تصرخ بأعلى صوتها ، تقود مركبتها مسرعة في الطريق السريع...فجأة ألقت هاتفها المحمول من النافذة، توقفت على يمين الطريق وأخذت تجهش بالبكاء ومن ثم أدارت مركبتها وأخذت تسير بسرعة جنونية في خط مستقيم معاكسة اتجاه السير ... كانت المركبات تبتعد عنها يمينا وشمالا منبهة لها بإطلاق زامور متواصل وبإشعال المصابيح الأمامية، كان الجميع في حالة ذهول وخوف.! لمحت شاحنة كبيرة الحجم مقبلة ، سارت نحوها بأقصى سرعة... حاول سائق الشاحنة تفادي الاصطدام... لكن قد فات الأوان، اصطدمت المركبة في مقدمة الشاحنة مما أدى إلى تحطمها بالكامل واشتعالها على الفور وانقلاب الشاحنة عدة مرات!؛
بعد مرور عدة شهور...
عند قبرها تذكر الحادثة بالكامل، لم يتمالك نفسه وأخذت الدموع تنهمر من عينيه داعيا الله لها بالرحمة والمغفرة...: لماذا؟، ما زالت نظرتك اليائسة وملامحك الحزينة قبل الاصطدام لا تفارق مخيلتي، ما الذي يستحق كل هذا لكي تصبحي هنا تحت التراب وأنت في ريعان العمر! وأن أصبح أنا حبيس هذا الكرسي المتحرك ؟!، وداعا.. فإني أشهد الله أني سامحتك!
هي اختارت
ولكنه لم يختر أن يكون حبيساً لكرسي متحرك
قدره أن يكون في طريقها في ذلك الوقت
نص مؤلم
دمت بخير
تحياتي
هي اختارت أن تنهي معاناتها بالانتحار!، وهو اختار أن يسامحها لما تسببت له من عجز وشلل حينما تذكر تلك اللحظة... حينما تذكر نظرتها إليه قبل الاصطدام... متسائلا... كما نحن لماذا؟
عميدتنا المتألقة/ عواطف عبد اللطيف
وتبقى قراءتك كما دوما عميقة، رائعة... شاملة... ويا كمْ تفرح الحروف ساعة شروقك فوق ظلمتها...
دمت بخير ودام مدارك سيدتي...
.
. كل الاحترام والتقدير