وبعد.! بعد طول انتظار إلى أن بدأتُ اتأرجح بين مواسم الاحتراق بأفكاري وظلمة الليل الممتدة امام شرفتي ,و الأفكار تغوص في الأعماق تستوطن خلايا الجلد, محدثة حَكّة تثير الجنون, كيف نبتلع الهول..؟ أو كيف نبتلع المفاجأة ونهضمها..؟! ثم أيُّنا يتنفس الآخر الأنا ام الضمير..؟! الحنين إلى الأرض إلى التغير إلى السكينة وحده يملأ واقعنا المغلف بالأسى, وكي لا يصدأ الأمل نرسم الخريطة و نعيد الرسم كلما أحكم الحنين قبضته وكلما زاحمت الدقائق الثواني , كل فكرة تصير رصاصة تخترق الضباب المضَبّب فوق الرؤوس, هنا في تعاريج المسار نتنفس الآهة بصمت,و على غفلة تولد بسمة ثكلى متربص بها الحزن خلف نظرات تشيع عمرا عند المغيب ,والشمس فارقت وجه الأرض و صادرت منا حق العزاء ..أرواحنا جرداء تضيق بها الدروب تتعثر الخطى و تنحني بصمت ,تلتقط فتات الخبز, حلم العودة يدثره الانتظار الطويل , تتوارى تفاصيله خلف التواءات الغربة الظلماء, تسافر النظرات عند مطار الأمس لتعانق تلويحة الرحيل تحت سطوة الترهيب وسطوة الواقع المرعب ,هناك أمسكنا بذقنها الإبتسامة و آخر حزّ رقبتها من الوريد إلى الوريد, قيل بأن السماء زرقاء, ومذ سمعنا ما قيل و السؤال لايفتك أرواحنا الهائمة بحثاً عن يقين السؤال .. لمَ كل السماءات زرقاء إلا سماؤنا حمراء.؟ على فراش التعب الممدود على مدى الوطن يُعشبُ الحزن و يسقط النور على بساط الأرض يقتفيه ظلام كثيف, وبعد / تمطر الدنيا فنهرب إلى أزقة الشقاء نشعل برميلا يقتات حطب الذاكرة يعلو الدخان تلاحقه النيران تأكل الأحرف الهاربة من الاحتراق و التي تحاول حفظ نفسها من الإسهاب في زمن الإنحطاط....ولكن وبعد / عام نلبس حلة الغرباء ,نعيش بينهم رغم يقيننا بأن الحقد يعشعش في نفوسهم السحيقة والتي زرعت الحسرة في أفئدتنا , , تصير ملامحنا عتيقة تفوح منها رائحة الحناء و قهوة بالهيل,وصوت المهابيج يأتينا كالأصداء المختنقة , فوق حرارة المحماس, و التائهين لا يشبهون أحد, ضاعت ملامحهم و ذاكرة الوطن كــالضوء في سماء تفاصيل فاض بها كأس الغربة ,/ على المفارق نقتفي أثر الدخان إلى الطريق نشحذ بغصة بعض أمل نستنير به الطريق اليك يا وطن.. و بعد ، ! فرح مشرد و حلم يتيم ووطن بين حناياه و الخبايا تمتد شظايا الانفجار الأخير و الدم القاني أغرق الرصيف وتجمدت البقعات فوق الشارع المظلم, وتراتيل صلاة تُسمع من بعيد ، ومن الأبواب إنبثق الدمع ذاهلامن ملامحنا وغفى على الوجوه الشحوب كما تغفو الكتب على الرفوف تنتظر يدا تمتد نحوها بينما يغطيها الغبار,
و بعد ، ! يتسرب الظلام من شقوق الدروب يبعثر ما لملمناه قبيل الغروب فيبدد ما بقي لنا من شعلة الأمل و لتخلع الوجوه عنها الشحوب و ترتدي خمرة الحنين الهائج , ويترجل الصمت من فوق الحروف كــــــي نصرخ بأعلى صوت وبــــــــــعــــــــــــد ؟!
وبعد ، / الولاء و الإنتماء صارت شعارات تقدم لنا على أطباق فقط في المؤتمرات و امام الكاميرات,
1/10/2010 إلى كل مغترب عن أرض الوطن تحية لك لها تليق بحجم الألم الذي تحتملون.
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
امرأة محتلة
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 01-02-2012 في 10:18 AM.
وبعد.!
بعد طول انتظار
إلى أن بدأتُ اتأرجح بين مواسم الاحتراق بأفكاري وظلمة الليل الممتدة امام شرفتي ,و الأفكار تغوص في الأعماق تستوطن خلايا الجلد, محدثة حَكّة تثير الجنون, كيف نبتلع الهول..؟ أو كيف نبتلع المفاجأة ونهضمها..؟! ثم أيُّنا يتنفس الآخر الأنا ام الضمير..؟!
