, بقلب لا يعرف غير ربيع الحياة وسؤدد المداد ,,,ونقاء الزمن من كل حادثات الكدر ,,, فكان الحنين والتوق لتلك القامة السامقة ,,, فلم نستطع أن نكون هنا أكثر من ذلك ,,, وحقه علينا كبير ,,وواجبنا له عظيم ,,
لك التحية والاحترام والتقدير
ولأيمن الخير كل المحبة والأماني الجميلة بالسعادة والجمال
بوركتما