آخر 10 مشاركات
دستور القبيلة (الكاتـب : - )           »          الشاعر كيان مستقل بذاته (الكاتـب : - )           »          تأمّل في مبنى مجزرة البلدية (الكاتـب : - )           »          ظننت نفسي عاقلا (الكاتـب : - )           »          صداقة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          علي أي جنب تنام نواياك ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          شعاع هارب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ***_ أطــالَ الحزن _*** (الكاتـب : - )           »          مَنْ قالَ لكِ ؟ مَنْ قالَ لكْ ؟؟ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          أمومة مطحونة ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > دراسات نقدية,قراءات,إضاءات, ورؤى أدبية > قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية

الملاحظات

الإهداءات
مصطفى معروفي من النبع : الله يكرميك أخي وصديقي العزيز عوض بديوي ،وأنا ممتن لك بهذا الترحيب الجميل بي****لا هنت مولانا**** عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : رحبوا معي بشاعرنا و مبدعنا أ**** مصطفى معروفي بعد غياب طال؛ فحيهلا و غلا************ نورتم الأماكن عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : آل النبع الكرام جمعة مباركة وصباحكم إيمان ورحمة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-23-2021, 09:08 PM   رقم المشاركة : 1
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي


وجِلاً أتيتَ فهدهدتكَ ملائِكُ
وبكى الرسولُ وقمحُ ثغركَ ضاحِكُ
.
في محفلٍ هزَّ السماءَ حُبورُهُ
فاختالَ مُزنٌ ناسمتهُ نيازِكُ
.
يا مرحبًا صدحَ النقاءُ مُهلِّلاً
من كلِّ فجٍّ والدموعُ ضواحِكُ
.
يكفيكَ فخرًا أنَّ أوّلَ ناظرٍ
لنميرِ وجهكَ هاشميٌّ فاتِكُ
.
يكفيكَ أنكَ للأنـــامِ رسالةٌ
هطلتْ، وعرشُ الباقياتِ يبارِكُ
.
يكفيكَ حينَ تقهقرت خطواتُهُم
حُزتَ الصّوابَ فأترعتكَ مسالِكُ
.
جاؤوكَ من سَقَرِ العداوةِ همُّهُم
نيلُ العروشِ وعرشُ قلبكَ ناسِكُ
.
تركوا سبيلَ الرّ شدِ زاغَ زِمامُهُم
واستعذبوا الدنيا وظِلُّكَ تارِكُ
.
متقلِّبونَ تأُمُّهم شحناؤهُم
في اللاّ ثباتِ وإفكُهُم متدارَكُ
.
يا جَحْفلَ الماءِ الزلالِ أما صغت
أُذُنُ الأُوارِ ولحنُ مجدكَ سافِكُ
.
سبحانَ من أعطى الكرامةَ لونَها
من نزفِ نحركَ والجراحُ عوارِكُ
.
يا أيها البحرُ العميقُ وغمرُهُ
أنتَ البقاءُ وقاتِلوكَ هوالِكُ
.
يا أيها القدّيسُ نعشكَ قِبلةٌ
للعاشقينَ، شعائرٌ ومناسِكُ
.
يا ساقيَ الأرزاءِ سيلَ تجلّدٍ
أزِفَ القِطافُ وضورُ زُهدِكَ ناهِكُ
.
يا حاملاً ورعَ الإلهِ بصيرةً
بأكفِّها كفُّ الجنانِ تُشابِكُ
.
يا ناثرَ الآياتِ شمسَ هدايةٍ
للعالمينَ وكيدُ خصمِكَ حالِكُ
.
ما زالَ صوتكَ رغمَ صمتكَ صادحًا
بالحقِّ، في حَرَمِ المسامعِ بارِكُ
.
ما زالَ جرحُ اللهِ يرمُقُ ثأرَهُ
عِبرَ الدهورِ فخطبُ طَفِّكَ شائِكُ
.
تبقى قيامتكَ الجليلةُ محورًا
للخالدينَ مقاومٌ ومُشارِكُ
.
تسمو بها سُحبُ البطولةِ عاليًا
وتحطُّ في دركِ الجحيمِ ممالِكُ
.
تبقى الحسينَ إمامَ منبرِ أحمدٍ
وبغيرِ سيفكَ لا تُقادُ معارِكُ

