عندما يرحل المؤمن من دار الفناء إلى دار البقاء
يترك ثلاث
عمل صالح .. وصدقة جارية .. وولد صالح يدعو له
ولعمري أن ( المرحوم عبد الرسول معلة ) ترك هذه الثلاث
عمله الصالح .. يتجلى هنا في نبعنا كما تجلى بكل ثقة وصدق في مدينته ومحيطه
ومجتمعه وأسرته من عمل خير واضحة سيماه في سماحة وجهه وما يلوح لنا في
جبينه ومحياه من العفة والوقار والشرف الرفيع والنزاهة والشيمة والطيبة وهذا لم
يأت عن حذاقة وفطنة تقدير وتخمين ، إنما جاءت من رب رحيم رزقه بها لرضاه عنه فهو
جل في علاه القائل ( سيماهم في وجوههم )
فعمله الصالح .. تركه في ذهن وخاطر كل فرد منا نحن آل النبع في توجيهاته السديدة وملاحظاته
البناءة الموضوعية بخلفيته العلمية المتينة وحصافة رأيه وبيانه وتمكنه اللغوي والنحوي والكتابي
وهو معلمنا ومعلمنا الأمين وقد أدى رسالته الإنسانية بكل أمانة وشرف وآثار رسالته بيّنة
لدى كل منا فنحن لا زلنا ننهل من دروسه الكثير الكثير
أما صدقته الجارية .. التي تركها بعد رحيله ( وهنا أحصر آثار فقيدنا في نبعنا لأنها بلا شك هي صورة مصغرة مما جادت به سيرته الطيبة الذكر من سيرته الطيبة النبيلة في محيطه الكبير )
فهنا في النبع صدقته الجارية تركها عندي وفي قلبي وضميري وعندكم وفي قلوبكم وضمائركم وهي تنمو بنمو
مسيرتنا الأدبية ومستوياتنا فيها ، تركها في كل خطأ أخطأناه وصححه لنا ولم نعاوده ثانية في نتاجاتنا وإبداعنا
سواء كان لغوياً أو نحوياً وكذلك في كل مسألة أشكلت علينا فوجّهنا بها التوجيه الصحيح السليم وهي أيضاً تنمو باستمرار ونمو حياتنا الأدبية وما ننتجه بها من أعمال إبداعية أدبية جمة
راقية المستوى
الولد الصالح .. بلا أدنى شك نحن جميعاً آل النبع أولاده البارين الصالحين المنتجين الحاملين
رسالة مجتمعاتنا بكل أمانة ووعي وسنحمل رسالته من بعده بكل أمانة وشرف ومن منا لم يستلهم من علميته وتوجيهاته ونقوده البناءة
وعن طيب خاطر وبمسؤولية أدبية وإنسانية عالية المستوى وبروح الأب الحنون العطوف المسؤول عن تربية أبناءه التربية العلمية الصحيحة والسليمة والمعافاة من كل أدران النسيان والهنات والأخطاء اللغوية والنحوية وفي أساليب الكتابة الدقيقة المبدعة
ومن منا لم يراجع مواضيعه ودروسه القيمة هنا في مختلف أقسام النبع في اللغة والنحو وكل ما يصب في مروج ورياض
الأدب من النمير العذب الزلال من العلوم التي آل أن لا يجهدنا بالبحث عنها في مصادرها المتنوعة
فيمنحها لنا بكل كرم ذات وطيب نفس جاهزة مجهزة فنستلهم منها الدروس والعبر
فنحن هنا .. أبناؤه البارين الصالحين المنتجين الحاملين رسالتنا الإنسانية والأدبية بكل أمانة وشرف
سندعو وندعو له بأن يمن عليه الرحمن الرحيم بالعفو والمغفرة ويسكنه فسيح جناته
ويلهمنا جميعاً آل النبع ويحسن عزاءنا بفقيدنا الغالي على قلوبنا بالصبر والسلوان
وأن يجعل مصابنا آخر الأحزان .. وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين
آخر تعديل عواد الشقاقي يوم 06-26-2011 في 01:12 PM.