بل أنت قبر ٌ فيك ِ جثة الحبيبه
آتيك كي أزورها
أذرفُ دمعي فوقها
ألمسُ من فرط الحنين قبرها
ألقي الزهور حولها
ورغم موتها..
فإنها قريبه
لستِ الحبيبه
أنت الضريح من رُخام ْ
قاس ٍ أصمُّ ليس يسمع الكلام ْ
ولا يردُّ إن أُسلـّم السلام ْ
لكنها رغم الممات تسمَعُه ْ
ولي وَفيّة ٌ مُجيبه ْ
آتيكِ كي أزورها..
آتي أُحدّث ُ العظام ْ
أحنو على قبر الحبيبه
وأقرأُ الأشعار في صمت ٍ دفينْ
وبوحنا..
نجوى ..ً دعاءٌ من حنينْ
يُنبت ُ فوق قبرها زهر الوفاء ْ
يُسقى بمهجتي الخصيبه
لستِ الحبيبه..
أنتِ الضياع في المدى
وَهي الهُدى
وهي ابتساماتٌ
على شفاه عمري
رغم الممات أشرقت ْ
في آه ِ شوق ٍ جمرها..
باق ٍ بصدري
وأنت وَجهٌ من صُدودْ
كليلة ٍ ظلماء في افـْقي مُريبه
وأنتِ نبع ٌ من جحودْ
لم تعرفي صَون العهودْ
أنتِ عجوز .. فيكِ شابت ذكرياتي
وهي الصبا في القبر تزهو بالحياة ِ
لم يهرم الماضي بها
قد بقيت للآن توأمي الودودْ
وأنت يا معشوقتي عني غريبه
لستِ الحبيبه
الداء أنتِ في دمي
الآه أنت في فمي
لحنٌ كنوح ِ طائر ٍ..
قد تاه منه ُ عُشـُّه ُ
منكِ الدواء والعَياءْ
وكل عمري لم تكوني ..
لي طبيبه
لست الحبيبه
فيك ملامحي التي تموهت ْ
آتي ألمّها .. فقدْ أعرفني
حفرتُ فوقكِ اغترابي
آتي أُهجّي مُفرداتي
أنت المزارْ
شيدت ُ فيك نصبَ تذكاري..
وأقداري..
وفيك ِ مهجتي
معشوقتي فيك ِأمانه
فلتحفظي فيكِ الأمانه ..
تلك التي أودعتها
حتى مماتي
كي تلتقي رفاتها ..
يوماً رفاتي
وأنتِ نبع ٌ من جحودْ
لم تعرفي صَون العهودْ
أنتِ عجوز .. فيكِ شابت ذكرياتي
وهي الصبا في القبر تزهو بالحياة ِ
لم يهرم الماضي بها
قد بقيت للآن توأمي الودودْ
وأنت يا معشوقتي عني غريبه
توقفت هنا طويلاً مع عمق الصورة
والمقارنة بين
الجحود والوفاء
الحب والغدر
الماضي والحاضر
الموت والحياة بكل ما فيها من معاني
عندما يتأزم الجرح لا بد للقلب أن يعاني من ارتداداته .. ولا بد للقلم أن ينثر احزانه .. فتتوهج الكلمات من حرارة الوجع .. و تتدحرج المفارقات لتشكل ربا من صرخات انطلقت من العمق بحرقة .. قصيدة جمعت الجمال في المعنى والمبني .. و بلاغة في الصورة .. و عمق عكس الحالة الشعورية .. أثبتها مع تقديري واحترامي وقوافل زهر
اخي الشاعر المجيد حسام
انت هنا جديد في كل شيء
جديد في هذه الفكرة الباهرة والممتعة والنادرة
جديد في اللغة الشعرية الرائقة والعميقة الدلالات
حقا ان هذا النص يستحق الوقوف امامه طويلا لاستجلاء معانيه وارتشاف جماله
شكرا لك على هذا الامتاع الفني الساحر
محبتي