تأملات بين العروض والفكر
" سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ " (يس - 36)
صدق الله العظيم.
كل ما تقدم مضافا إليه أن الكلام مكون من متحرك وساكن تجليات لما تضمنته الآية الكريمة. ولتلاحظ هنا أن لا وجود للرقم 1 بشكل مستقل. فالإيقاع صنو التكرار، وتعالى الله الواحد الأحد عن ذلك علوا كبيرا.
وكما تنزه جل وعلى عن الشبيه، فقد تنزه القرآن الكريم عن ازدواجية الشعر والنثر.
هذا ما يسهل إدراكه على الجميع
وكذلك يسهل إدراك الأمر في الخلائق من(ذكر وأنثى) و(سالب وموجب) وما إلى ذلك. ومخالفة هذه الزوجية الفطرية على أي مستوى تحيل الأشياء والأمور إلى نشاز و ((عبث))
على مستوى العروض يأتي تناوب المناطق السببية الزرقاء والوتدية الحمراء بحيث لا يتجاور وتدان مجموعان 3 3 فإن تجاورا كسر الوزن.
على مستوى الأسرة تتأسس من ذكر وأنثى فإن خولفت الفطرة لم يكن إلا النشاز والـ((ـعبث))
ولكن الأمر يحتاج تأملا أكبر لإدراك هذه الزوجية في أمور غير مادية.
(الصلاحية والمسؤولية). من صلاحية رجل الأمن أن يطاع، ولكنه مسؤول عن تصرفاته فإن أساء استخدام الصلاحية حوسب. وفي هذا عدل وتوازن وصلاح للعباد.
فلنتصور الآن صلاحية بلا مسؤولية . كيف ؟
أحدهم يدّعي أنه رجل أمن ويستغل صلاحيته بشكل مسيء للناس. لأنه لا مسؤولية عليه ، إذ أنه سيختفي بعد أن يحقق هدفه من ادعائه. فأي ((عبث )) وأي فساد.
(الدنيا والآخرة)
لا يتصور وجود منطق في الدنيا بدون وجود آخرة. يظلم الظالم ويفسد المفسد ويقتل القاتل. فإن نجا في هذه الدنيا ولا آخره فلا معنى لذلك إلا الـ((عبث)) .
يبتلى الإنسان فإن لم يؤمن بالآخرة وهن وتصرف تصرفا غير سليم هوانا أو انتقاما.
مستويات الحياة عالية في الدول الاسكندنافية وفيها أعلى نسبة انتحار في العالم. لماذا ؟
لأنه الخواء الروحي الناجم من عدم الإيمان الذي يجعل الحياة تبدو ((عبث))ا بلا معنى.
سبحان الله وصدق الله العظيم :
" أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ
عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ " (المؤمنون - 115)