للشعراء بصيرة صادقة تجعلهم يستشفون خبايا النفس وأعماقها .وليس من من الغريب أن قدماء الشعراء قد توصلوا بتفكيرهم إلى أكثر من نظرية من نظريات السيكولوجيا الحديثة . ليس هذا بغريب , لأن التأمل في النفس الانسانية وسبر أغوارها وملاحظة سلوكها لم يكن في يوم من الايام وفقاً على جيل دون غيره . فكل فرد في الوجود هو في الواقع حكيم على طريقته في تكوين آرائه وفي اختيار طريق الحياة المثلى . وكما يتأمل في نفسه , نراه يتأمل أيضاً في سلوكه الجماعي ويستخلص لعقله أحكاماً عامة لاتخلو في بعض الاحيان من أصالة النظرة وصدق الرأي . وإذا انتقلنا إلى العرب وإلى شعرائهم وجدنا انهم اكتشفوا ببصيرتهم الصادقة الاصيلة الشيء الكثير من خبايا النفس وأفصحوا عنها بالشعر ....