ديوان الشاعر/ نصر الكاشف

على بركة الله
أبدأ بتدوين قصائد الشاعر
(نصر الكاشف)

هزيع الليل

هزيع الليل
مملكتي
أجوب أساه مشتاقا
وتواقا لملهمتي
فلا ألقى سوى الذكرى
محمـّلة وعائدة
بأسئلتي
وأجوبة أراودها
فلا تأتي
فأجوبتي معاندة
ولاتهوى
سوى صمتي
إذا ما رمت
تبيانا وتوضيحا
تراوغني
تناوشني بأسئلة
مسلسلة
وتسرف في معاندتي
أظل الليلجوالا
ورحالا
أرى الأشياء غائمة
وأسمع صوت أغنية
تغازلني فأسمعها
مجاهرة بأغنيتي
وزنبقة أسامرها
فألقاها معبقة
بسندستي
هزيع الليل
يلقاني
فلا ألقى
سوى موتي

هذه القصيدة كتبتها بالأمس ويبدو أنها أتت بثمارها هذه الليلة

ألا ترحـــــــــــــــــل

ألا ترحل؟

جموع الشعب غنتها

وراحت توقظ الموتى

لعل الركب يأتيها

وشمس الصبح تحييها

ألا تسمع ؟
هدير الحلم

مشتاقا لأقمار

لقد غلت أغانيها

بقيد الصمت

والتحفت رداء الخوف

واقتاتت رغيف الذل والحنظل

لقد جاءت فلول النور

تسقينا شراب العزة السلسل

لكي تهمي مزون الفجر

طوفانا وتاريخا

نعلمه حروف الحق

نكتبه على الآفاق عنوانا

وشمس المجد لاتأفل

ما اخترناك قلناها

كتبناها

بما نعلم

بما نجهل

ألا تعقل؟

في الميدان

أشعار وثوار وأزهار

لها عيد

إذا ماراحوا يبتسمون

للإنسان ينتصرون

يد الشيطان تلقاهم

بختم الوالي تقطفهم

بسيف الليل والمنجل

وفي الطرقات منسكب

دم الشهداء فرحانا

ووجه الذئب مبتسم

وبالكرسي معتصم

يروم الخلد والمحفل

ألا تخجل؟

وفي الميدان

والبلدان

والوجدان

بذرنا البوح ملحمة

لكي لاتطفأ الذكرى

وكي لايطمس الصبح

إذا ما أقبل الليل

بسيف القهر يقتلنا

ومثل بلادي لاتقتل

فهيا ارحل

فهيا ارحل

هذيان

وعند الفجر قاتلتي



تتوق إلي تأتيني



تروم البوح من روحي



وطعم المر مرشوشا



على روحي وفي لغتي



تعاتبني



إذا حادثت في حلمي



جميع الناس إلاها



وتمعن في معاتبتي



إذ مانمت في ليلي



خلي القلب من ويلي



وتبدأ في مسامرتي

وتسأل كيف أحوالي

وقد خطَّت بذاكرتي

تباريحاً بيمناها

وقد شقَّتْ بهجرانٍ

أخاديدا على روحي

وعن قلب أذابتهُ وغذتهُ

كؤوس البين تسألني

هل ما زال يهواها

و ينشدها

ترانيماً وأشعاراً

هل مازال محرابا

ينقيها

فتدخله مُخلًّصةً

كراهبةٍ بمأواها

وهل مازال قديساً

بماء الحبِّ يغمرها

ويمنحها صكوكَ

العفو والصفحِ

بليل الوصل والصبحِ

وهل مازال فياضاً

يقول الشِّعرَ يتقنهُ

اذا ماشاهد العذرا

تضيءُ الكون عيناها

وهل مازال نزَّاعاً لذكراها

وتسألني

هل مازلت مشتاقاً لرؤياها

وهل مازلت جوالاً

ترافقني بأسفاري

وروح الصدق راحلتي

وأسئلةٌ بطول الليل أسمعها

وليس القلبُ ينساها

يجوب الليل محتارا

يحاول جنيَ أجوبةٍ

تناسب قدر قاتلتي

وقاتلتي تعود إليَّ تدهشني

تراود لحن أجوبتي

تريد البوح من شفتي

وحين بدأت أغنيتي

راحت تغزل النجوى

بخيط النور والتحفتْ

رداء الزهد والصمتِ

وحين قطفت أجوبتي

تلاشت صفحةالبنتِ

وراحت بهجةُ البوح

وجاء الصبحُ يحملني

لشمس الصبح قربانا

وصهد الشمس أدخلني

أتون الشكِ ثانيةً

لتبدأ فيه أسئلتي..!
*******