الإيمان بالتاريخ
========
لا يمكننى أن ازعم أنه لم يكن هناك بشرٌ قبلنا . وأننا وُلدنا ووجدنا هذا العالم هكذا . يعنى لا مفر أمامنا من الاعتراف بالتاريخ . بدءا من أمس وامتدادا إلى آلاف السنين إلى الوراء . ويُقال إن التاريخ مغلوط . بمعنى أنه لا سبيل إلى التأكد من صحة حدثٍ جرى فى الماضى نظرا لغياب شاهد عيانٍ يقطع لك الشك برؤية العين لما جرى . إذن ليس أمامنا سوى الركون إلى الكتاب . أى ما كتبه شهود العيان الذين حضروا الواقعة أو على الأقل عاشوا فى زمنها . وأقدم مخطوطات وُجدت هى مخطوطات للكتاب المقدس ومخطوطات للقرآن . ثم تطورت الكتابة بعد ذلك وكُتب التاريخ الحديث . ونخلص من هذا إلى أن أقدم أحداث الدنيا المقروءة نجده فى الإنجيل والقرآن . ما هو أقدم من ذلك ، يعنى ما هو قبل الميلاد ، لا نجده إلا لماما فى أوراق البردى أو مخطوطة صخرية أو تماثيل أثرية قديمة أو استنتاج أو ترجيح أو تخمين من المؤرخين . وكثيرا ما نجد تقاربا فى رواية الأحداث القديمة فى الكتابين ، الإنجيل والقرآن . ولكن ينبغى الأخذ بعين الاعتبار أن القرآن تعهد الله بحفظه ولم يعط هذا الضمان للإنجيل . فإذا اختلف المصدران اختلافا بينا فى رواية حدثٍ قديم أخذنا برواية القرآن الكريم . (وللحديث بقية)