يؤكد معلمون وتربويون من مختلف أنحاء العالم أن الأطفال بشكل عام أصبحوا أقل احتراما لذويهم والكبار، بالمقارنة مع أقرانهم من الأجيال السابقة. وتشير الدراسات إلى أن الطفل الذي لا يتعلم احترام الكبار لن يتعلم احترام نفسه على الإطلاق.
ولا يمكن الفصل بين الاحترام والأخلاق، ويبدأ الطفل بتطوير هذه المهارة من خلال الوالدين، لهذا يجب أن يتعلم الطفل في سنّ مبكرة احترام الوالدين، وهذا يعني أن لا ينادي الأطفال والديهم بأسمائهم الأولى، وبعد عمر 3 سنوات عليهم أن لا يقاطعوا حديث البالغين، وأن لا يلقوا بالحاجيات على الأرض في نوبات الغضب، وهناك بعض النصائح لتحقيق النجاح في تربية الأطفال أبرزها:
- اختيار مبدأ واحد والعمل عليه
إن محاولة تعليم مهارات اجتماعية كثيرة في آن واحد لن يفيد الطفل ولن يتعلم شيئا منها، مثلا يجب البدء بتعليم الطفل آداب المائدة، والانتقال بعدها إلى تعليمه آداب مخاطبة كبار السنّ وهكذا.
- الثناء على الأطفال عندما يحقّقون النجاح
عندما يتصرف الطفل بأدب في المنزل أو في الأماكن العامة يجب على الآباء مدحهم والثناء عليهم فورا، وهذه الطريقة مهمة لتطبيقها على الأطفال في سنّ مبكرة، ومواصلة الأمر مع الأطفال الأكبر سنا، والذين سيشعرون بفخر عند سماع المديح بين الحين والآخر، الأمر الذي يدفع باتجاه السلوك الاجتماعي السليم.
- مسامحة الأطفال عند ارتكاب الهفوات والأخطاء مع ضرورة تنبيههم عليها
على الآباء التحلّي بالصبر؛ لأن الصبر هو مفتاح التقدم فيما يتعلق بتربية الأطفال، ولا يجوز تحت أيّ ظروف معاقبة الأطفال في الأماكن العامة، وبدلا من ذلك يجب تحذيرهم بحزم من الاستمرار بالتصرف السيئ الذي يقومون به، ويجب على الآباء أن يعرفوا أن الأطفال يريدون ويرغبون إسعاد كبار السن لهذا يفضل التصرف بشكل جيد، مع الأطفال للحصول على النتيجة المرغوبة.
- عندما يكون الأطفال نسوا بعض الطقوس الاجتماعية على الآباء تذكيرهم بها
على سبيل المثال، قد ينسى الطفل مدّ يده للسلام على الضيوف، وهنا يجب على الآباء أن يطلبوا من الأطفال بهدوء أن يسلموا على الضيوف، باستخدام هذه الجملة على سبيل المثال "ماذا علينا أن نفعل عندما نستقبل الضيوف؟ وهذه الطريقة تجعل الطفل يقوم بالتصرف الصحيح من دون أن يشعر أنه يتعرض للتوبيخ أو الانتقاد.
- الآباء مثال يحتذى به ويتعلم الأطفال منهم آداب الاحترام
الآباء الذين يقولون لأطفالهم "تصرّفوا كما أقول وليس كما أفعل" لن يجدي معهم هذا الأسلوب؛ لأنهم يميلون دائما إلى التقليد، لهذا يجب عليهم أن يروا بأنفسهم أن الآباء يتصرفون بالطريقة السليمة؛ فالتربية ليست أحادية الجانب بل هي عملية تفاعلية، فإذا أراد الآباء أن يتحلى أبناؤهم بالأخلاق العالية، عليهم أن يتصرفوا أمام أبنائهم واتجاههم بالأخلاق ذاتها.