كَمَلَ الْجَمَالَ مِنَ الْبُحُوْرِ الكامِلُ *** مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُنْ مُتَفَاْعِلُ

القصيدة من بحر الكامل فلابد من توطئة تعريفية قبل الولوج في مرابع بساطها ورنّة ايقاعها ودندنة موسيقاها.
الكامل من أكثر بحور الشعر العربي استعمالًا، قديمًا وحديثًا، وهو بحرٌ أُحاديُّ التّفعيلةِ يرتكزُ بناؤه على تَكرارِ (مُتَفَاعِلُنْ ///ه//ه). هذه التّفعيلة الّتي يطرأُ عليها زُحافٌ واحدٌ وأربعُ عِلَلٍ.
وجِلاً أتيتَ فهدهدتكَ ملائِكُ
وبكى الرسولُ وقمحُ ثغركَ ضاحِكُ
.
في محفلٍ هزَّ السماءَ حُبورُهُ
فاختالَ مُزنٌ ناسمتــهُ نيازِكُ

إنّ انتظام البنية الإيقاعيّة الواسعة بمجاليها الخارجي والدّاخليّ يحكمها قانون أساسي، يحكم في الوقت نفسه باستجلاء التمثيل الصوتي للمعاني بمختلف بنى النّص الرئيسية الثلاث التي توفرت في هذه الأبيات: (المضمون، اللغة، الإيقاع) وارتباط ذلك بالبعد الدلالي مما أتاح لنا سهولة الولوج ومعرفة التلوين الصوتي الصادر عن الألفاظالمستعملة ذاتها. (فهدْهدَتْكَ ملائك) بعد جملة (وجلاً أتيت) فهناك علاقة عضوية بين الدلالة الإيقاعية في الهدهدة ( اللفظة الإهتزازية ) والتي تأتي من دمج حرفين متشابهين (هد- هد) والدلالة اللغوية في الآتي فزعاً وهذا ما أشرنا اليه في بداية كلامنا.
(وبكى الرسولُ وقمحُ ثغركَ ضاحِكُ)([1]) تنطلق الشاعرة بفعالية تجسيد الجماليات موسيقياً بعكس ماتعني اللفظة من بكاء وحزن بتمثيل ابداعي لقدرات اللغة الصوتية وكشف الحيوية الكامنة بين بكاء المصطفى والثغر الضاحك بحباته اللؤلؤية (قمح ثغرك) بإيحاء الى سيدنا الحسين عليه السلام. وتتوالى دفقات النغمات باهتزاز السماء بالحبور المنسوب لسيد الشهداء بل سيد شباب أهل الجنة. ولايفوتنا أن نتكلم عن الروي في القصيدة وهو حرف الكاف "ك" هو الحرف الثاني والعشرون من حروف الهجاء العربية وهو صوت شديد مهموس، مخرجه بين عَكَدة اللسان وبين اللهاة في أقصى الفم، ويلفظ [k]‏ بصوت انفجاري مرقق شبيه بلفظ القاف. حرف الكاف الفينيقي. حرف الكاف العبري. حرف الكاف العربي.
(في محفلٍ هزَّ السماءَ حُبورُهُ) آثرت الشاعرة لفظة الحبور على السرور فاختيارها كان عن ذكاء وفطنة لأن الحبور هو السرور مع النعمة أما السرور فهو عند حصول نفع أو توقعه أو اندفاع ضرر {اُدْخُلوا الجَنَّةَ أَنْتُمْ وأَزْواجُكُمْ تُحْبَرونَ} وجعلت من الموسيقى معنى بألياتها المجازية في اختيال المزن واقتراب النيازك بلفظة لغوية بارعة (ناسمته نيازك).
والنيزك هو النَيزَك معرب من (الفارسية : نیزه) جسيم يوجد في النظام الشمسي ويتكون من حطام الصخور وقد يكون في حجم حبيبات الرمل الصغيرة أو في حجم صخرة كبيرة.
اقتباس:
يا مرحبًا صدحَ النقاءُ مُهلِّلاً
من كلِّ فجٍّ والدموعُ ضواحِكُ
.
يكفيكَ فخرًا أنَّ أوّلَ ناظرٍ
لنميرِ وجهكَ هاشميٌّ فاتِكُ
.
يكفيكَ أنكَ للأنامِ رسالةٌ
هطلتْ، وعرشُ الباقياتِ يبارِكُ
.
يكفيكَ حينَ تقهقرت خطواتُهُم
حُزتَ الصّوابَ فأترعتكَ مسالِكُ
.
جاؤوكَ من سَقَرِ العداوةِ همُّهُم
نيلُ العروشِ وعرشُ قلبكَ ناسِكُ

