صديقى و أستاذى : عبدالرسول معله ؛ إن كان الموت قد غيّبك فسوف تخلد مدى الأزمان قصائدك .
و قد ذكرنى رحيلك المفاجيء بعبارة "عمر بن الخطاب" حين إفتخر قوم "هرم بن سنان" بإنه كان يجزل العطاء للشاعر "زهير بن أبى سلمى" .
فقال عمر قولته الرائعة : ذهب ما أعطيتموه و بقى ما أعطاكم ؛ فقر عينا سيدى فلسوف تقوم كلماتك مقام الدفاع و الذكرى لروحك الطاهرة بإذن الله .
و لكل الأصدقاء و محبى الشاعر : عبد الرسول معله ـ خالص عزائى و الدعاء له بالقبول و الرحمة عند رب العالمين ؛ اللهم إعف عنه .
فعلا قد ترك لنا ما يجعل ذكراه الطيبة معطرة بيننا
ترك لنا الكلمة الطيبة والحرف الباذخ والروح السمحة
ونقاء القلب الذي كنا نسكن داخله أحبنا جميعا و لم يبخل بالنصيحة
ولا بالمدح والتقدير ،، كان كريما في كل شيئ خلقا و محبة وعلما
رحمك الله يا روالدي وأستاذي الكبير و أعاننا على حرقة الفراق
نعى ناعٍ لنا عبدَ الرسول ....وأنَّ البدر يدنو للأفول
وأنَّ النبعَ يغزوه الجفاف ...وماءُ الغيم يأبى في الهطول
وأنَّ الزهرَ داهمه اصفرارٌ ...وغيّر لونه موتُ الفصول
حكيم النبع أينَ الآن تمضي ...وهل ستغيب في سفر طويل
وهل حقاً مللتَ العَيْشَ فينا ...ورُحتَ تُقيم في روضٍ جليل
تركتَ مُتَيمينَ هنا قلوبٌ ...يُفطّرها قراركَ بالرحيل
تَعجّلتَ الرحيل فباتَ قلبي ....بفقدكَ يا معلم كالقتيل
حروفك في روابي النبع تزهو....وشعرُكَ صار في الدنيا دليلي