الحنين إلى الأرض إلى التغير إلى السكينة وحده يملؤ واقعنا المغلف بالأسى, وكي لا يصدأ الأمل نرسم الخريطة و نعيد الرسم كلما أحكم الحنين قبضته وكلما زاحمت الدقائق الثواني , كل فكرة تصير رصاصة تخترق الضباب المضَبّب فوق الرؤوس, هنا في تعاريج المسار نتنفس الآهة بصمت,و على غفلة تولد بسمة ثكلى متربص بها الحزن خلف نظرات تشيع عمرا عند المغيب ,والشمس فارقت وجه الأرض و صادرت منا حق العزاء ..أرواحنا جرداء تضيق بها الدروب تتعثر الخطى و تنحني بصمت ,تلتقط فتات الخبز,
حلم العودة يدثره الانتظار الطويل , تتوارى تفاصيله خلف التواءات الغربة الظلماء, تسافر النظرات عند مطار الأمس لتعانق تلويحة الرحيل تحت سطوة الترهيب وسطوة الواقع المرعب ,هناك أمسكنا بذقنها الإبتسامة و آخر حزّ رقبتها من الوريد إلى الوريد,
قيل بأن السماء زرقاء, ومذ سمعنا ما قيل و السؤال لايفتك أرواحنا الهائمة بحثاً عن يقين السؤال .. لمَ كل السماءات زرقاء إلا سماؤنا حمراء.؟
على فراش التعب الممدود على مدى الوطن يُعشبُ الحزن و يسقط النور على بساط الأرض يقتفيه ظلام كثيف,
وبعد / تمطر الدنيا فنهرب إلى أزقة الشقاء نشعل برميلا يقتات حطب الذاكرة يعلو الدخان تلاحقه النيران تأكل الأحرف الهاربة من الاحتراق و التي تحاول حفظ نفسها من الإسهاب في زمن الإنحطات....ولكن
وبعد / عام نلبس حلة الغرباء ,نعيش بينهم رغم يقيننا بأن الحقد يعشعش في نفوسهم السحيقة والتي زرعت الحسرة في أفئدتنا ,
, تصير ملامحنا عتيقة تفوح منها رائحة الحناء و قهوة بالهيل,وصوت المهابيج يأتينا كالأصداء المختنقة , فوق حرارة المحماس, و التائهين لا يشبهون أحد, ضاعت ملامحهم و ذاكرة الوطن كــالضوء في سماء تفاصيل فاض بها كأس الغربة ,/
على المفارق نقتفي أثر الدخان إلى الطريق نشحذ بغصة بعض أمل نستنير به الطريق اليك يا وطن..
و بعد ، !
فرح مشرد و حلم يتيم ووطن بين حناياه و الخبايا تمتد شظايا الانفجار الأخير و الدم القاني أغرق الرصيف وتجمدت البقعات فوق الشارع المظلم, وتراتيل صلاة تُسمع من بعيد ، ومن الأبواب إنبثق الدمع ذاهلامن ملامحنا وغفى على الوجوه الشحوب كما تغفو الكتب على الرفوف تنتظر يدا تمتد نحوها بينما يغطيها الغبار,
و بعد ، !
يتسرب الظلام من شقوق الدروب يبعثر ما لملمناه قبيل الغروب
فيبدد ما بقي لنا من شعلة الأمل و لتخلع الوجوه عنها الشحوب و ترتدي خمرة الحنين الهائج , ويترجل الصمت من فوق الحروف كــــــي نصرخ بأعلى صوت وبــــــــــعــــــــــــد ؟!
وبعد ، / الولاء و الإنتماء صارت شعارات تقدم لنا على أطباق فقط في المؤتمرات و امام الكاميرات,
1/10/2010
إلى كل مغترب عن أرض الوطن
تحية لك لها تليق بحجم الألم الذي تحتملون.
العزيزة مرمر
نعلم ونحس بكبر معاناتكم
نحن سيدتي لا نتبرأ من التقصير رغم حبنا الكبير لأهلنا في فلسطين ..
فتجدينا لا تقدر على كبح مشاعرنا رغم الضعف قي مواقفنا ..
سيدتي مرمر ..
هذا الحزن وهذا الوجع نشارككم فيه ..
وهذه الغربة .. والحصار حتما سيزول ..
التاريخ علمنا أنّه لا استعمار يدوم ..
الجزائر قضت قرن وربع القرن ثم تحررت ..
الدم ضريبة لايستطع المهاجرون الصهاينة تحملها إلى الأبد ..
وحتى نلتقي في فلسطين قرييا مني لقلمك الرائع التحايا ..
ولصدق حرفك كل الود
وبعد ، / الولاء و الإنتماء صارت شعارات تقدم لنا على أطباق فقط في المؤتمرات و امام الكاميرات, إلى كل مغترب عن أرض الوطن تحية لك لها تليق بحجم الألم الذي تحتملون. -----------------------------------------------
شكرا غاليتي على هذا النص المفعم بالصدق والمعتق بالمشاعر الرقيقة التي
تدفقت بكل تؤدة على مساحة المتصفح لتصلنا بكل حب
حيث قدمت رسالة مهمة تفتح لنا باب واسعا لشكرك لأننا كنا هنا
بين حروفك المثقلة بالوجع ..
وكل عام وأنت بألف خير بحلول عام 2012 م
الفاضلة مرمر القاسم
قد تشرفت برؤية حضرتك في نادي الرواد في مخيم حطين ذات مرة وأخرى في جمعية الفن التشكيلي بالزرقاء
علمت أنك من مدينتي التي تشق عباب الشوق ، وتغفو موجات البحر على شطآنها، وتشرفت بقراءة طرحك هذا في وقت يلف البرد اركان المكان ولكني شعرت بدفء الحنين الى وطني اكثر
قد لا اجرؤ على الولوج في تفاصيل الوجع الذي يسكنني ولكنك سامحك الله فقد نثرت الآهات بطرحك الذي روى قيظ محبتك للوطن وابناءه، ورفع اشرعة الاسى الذي يسكننا ونحن خارج حدود الوطن الذي يسكن فينا لا بل ويجري شقيقا للدم في الشرايين
اشكرك لك صنيع قلمك الذي يحتاجه الكثيرون منا لتبقى جذوة الوطن متقدة مهما طال الزمن ومهما كان حجم الاغتراب كبيرا
تحية تليق بإبنة مدينتي التي اتشرف بها