جعل الله سبحانه وتعالى الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله تبارك وتعالى : "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: (133-134). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة فقال : تقوى الله، وُحسن الـُخلق. رواه الترمذي. إن الرجل ليدرك بحسن خُلقه درجة الصائم القائم. رواه أحمد. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:ُ حرم على النار كل هيِّن ليِّن سهل قريب من الناس. رواه أحمد. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذىء. رواه الترمذي. روى الطبراني مرفوعا: أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام : يا خليلي حسِّن ُخلقك ولو مع الكفار تدخل الجنة مع الأبرار، وإن كلمتي سبقت لمن حسن ُخلقه أن أظله تحت عرشي وأن أسقيه من حضيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : يارسول الله! إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار، قال: يا رسول الله فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصَدّق بالأثوار من الأقط ولاتؤذي جيرانها بلسانها . قال هي في الجنة رواه أحمد. وعنه أيضاً صلى الله عليه وآله وسلم : إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً رواه الترمذي. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي.
قال الخوارزمي عن الإنسان :
إذا كان الإنسان ذو أخلاق فهو = ا وإذا كان ذو جمال فأضف للواحد صفراً = 10 وإذا كان ذومال أيضا أضف صفراً آخر= 100 وإذا كان ذو حسب ونسب فأضف صفراً آخر = 1000 فإذا ذهب العدد واحد وهوالأخلاق ذهبت قيمة الإنسان وبقيت الأصفار التي لا قيمة لها.
ربنا أهدنا لأحسن الأخلاق.
وعن الفضيل بن عياض : لأن يصحبني فاجر حسن الخلق، أحب إلي من أن يصحبني عابد سيء الخلق.
قال الجاحظ :
لا مروءة لكذوب ولا وَرَعَ لِسَيِّىءِ الخلق
*
*
قال أندريه موروا :
تنكشف الأخلاق في ساعة الشده
*
*
قال جعفر الصادق :
حسن الخلق أحد مراكب الحياة
*
*
قال المهلب :
أدنى أخلاق الشريف كتمان سِرِّهِ ، وأعلى أخلاقه نسيان ما أُسِرَّ إليه
*
*
وهناك مقوله لعربي :
تواضع عن رِفْعَه وازهد عن حكمه وأنصف عن قوه واعف عن قدره
كذ لكـ الشعراء تحدثوا عن الأخلاق
وهذا بعض مما كتبوا
إثرائك وهذه الكلمات الرائعة التي نثرتيها عن حسن الخلق سررتُ بها كثيراً.
وصدق الرسول الكريم حيث قال " إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق " وهذا حديث
صحيح وهذا ما أكدناه في بحثنا عن " شعر ما قبل الإسلام وليس الشعر الجاهلي"
وهو أن في ذلك العصر قبل الإسلام كثيراً من الأخلاق الفاضلة في أشعارهم ووصاياهم
ومأثرهم مما نادى بها الإسلام. إن شاء الله سأكتب بحثاً عن " حسن الخلق في عصر
ما قبل الإسلام" .
جزاك الله خيراً، ودمتِ في حفظ الله