قال محمد بن عمر،وابن سعد رحمهما الله تعالى: قالوا: قدم على رسول الله ﷺ في صفر سنة تسع وفد بني عذرة([3]) اثنا عشر رجلا فيهم جمرة([4]) بن النعمان العذري، وسليم، وسعد ابنا مالك، ومالك بن أبي رباح، فنزلوا دار رملة بنت الحديث النّجّارية. ثم جاءوا إلى النبي ﷺ، فسلّموا بسلام أهل الجاهلية. فقال رسول الله ﷺ:»من القوم«؟قال مُتَكَلِّمُهُمْ([5]): من لا ننكر، نحن بنو عذرة إخوة قصي([6]) لأمه، [نحن الذين عضدوا قصيّا] وأزاحوا([7]) من بطن مكة خزاعة وبني بكر ولنا قرابات وأرحام. فقال رسول الله ﷺ: «مرحبا بكم وأهلا، ما أعرفني بكم فما يمنعكم من تحية الإسلام؟» قالوا: كنّا على ما كان عليه آباؤنا، فقدمنا مرتادين لأنفسنا ولقومنا.
وقالوا: إلام تدعو؟ فقال رسول الله ﷺ: «أدعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وان تشهدوا أني رسول الله إلى الناس جميعا» أو قال: «كافّة». فقال متكلمهم: فما وراء ذلك من الفرائض؟ فقال رسول الله ﷺ: «أدعوا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وان تشهدوا الصلوات تحسن طهورهن وتصليهن إلى مواقيتهن فإنه أفضل العمل». ثم ذكر لهم سائر الفرائض من الصيام والزكاة والحج.
فقال المتكلم: الله أكبر، نشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله، قد أجبناك إلى ما دعوت إليه ونحن أعوانك وأنصارك، يا رسول الله إن متجرنا الشام وبه هرقل فهل أوحى إليك في أمره بشيء؟ فقال: «أبشروا فإن الشام ستفتح عليكم ويهرب هرقل إلى ممتنع بلاده». وروى ابن سعد رحمه الله تعالى([8]) عن مدلج بن المقداد بن زمل العذريّ وغيره قالوا: وفد زمل بن عمرو العذريّ على النبي ﷺ فعقد له لواء على قومه وأنشأ يقول حين وفد على النبي ﷺ:
ونهاهم ﷺ عن سؤال الكاهنة. فقد قالوا: يا رسول الله إن فينا امرأة كاهنة قريش والعرب يتحاكمون إليها فنسألها عن أمور.
فقال ﷺ: «لا تسألوها عن شيء». فقال متكلمهم: الله أكبر، ثم سأله عن الذّبح([11])الذي كانوا يذبحون في الجاهلية لأصنامهم. فنهاهم رسول الله ﷺ عنها. وقال: «لا ذبيحة لغير الله عز وجل، ولا ذبيحة عليكم في سنتكم إلا واحدة». قال: وما هي؟ قال: «الأضحيّة ضحية العاشر من ذي الحجة، تذبح شاة عنك وعن أهلك». وسألوا النبي ﷺ عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم فيها. وأقاموا أياما. ثم انصرفوا إلى أهليهم وأمر لهم بجوائز كما كان يجيز الوفد، وكسا أحدهم بردا.
[1] هم بنو عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن حمير بن سبأ وهم قبيلة حميرية كانت تقطن في وادي القرى، ذكرت في الكتابات الرومانية باسم "عذرات"، ينسب إليها الحب العذري العفيف ومنها الشاعر جميل بن معمر العذري الملقب جميل بثينة. [2]سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 6/382 [3] عذرة : بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة وبالراء: قبيلة من اليمن. [4] جمرة بن النّعمان : بفتح الجيم والراء. [5] جَمْرَة بن النُّعْمان بن هوذة بن مالك بن سمعان بن البَيَاع بن دُليم بن عَدِيّ بن خَزَّاز بن كَاهِل بن عُذْرَة: كان سَيِّد عُذْرَة، وقدم على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بصدقتهم، ذكره الطَّبَريّ. [6] قصيّ: بضم القاف وفتح الصاد المهملة وتشديد التحتية: وهو أحد أجداد النبي ﷺ. [7] أزاحوا: بالزاي بعدها ألف وحاء مهملة وواو: أذهبوا. [8] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ج6 ص383 - [9] الحزن: بحاء مهملة مفتوحة فزاي ساكنة فنون: المكان الغليظ الخشن. [10]. القوز : بقاف مفتوحة فواو ساكنة فزاي: العالي من الرّمل كأنه جبل. [11] الذّبح: بكسر الذال المعجمة، ما يذبح مصدر بمعنى اسم المفعول
لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام
ما أجمله حين ينشرح الصدر بالإيمان ، ويعلن إسلامه في جلسة واحدة
حديث طيب حول بني عذرة رضي الله عنهم
ورضي الله عنك سيدي الجليل عمدتنا ، ولا تطيل الغياب .
لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام
ما أجمله حين ينشرح الصدر بالإيمان ، ويعلن إسلامه في جلسة واحدة
حديث طيب حول بني عذرة رضي الله عنهم
ورضي الله عنك سيدي الجليل عمدتنا ، ولا تطيل الغياب .