حديث النفس
تعبت
وتعبت مني الكلمات
وهل ما زلت أسكن تلك الكلمات؟
صراع قاتل
بين الكرامة والكيان
والروح تنتظر
حائرة تتسائل
هل ما زلت اسكن تلك الكلمات؟
أم انها كانت وهما
حلما
أوراقا مبعثرة وكلمات محلقة
في الحاءات والباءات
تعبت من اللهاث اللامجدي
من شتى المتاهات
تعبت من المشي على الدروب
ومن انتظار القمر في العشايا
لم اعد ابحث عن اسراري وعن الخفايا
لم اعد اعبر في غوامض الحياة واعماقها
أشعلت شموعي كلها
غسلت أهدابي بالمطر
تواريت خلف السكون
ودفنت أوراقي
وها أنا في عناق حميم مع وحدتي
ترى؟من سيضمد روحي وجروحي
حبك كان يحيل الصباحات دافئة
ويومي مشمسا
ويعطي للفرح نكهة خاصة
حبك سفرا في الحكايات
على أطراف الاصابع
هيأت جعبتي للرحيل
للسفر في الذات
عبور في دهاليز الذاكرة
حيث يرقد الليل
صفحات من ذكريات مضوية
مخابىء لمرارة الوجع
السفر في الذات
ترحال في اعماق النفس
تحت ركام اصوات وصور
سجلت عليها لحظات من حياة
وصار الملل مثل المطر
مثل الثلج
مثل الجليد
فهل يعني انني غادرت احلامي؟
هو الصمت
وحدة النفس في الاعماق
الصمت هو جسر العبور
الى الحقيقة
ففي الصمت لا اهرب للاختفاء
من ضوء الحياة
بل لاشعل النور
الذي في ذاتي
لاجد ذاتي
لحديث النفس جولات وجولات .. بين الحزن تارة والوجع تارة اخرى .. بين الواقع وبين احلام ثكلى .. وعندما يعجز الواقع عن تحويلها الى فرح .. ونجد تساؤلاتنا في زاوية الوحدة .. لا نجد الا الصمت مفتاح لنا .. كلمات عكست خلجات داخلية يسكنها الحيرة و يرافقها الانتظار .. ويكللها الصمت ..