عاج الشاعر بعد رحلةٍ شاقةٍ على دار الحبيبة ليناجي الربع المحيل الذي أقفر من رواده وسمََّاره وقبلها الحبيبة واختار وقت الأصيل للزيارة وهو آخر النهار قبيل الليل وكأنه يقارنُ بين إدبار النهار وأفول شمسه وأفول شمس لقاء الحبيبة التي يتهادى بها ظعنها في مفازةِ النَّأْيِ الشاسعة واختار هذا الوقت لقربه من الليل الذي ينتظر حلوله ليبثه ما يعانيه من تباريحَ لم تبرحْ قلبه ولم تمنعه وعثاء السفر من العَوْجِ على طلل الحبيبة ومناجاته وبثه حنينه وسؤاله وهو أعجمٌ عن الأهل والأحباب معللاً نفسه بأملٍ خادعٍ كعادة الشعراء في وقوفهم على أطلال الأحبة ولما لم يسمعْ جواباً لأن الطللَ أعجمٌ أجال ناظرهُ فلم ير إلا بقايا رسم محبس الدابة والحفر التي حفرتْ لتمنع دخول المطر للخيام التي تذكره بالأحبة وساكني الديار والتي ما زالتْ شاهدةً على ذكراهم فاستثناها بقوله :
إلا الأَوَاريَّ مَا أُبَيِّـنُـهَـا
والنُّؤْيَ كالحَوْضِ بالمَظْلُومَةِ الجَلَدِ
إنها أبيات من قصيدته المشهورة التي يقول في مطلعها :
يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ، أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ
وهاتان البيتان جاءتا بعد مطلع القصيدة مباشرة .
شكرا أستاذ عبد العزيز على الشرح المستفيض لجانب من أبيات القصيدة
تحية تليق ودمت في رعاية الله وحفظه .
---------
رابط القصيدة https://adab.com/modules.php?name=Sh...hqas&qid=13895
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
آخر تعديل تواتيت نصرالدين يوم 10-22-2020 في 08:17 PM.