إذا كان هناك ما تعلمه الناس من الأزمة المالية العالمية، فهو أن عليهم إجراء تغييرات في أسلوب التعامل مع المال.
ويبدو أن الكثيرين، بدأوا بالاستجابة والاقتناع بضرورة إجراء هذه التغييرات.
وتشير الدراسات إلى أن الفرد الأميركي، بدأ بالادخار أكثر من قبل، ونسبة الادخار في العام 2009 زادت ب4.3 بالمائة، بالمقارنة مع 2.7 بالمائة في 2007، بحسب ديوان التحليل الاقتصادي الأميركي.
ومن أهم الدروس المستخلصة من الأزمة، هي تعليم التعامل مع المال للأجيال القادمة، وللأسف فإن إدارة المال، لا تدخل ضمن المناهج التعليمية للطلاب في المدارس، فتصبح الأمور عائدة للأهل، في بناء حس مالي، وقدرة على إدارة المال عند أولادهم.
ويجب على الوالدين، الانتباه للأخطاء المالية الصغيرة منذ الطفولة، والبدء بتعليم أولادهم كيفية تجنبها.
وهذه بعض الأخطاء التي عادة ما يقع بها الأولاد والدروس التي يجب على الأهل تعليمها لهم.
قيمة العملة "الدينار"
منح الأطفال مصروفا يوميا أو أسبوعيا، يختبر قدرتهم على تدبير أمورهم المالية وإدارتها، والبعض يبدي ذكاء في إدارة هذا المصروف، والبعض الآخر يتعثر في تنظيمها، ولكن الأهل عادة ما يترددون في معرفة كم يعطون أطفالهم.
وينصح الخبراء الماليون، بمنحهم دولاراً واحداً في اليوم، أو حسب العملة المالية في كل بلد، وتعديل هذه القيمة كلما كبروا في العمر.
وكما يتردد بعض الأهالي في تقديم هذا المصروف مقابل العمل في المنزل أم لا، توجد العديد من النظريات حول مصروف الأطفال، ولكن تقديم المصروف درس أولي لتمكين الأطفال من إدارة مصروفهم.
ولكن تقديم المصروف مقابل المساعدة في أعمال المنزل، أو مقابل تحمل المسؤولية في شيء في المنزل، يعلّم الطفل قيمة المال.
الادخار للمستقبل
الفكرة التقليدية، أن يدخر المرء 10 بالمائة من دخله للمستقبل، وتعليم الأطفال مبكرا، أن نسبة من مجمل دخلهم، مهما كانت بسيطة، يجب ادخارها، وممارسة الادخار بانتظام، يساعد على ترسيخ هذه الفلسفة، ومساعدتهم على تأسيس عادات مالية مفيدة في المستقبل.
ولجعل الادخار أوتوماتيكياً عند الكبار، يجب تحويل جزء من الدخل مباشرة للحساب البنكي، وقد يكون ذلك صعباً في البداية، ولكن بعد فترة، يعتاد المرء على هذا الوضع، بحيث يصبح من عاداته الرئيسية. كما يدعم ذلك مستقبلاً آمناً.
وعندما يصبح الطفل مستعداً لتحمل مزيد من المسؤولية، من الحكمة أن يصبح لديه حساب بنكي؛ لتعزيز مفهوم الادخار لديه، وكي لا يقوم بالانجراف نحو الإغراءات وصرف مدخراته.
كما يعلمهم دروساً عن قيمة الفائدة، ويعتبر من الممتع أن يشاهد الأطفال مالهم ينمو في الحساب الخاص بهم.
العادات الجيدة لا بد أن تعطي النتيجة الجيدة
الأطفال يتعلمون الكثير بالمشاهدة، إذا كنت مهملاً في دفع الفواتير، وتنفق المال على السلع الثانوية والرفاهية، بدلاً من الأمور الأساسية، سيتعلم أطفالك منك هذه العادات، وتعطيهم مثالاً سيئاً ليقتدوا به، في إدارة أمورهم المالية في المستقبل.
ولتعليم الأطفال الاستمرارية في الادخار مثلا، فلا بد أن تكون العادات أمامهم جدية، حتى يستطيعون الاقتداء بها.
أهمية العطاء الخيري
مساعدة المحتاجين من أهم الدروس وأصعبها، شراء لعبة مثلا، مفهوم سهل استيعابه بالنسبة للأطفال، لأنهم سيرون ثمن ما دفعوه نقدياً أمامهم. لكن العطاء من أجل قضية إنسانية، لن يعطي الطفل نتيجة فورية مرئية، وهذا من الصعب على الأطفال استيعابه، ولكن من الضروري عرض أهمية العطاء، ورد الجميل للمجتمع في عمر صغير، لإرساء عادات تستمر كل العمر.
ومنح المال للمحتاجين، يمكن أن يأتي من مصروف الطفل وليس من ميزانية خاصة، هذا بالطبع يعتمد على مقدار ما تمنحه للطفل، ويمكن أن تضع لائحة وتسجل فيها كل ساعات قراءة أو نشاط رياضي قام بها، وإحصاء المكافآت ومنحها للمحتاجين.
ولإعطاء الطفل مزيداً من الدافعية، دعه يختار مؤسسة العمل الخيري التي يتبرع إليها بنفسه، أو من الممكن أن يختار عائلة محتاجة يعرفها، أو التبرع لمؤسسة دينية مثل الجامع أو الكنيسة.
ويجب التحدث معه عن قيامه بالتبرع، وكيفية شعوره نحو هذه العملية، وإذا ما كانت تشعره بالسعادة أو الرضى أم لا.
الاقتصاد قيمة رائعة وليس بخلاً
ليس بالضروري أن يكون الاقتصادي، مثل سكروج البخيل من قصة تشارلز ديكنز الشهيرة، ولكن تعليم الأطفال الفرق بين "الحاجة" لشيء ما و "أن يرغب" بشيء ما هو أمر مهم جداً، ويمكن تعليم الأطفال ذلك، بشراء الألعاب لهم عندما يقومون بأمر جيد بمثابة مكافأة لهم، وهذا يعطي الطفل شعوراً وتفرقة بين الكماليات والأساسيات.
كما أن تعليم الأطفال أن تناول الطعام في الخارج، هي مكافأة وليست أمراً مفروغاً منه.
لا يوجد عمر مبكر للبدء بتعليم الأمور المالية للأطفال، يجب على الأهل إيلاء هذا الجانب الأهمية، مثلما يحرصون على أن يتعلموا جوانب أخرى من الحياة.
عن موقع Quizzle.com