إن آلة الإدراك عند الشاعرة في التركيز على الناحية الصوتية عبر إيقاع المفردات في بنيتها المقطعية، لتبين مدى التناغم الذي تحدثه الظواهر الصوتية في بعض مفرداته، (يا مرحبًا صدحَ النقاءُ مُهلِّلاً) لتحقيق الأثر الفعال في أفعال الذين أتوا (من كلِّ فجٍّ والدموعُ ضواحِكُ)فتعكس الحالة الوجدانية والفكرية وفق هذه الهندسة الصوتية لتترك أثراً عند المتلقي في قواه الذهنية والتخيلية للصورة التي أبيح فيها قتل ابن بنت رسول الله.
فأما الجمل التي تقوم بنيتها على أساس التصدع، فإيقاعها بتشكلاته المقطعية؛ بفاعلية النبر وفاعليات صوتية ودلالية أخرى وقد نسمي هذا (بالتناغم الشكلي) كما في قول الشاعرة هديل(يكفيكَ فخرًا أنَّ أوّلَ ناظرٍ**لنميرِ وجهكَ هاشميٌّ فاتِكُ) لتخلق تناغماً يتضافر مع الوحدة الوزنية المتناسقة بانسجامحركة الدلالات التي ينتج عنها ايقاع التواصل وقد يحمل خصائص مغايرة فنسميه(التناغم الدلالي) كما في (جاؤوكَ من سَقَرِ العداوةِ همُّهُم**نيلُ العروشِ وعرشُ قلبكَ ناسِكُ).
اقتباس:
تركوا سبيلَ الرّ شدِ زاغَ زِمامُهُم
واستعذبوا الدنيا وظِلُّكَ تارِكُ
.
متقلِّبونَ تأُمُّهم شحناؤهُم
في اللاّ ثباتِ وإفكُهُم متدارَكُ
.
يا جَحْفلَ الماءِ الزلالِ أما صغت
أُذُنُ الأُوارِ ولحنُ مجدكَ سافِكُ
.
سبحانَ من أعطى الكرامةَ لونَها
من نزفِ نحركَ والجراحُ عوارِكُ
وهذا الإيقاع بإطاره الصوتي يتلاحم بعناصر القصيدة من ألفاظ وتراكيب وأخيلة وحروف ويأتيامتداداً للأغراض النفسيّة التي صاحبت الإنفعال والعاطفة لدى الشاعرة في قولها(تركوا سبيلَ الرّشدِ زاغَ زِمامُهُم) في محاولة منها للوصول إلى حالة من التوازن كي ينتظم في إطارها ذلك الصّراع بمعانيه الدلالية التي انبثقت عن ترتيب مقنن ومنظم لحركة الأصوات في النص وبالكيفية الشعرية التي لاتتحقق دون الإيقاع.مع تبني النظرة المعيارية في الوزن والقافية وتكمل البيت بـ (واستعذبوا الدنيا وظِلُّكَ تارِكُ).
و قد تولد من الإيقاع وحدة النغمة التي تتكرر على نحو ما في الكلام أو في البيت في ( متقلِّبونَ تأُمُّهم شحناؤهُم ) فركزت الشاعرة على التناوب الزمني للصوت وتقسيمه ( في اللاّ ثباتِ وإفكُهُم متدارَكُ ) "فصناعة الإيقاع تقسم الزمان بالنغم، وصناعة العروض تقسم الزمان بالحروف"([2])، (يا جَحْفلَ الماءِ الزلالِ أما صغت) نداءٌ لجحفل الماء بدفقة موسيقية عذبة توحي برهابة الموقف وهيبته لتدك المسامع بسؤال تعجبي (أما صغت) وبهذا التنغيم توحد الشاعرة بين الإنفعال الوجداني والنغم الصوتي المنبعث عن جرس الأحرف والكلمات.. "فالإيقاع الداخلي دوراً هاماً، ويرتبط بالنظام الهارموني الكامل للنص الشعري([3]).
(أُذُنُ الأُوارِ ولحنُ مجدكَ سافِكُ ) بهذه المجازات اللغوية وبهذا الكم النغمي تجعل الهديل أذناً لحر الشمس أولمعنى العطش "أُوارهِ"لتتوالي الحركات والسكنات على نحو منتظم في فقرتين أو أكثر من فقر الكلام، وتختار لفظة السفك للحن المجد موقنة بأن لفظة السفك ستفي بالغرض كمعنى وإيقاع، فمن معانيها نشر اللحن وأخرى تعني سفك الدماء والذي يتناسب الموقفالرهيب. فتمثل الإيقاع في أحلى صوره في هذا السبك الرائع .. أما وقولها( سبحانَ من أعطى الكرامةَ لونَها**من نزفِ نحركَ والجراحُ عوارِكُ )فقد ألبست بوحدتها الموسيقية وجرسها المعتاد القصيدة العربية تاجها. وهذا الإيقاع الهامس الذي يَصدُر عن الكلمة الواحدة، بما تحمل في تأليفها من صدًى ووَقْعٍ حَسَنٍ، وبما لها من رَهافةٍ ودِقة تأليفٍ، وانسجام حروفٍ، في أعطى الكرامة لونها وأعطت الشاعرة بُعدٍاً عن التنافر، وتقارُب المخارج.(في نزف نحرك والجوارح عواركُ).
اقتباس:
يا أيها البحرُ العميقُ وغمرُهُ
أنتَ البقـاءُ وقاتِلوكَ هوالِكُ
.
يا أيها القدّيسُ نعشكَ قِبلةٌ
للعاشقينَ، شعائرٌ ومناسِكُ
.
يا ساقيَ الأرزاءِ سيلَ تجلّدٍ
أزِفَ القِطافُ وضورُ زُهدِكَ ناهِكُ
.
يا حاملاً ورعَ الإلهِ بصيرةً
بأكفِّها كفُّ الجنانِ تُشابِكُ
.
يا ناثرَ الآياتِ شمسَ هدايةٍ
للعالميــنَ وكيدُ خصمِكَ حالِكُ

العنصر الذي يميز الشعر عما سواه هو الإيقاع في القصيدة فضلا عن أنه يتخلل البنية الإيقاعية للعمل، (يا أيها البحرُ العميقُ وغمرُهُ) فالعناصر اللغوية التي يتشكل منها هذا العمل يحظى من تلك الطبيعة المميزة بما لاتحظى في الاستخدام العادي، حين جعلت من البحر العميق كنية لسيدنا الحسين (أنتَ البقاءُ وقاتِلوكَ هوالِكُ) بإشارة بلاغية حيث مازال إسم الحسين يتردد ويغزو المسامع الى يوم القيامة، "فمن خلال النغم الصوتي المتمثل في الوزن والقافية ووتر داخلي يتجلى من خلال النغم النفسي العميق([4])" ومن هنا أشار أدونيس الى العلاقة الوشيجة بين الإنفعالات النفسية والكلمة في النص بـ (قاتلوك هوالك).
وثمة أمر هام آخر وهو "أن البنية الشعرية في (جحفل الماء) لاتبدو في بساطة تلك الظلال الجديدة لدلالات الألفاظ، بل إنها تكشف الطبيعة الجدلية لهذه الدلالات،( يا أيها القدّيسُ نعشكَ قِبلةٌ ) وتجلو خاصية التناقض الداخلي في ظواهر الحياة واللغة بـ (للعاشقينَ، شعائرٌ ومناسِكُ) الأمر الذي تعجز وسائل اللغة العادية عن التعبير عنه، ويحسب هذا للشاعرة هديل.
جزء كبير من قيمة الشعر الجمالية يُعزى إلى صورته الموسيقية، (يا ساقيَ الأرزاءِ سيلَ تجلّدٍ) بل ربما كان أكبر قدر من هذه القيمة مرجعه إلى هذه الصورة الموسيقية، في ذكر الإمام الحسين عليه السلام بالتلميح بالأبيات أعلاه ومدحه.
وتوالت النداءات في المقطع أعلاه بخمسة أبيات هن: يا أيها البحرُ، يا أيها القدّيسُ، يا ساقيَ الأرزاءِ، يا حاملاً ورعَ الإلهِ، يا ناثرَ الآياتِ.
وهذا ينبه إلى وجود عنصر زماني معين في الإيقاع، إذ ان النسب المكانية تكتسب قيمة زمانية حين تعمل بعض المساحات على اجتذاب الحس مدة أطول من بعضها الآخر.
والإيقاع هنا تَميل معه الأذنُ، وتَطرَب له النفسُ! فإن توزيع الكلام في قصيدة الهديل بهذه الصورة ليكون نتيجة حتمية لطبيعة الأوزان التي تَنْظِمُه وهي إحدى السمات العفوية للإيقاع المرئي.
ويتميز ايقاع القصيدة في تشكيل الرسوم الفنية، ليس من الخطوط، وإنما من كلمات القصيدة ذاتها. ومن ظاهرة التشكيل وحركته فيما يتعلق برواية الحكاية المثيرة، وواقعة الطف التي تُوجب التفصيل في الجزئيات.
اقتباس:
ما زالَ صوتكَ رغمَ صمتكَ صادحًا
بالحقِّ، فــــي حَرَمِ المسامـعِ بارِكُ
.
ما زالَ جرحُ اللهِ يرمُقُ ثـأرَهُ
عِبرَ الدهورِ فخطبُ طَفِّكَ شائِكُ
.
تبقى قيامتكَ الجليلةُ محورًا
للخالدينَ مقاومٌ ومُشارِكُ
.
تسمو بها سُحبُ البطولةِ عاليًا
وتحطُّ في دركِ الجحيمِ ممالِكُ
.
تبقى الحسينَ إمامَ منبرِ أحمدٍ
وبغيرِ سيفكَ لا تُقادُ معــــارِكُ
وهذا الإيقاع يستمد حجمه من مساحات الوجع المتأصلة بذات الفجيعة لتعطيها الشاعرة موسيقى ان(ما زالَ صوتكَ رغمَ صمتكَ صادحًا) فالحس الإيقاعي قد تجسد في الإيقاع اللغوي إضافة إلى صور الإيقاع الأخرى من صور ونغمات؛ مما يسمو بالموسيقى الداخلية للشعر، فإيقاعه نابع من قلب التجربة والمآسي التي أحاطت بعواطف الشاعرة.
(بالحقِّ، في حَرَمِ المسامعِ بارِكُ) والحديث عن السيرة والملحمة - من الأسباب التي حفِظت لنا هذا الإيضاح الذي ظلَّ يعطي إيقاع التغنِّي بالمأثور حجمَه المطلوب (تبقى قيامتكَ الجليلةُ محورًا) فقد مهَّدت الشاعرة أمام الصوت فُسحة للامتداد، ومساحة للتعاقب والارتداد، أو الاهتزاز، (للخالدينَ مقاومٌ ومُشارِكُ)وهو ما نراه في اللزوميات التي تُصبح في بعض الأحيان تراتيلَ متوافقة، وأنغامًا متلاحقة.
ويَحمل المستمع إلى الإنصات والإصغاء، كما ينطوي تحته هدوء التفعيلات، وتتوالى في أوزانه امتدادات الأصوات ووقوفها عند حدود النهايات المختومة بالحرف أو الحرف والحركة (تسمو بها سُحبُ البطولةِ عاليًا**وتحطُّ في دركِ الجحيمِ ممالِكُ) تنظيم أصوات اللغة عند الهديل في إطارٍ معيّن يتسع تدريجياً ليشمل عناصر تراعي خصائص الأصوات في الجهر والهمس، وإن لكل كلمةٍ لغوية وزناً عروضياً ولها وزنٌ صرفي كما أن لها نظاماً مقطعياً وفيها نظامٌ نبري.
تبقى الحسينَ إمامَ منبرِ أحمدٍ
وبغيرِ سيفكَ لا تُقادُ معــــارِك
هذا البيت يسحرالقارئ عند قراءَته، وتُسبغ عليه من مقاطعها ما يجعلها قريبة من الأدوار الغنائية الرتيبة.
فالقافية تُضيف إلى الرصيد الوزني طاقة جديدة، وتُعطيه نبرًا وقوةَ جَرْسٍ تصُبُّ فيها الشاعرة دَفْقَها.
نستخلص من هذا أن التجربة الحياتية الكيانية للشاعرة الموهوبة المتفردة تؤتي الجديد الذي يمثل عصر الحدث اصدق تمثيل، فهو شعر إنساني عظيم يظل خالداً ومؤثراً ما بقي الانسان يعيش الوجد والفكر، ويقول الشعر الذي ينطق بهما.
وان القيمة الجمالية في معنى وايقاع القصيدة أعلاه دليلٌ على ما في النفس من قوة طارئة، فاللغة التي تُصوِّر هذا الانفعال تتواءم والصورة وتُلاءم معناها، وتُكَوِّن صداها الصحيح.
لذلك كانت الهديل حريصة على النبرة ذاتها في الإيقاع من حيث الدلالة والوزن، والموسيقى والجزالة والرقة - وفوق مستوى لغة الكلام العادي، ووصل مرامها بابتكار كلمات أثرت بها المعجم الشعري، وأتت بمجازات وصور جديدة، أخَّاذة، ولمسات أسلوبية فريدة.
ختاماً أحيي المبدعة هديل .. فلله درك حيث أجدت يا هديل سمفونية الحزن على جدي سبط رسول الله عليه الصلاة والسلام وأقول من المنقول :
نَثَرَتْ عليكَ سعودَهـا الأفلاكُ
وعَنَتْ لعزَّةِ وجهــكَ الأملاكُ

1] جاء في مسند الإمام أحمد ومسند البزار وأبي يعلى عن علي رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان. قلت يا نبي الله، أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل، فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال فقال: هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قال: قلت نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب، فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. والحديث قال عنه الأناؤوط: إسناده ضعيف، وقال عنه حسين سليم أسد: إسناده حسن
[2]إبن فارس : الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها ص238
[3]صلاح فضل، أساليب الشعرية المعاصرة ص22
[4]د. خليل موسى: الحداثة في حركة الشعر العربي المعاصر ص93
















التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

آخر تعديل شاكر السلمان يوم 11-29-2022 في 10:41 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 05-23-2021, 09:28 PM   رقم المشاركة : 2
شجرة الدر
 
الصورة الرمزية أحلام المصري






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :أحلام المصري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

القصيدةُ نجمٌ يدور في فلك الجمال و الروعة ،
و جاءت دراستكم الهامة و العميقة لتكون الضوء الذي انتشر في الفضاء المحيط ، ليتألق النجم أكثر ،

شكرا لكم عمدتنا القدير ،
و الشكر موصول للشاعرة الرائعة هديل ،

كل الاحترام و الامتنان













التوقيع

ضاقت السطور عني
و أنا..فقط هنا
نشيد جنازتي..يشجيني

  رد مع اقتباس
قديم 05-23-2021, 10:37 PM   رقم المشاركة : 3
أديب وفنان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر مصلح غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شموع الخضر
0 حواريات / مع شاعرة
0 حواريات / رحلة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

بصراحة شديدة أقول
لقد ألجمتما ممكناتي..
فما عساي أن أضيف إلى نص جمع بين النظم والصورة والاستعارة والتشبيه، حتى جعلني أُلحِّن الكلمات على نغم البيات إيقاعياً.
وعن أي خاصرة سأتحدث بعد أن جسها الأستاذ السلمان ونقر على مواطن الجمال ليتأكد من سلامتها.
ألنص مشغول على وحدة موضوع، وبانتماء نبيل.
وزاوية التناول كانت على منظومة واحدة.
لكن النص أكد إمكانية الناص برسمه وبتبيان قداسة المنصوص عليه، ثم تأطر بقراءة رائعة جداً.
حقيقة أبهرني العمل بكل مفاصله.







  رد مع اقتباس
قديم 05-25-2021, 02:49 PM   رقم المشاركة : 4
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   القصيدةُ نجمٌ يدور في فلك الجمال و الروعة ،
و جاءت دراستكم الهامة و العميقة لتكون الضوء الذي انتشر في الفضاء المحيط ، ليتألق النجم أكثر ،

شكرا لكم عمدتنا القدير ،
و الشكر موصول للشاعرة الرائعة هديل ،

كل الاحترام و الامتنان

بوركت سيدتي المكرمة

وجودك أنار متصفحي وشرفني
تحاياي والتقدير












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 05-25-2021, 02:52 PM   رقم المشاركة : 5
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   بصراحة شديدة أقول
لقد ألجمتما ممكناتي..
فما عساي أن أضيف إلى نص جمع بين النظم والصورة والاستعارة والتشبيه، حتى جعلني أُلحِّن الكلمات على نغم البيات إيقاعياً.
وعن أي خاصرة سأتحدث بعد أن جسها الأستاذ السلمان ونقر على مواطن الجمال ليتأكد من سلامتها.
ألنص مشغول على وحدة موضوع، وبانتماء نبيل.
وزاوية التناول كانت على منظومة واحدة.
لكن النص أكد إمكانية الناص برسمه وبتبيان قداسة المنصوص عليه، ثم تأطر بقراءة رائعة جداً.
حقيقة أبهرني العمل بكل مفاصله.

وهذا بعضٌ مما عندكم ايها النبيل
تحاياي وقبلاتي












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 05-27-2021, 11:32 PM   رقم المشاركة : 6
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية هديل الدليمي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هديل الدليمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا تصالح
0 عجبي
0 أعنّي

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

الله أيها الكريم
تناول مكثف ورؤية ذات تفريعات فنيّة متحرّكة
فهل تراني أستحق هذه الحزمة الباهرة من الضوء من كاتب وأديب وناقد بحجمكم؟
بادرتكم الجميلة تكبّلني فلا أدري كيف أقول شكرا
شكرا لفكركم وأدبكم ونقدكم وبيانكم وحراستكم للكلمة
شكرا بحجم ما يليق












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 05-31-2021, 11:38 AM   رقم المشاركة : 7
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

قصيدة رفيعة وراقية استمدت من مكانة من قيلت فيه ألقها وجماليتها
والكثير في حق الحسين سلام الله عليه قليل
وقراءة متعمقة في حقها فارهة وبعيدة القرار
أبانت عن دررها الكثيرة والفاره
سلمت أناملكم عمدتنا الجميل ولا عدمتم الألق والجمال













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 06-01-2021, 08:26 PM   رقم المشاركة : 8
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية تواتيت نصرالدين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :تواتيت نصرالدين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

قصيدة بتلوين صوتي ولغوي مبهر لما تملكه الشاعر هديل الدليمي من مخزون لغوي
وقراءة عميقة شاملة من جوانب شتى من الناحية الإيقاعية .
شكرا أستاذ شاكر ودمت في رعاية الله وحفظه.













التوقيع

لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 06-01-2021, 10:09 PM   رقم المشاركة : 9
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الدليمي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
الله أيها الكريم
تناول مكثف ورؤية ذات تفريعات فنيّة متحرّكة
فهل تراني أستحق هذه الحزمة الباهرة من الضوء من كاتب وأديب وناقد بحجمكم؟
بادرتكم الجميلة تكبّلني فلا أدري كيف أقول شكرا
شكرا لفكركم وأدبكم ونقدكم وبيانكم وحراستكم للكلمة
شكرا بحجم ما يليق

لغتك ايتها المبجلة وما منحتينا من صور فتحت لنا الباب وآذاننا لنستمع موسيقاها

ونحن من يقول لك شكرا












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
قديم 06-01-2021, 10:20 PM   رقم المشاركة : 10
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية شاكر السلمان





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :شاكر السلمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الإيقاع في قصيدة (جحفلُ الماء) للشاعرة هديل الدليمي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألبير ذبيان نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   قصيدة رفيعة وراقية استمدت من مكانة من قيلت فيه ألقها وجماليتها
والكثير في حق الحسين سلام الله عليه قليل
وقراءة متعمقة في حقها فارهة وبعيدة القرار
أبانت عن دررها الكثيرة والفاره
سلمت أناملكم عمدتنا الجميل ولا عدمتم الألق والجمال

القصيدة ذكرتني بقصيدة ميمية من الخفيف للشاعر ( الكميت) وهي بمدح آل البيت
أما كلمة الإيقاع وردت في الثقافة العربية للدلالة على مكون من مكونات الموسيقى درس وصنف في الكتب المتخصصة. ويقابل هذا المفهومَ مفهوم الوزن في الشعر.

ويشترك المصطلحان في كثير من الميادين: طبيعتهما المتعلقة بالزمن، تعاملهما مع هذا الزمن، بنيتهما، نوعية الإحساس الذي يثيره كل منهما عند السامع، الفطرية التي هي من سمات ملكة ممارسهما، تلاقي مجاليهما في الغناء.
بوركت استاذي












التوقيع

[SIGPIC][/SIGPIC]

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الإيقاع في قصيدة هسهسة خاطر للشاعرة جهاد بدران شاكر السلمان قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 20 06-01-2021 10:54 PM
جحفلُ الماء هديل الدليمي الشعر العمودي 24 12-06-2020 11:17 PM
الإيقاع في قصيدة ( قلبي المُوَلّهْ ) للشاعرة المبدعة فوزية شاهين شاكر السلمان قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 9 08-13-2020 09:42 AM
الإيقاع في قصيدة أمواج على شاطئ الحُلم للشاعرة الفلسطينية سفانة بنت ابن الشاطئ سفانة بنت ابن الشاطئ قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 7 07-10-2020 11:00 PM
قراءة أدبية في قصيدة شرّ الغرام للشاعرة حنان الدليمي منوبية كامل الغضباني قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 2 03-15-2015 12:30 PM


الساعة الآن 12:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::