أفتّشُ في فم ابني عن كورونا !
.
**في كورونا ،،أصعدُ إلى السطح ،أنظُرُ إلى الشارع
،،كسمكة تنظر إلى البحر ،،وهي بعيدة في أعلى الشاطىء
،،لا ينفكُّ قيدها إلاّ في الماء
،،فلا أدري :تريد الحريّة أم الحياة في ذلك البحر
،،فالحياة في الحريّة والحريّة في الحياة !
.
وأنا في كورونا ،،عرفتُ : كم نحبُّ هذه الحياة
،،فأنا أنظُرُ إلى فم ابني كلّ حين ،،وأريد أن أفتّش فيه ،،
: هل يوجد فيه ،،،الموت !!
،،فعرفتُ لماذا ننسى القبور التي في خيالنا ،،
إلاّ ذلك القبر الذي ينتظرنا ،، في التراب !
،،وأردنا أن ننساه فما استطعنا !
فجعلناه نحن المؤمنون ممرّا للخلود ،،
،،حتى ونحن في قبورنا أسمَعُ الموتى يقولون : ربّنا أعدنا للحياة !!!
.
وفي كورونا : أحببْتُ الخبز كثيرا ،،وكنت أُلقيه هنا وهنا ،
،،ففهمتُ وأنا أرى طابورا طويلا يمشي اليه
،،أنّ حرباً يمكن أن تكون هنا ،،حول الفرن ،،،!
،
وأيقنتُ أنّ ما يجمعُ الناس ضعيف جدا ،،
وأنّ ما يجمعهم بنفوسهم كثير
،،إلّا اثنين عرفا الله وذهبا اليه معا في الطريق ،،
،،!فالذين يعرفون الله ،،لا فرق عندهم بين الموت والحياة ،،!
فالذي يجعل الموت حياة والحياة موت هو نفسه صاحبهم في الطريق !!
.
وفي كورونا ،،كم يبدو الإنسان ضعيفا ،،!
وانهار بجندي الله الذي يسبح في الظلام،،!لنعود اليه
وما تعلّم أحد أن الله في يده هذا العالَم
،،وكلّ شيء حولنا ،،كذبٌ لولاه
.
.
.
عبدالحليم الطيطي
التوقيع
في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه