إن الأجداد العظماء عندما كانوا يصدِّرون العلوم بالمبادئ العشرة لم يكونوا ممارسين نوعا من العبث؛ لماذ؟ لأن هذه المبادئ نظرة ثاقبة، وهي لا تأتي إلا بعد تمام العلم؛ لأنها تمثل خلاصة واصفة له، تبرز وجوده وتجلو أبعاده وخصائصه؛ إذ من لم يمتلك تلك الخلاصة فهو لم يمتلك العلم امتلاك نقل خبرة تعليمية.
وقد حاكى المحدثون ذلك في أدق شئون الحياة ممثلا في البعد الصحي والصناعي عندما تمت تشريعات توجب على التاجر والمصدر والمصنع كتابة معلومات المنتج من اسم ونوع ومحل استيراد أو إنتاج وكيفية إنتاج. ومن دون هذه البطاقات التعريفية يظل المنتج ناقصا على الرغم من وجوده بين أيدي الناس.
والعلوم كذلك تظل غير محصورة في الذهن حتى تدخل شبكة التجسيم الممثلة في المبادئ العشرة التي تضع الإطار العام لها. وما دام الإنسان غير محيط بهذه المبادئ فهو غير قادر على التعبير العلمي والتمثل الصحيح للعلم؛ لأنها وصف لما هو موجود، وما لم يوجد لا يوصف.
وهذه المبادئ تتصل بفلسفة الوجود لأي شيء؛ إذ تصلح لاختبار تمثل أي شيء يراد وضعه على سلم الوجود داخل نفس وذهن صاحبه.
وهذه المبادئ هي: اسم الشيء وتعريفه وواضعه وموضوعه ومسائله وحكمه وحكمته ونسبه وفضله وثمرته.