من تأمّلاتي المتواضعة في الآيتين الكريمتين من سورة البقرة "264-265"
تناولت الآيتان موضوع الصدقة حيث ضرب الله لنا فيها مثلاً بليغًا في أهم شرط من شروطها وهو النية السليمة وأن تكون خالصة لوجهه الكريم، لا تعتريها منّة ولا يشوبها رياء.
1"يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدًا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين" البقرة 264
2"ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتًا من أنفسهم كمثل جنّة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطلّ والله بما تعملون بصير" البقرة 265
نلاحظ هنا المثل الدقيق والترابط الباهر بين الآيتين، فكلاهما يتصدّق وكلاهما يصاب بالوابل في التشبيه وهو المطر الشديد.
في الآية الأولى ينفق المتصدّق ماله بنيّة الرياء والمنّة على الله، متسببًا بأذى صاحبه، وهذا دليل على عدم إيمانه بالله واليوم الآخر، فيبطل بذلك عمله ويكون مثله كمثل صفوان وهو الصخر الأملس، عليه تراب يُزاح بفعل المطر فيُترك صلدًا أي صلبًا لا ينبت، والمعنى أنه لا يحصل على الجزاء كما لا يحصل أحد على شيء من ذرّات التراب التي أزالها المطر ولا يستحق الثواب المرجو، وقد عُدّ من الكافرين لأنّه مراء، وكلّ مراء كافر.
وفي الآية الثانية ينفق ماله لوجه الله تعالى بنيّة خالصة ويقين ثابت وبصيرة متوقّدة، فيتقبلها الله منه، وبذلك يكون مثله كمثل جنّة بربوة أي بستان مرتفع طيّب الريع، أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين، أي اعشوشبت وكثرت محاصيلها وأينعت ثمارها، وإن لم يصبها وابل فطلّ أي مطر ليّن لا يؤذيها.
وهنا تكمن البلاغة في ترهيب الكافر وترغيب المؤمن بأسلوب بديع وشيّق
جعلنا الله وإياكم من المتصدّقين الخلّص لوجهه الكريم.
القول في تأويل قوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: ( يا أيها الذين آمنوا )، صدّقوا الله ورسوله =( لا تبطلوا صدقاتكم ), يقول: لا تبطلوا أجورَ صدَقاتكم بالمنّ والأذى, كما أبطل كفر الذي ينفق ماله =( رئاء الناس ), وهو مراءاته إياهم بعمله، وذلك أن ينفق ماله فيما يرى الناسُ في الظاهر أنه يريد الله تعالى ذكره فيحمدونه عليه، وهو غيرُ مريدٍ به الله ولا طالب منه الثواب، (84) . وإنما ينفقه كذلك ظاهرًا ليحمده الناس عليه فيقولوا: " هو سخيّ كريم, وهو رجل صالحٌ" فيحسنوا عليه به الثناء، وهم لا يعلمون ما هو مستبطن من النية في إنفاقه ما أنفق, فلا يدرون ما هو عليه من التكذيب بالله تعالى ذكره واليوم الآخر.
* * *
وأما قوله: ( ولا يؤمن بالله واليوم الآخر )، فإن معناه: ولا يصدق بوحدانية الله ورُبوبيته, ولا بأنه مبعوث بعد مماته فمجازًى على عمله, فيجعل عمله لوجه الله وطلب ثوابه وما عنده في معاده. وهذه صفة المنافق; وإنما قلنا إنه منافق, لأن المظهرَ كفرَه والمعلنَ شركه، معلوم أنه لا يكون بشيء من أعماله مرائيًا. لأن المرائي هو الذي يرائي الناس بالعمل الذي هو في الظاهر لله، وفي الباطن مريبة سريرةُ عامله، مرادٌه به حمد الناس عليه. (85) . والكافر لا يُخِيلُ على أحدٍ أمرُه أن أفعاله كلها إنما هي للشيطان (86) - إذا كان معلنًا كفرَه - لا لله. ومن كان كذلك، فغير كائن مرائيًا بأعماله.
المرأ قصد عرض الدنيا مُهلك ....وهي من هفوات النفس الضعيفة لذا وجب الحذر في مواضع الإنفاق
الذي يداخله مقدار حبة من خرذل لغير الله وجب تركه
طيب ما قرأت
صباحك كل الخيرات
في الوقت الحاضر يتبارون في الظهور وهم ينفقون على الفقراء ليصعدوا السلالم ويحصلوا اكراميات وأوسمة ومناصب
هناك مثل يقول (صورني دون أن أدري) من أجل أن يرى الناس مبارياتهم
تأمل جميل ابنتي
حفظك الله ووفقك
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: ( يا أيها الذين آمنوا )، صدّقوا الله ورسوله =( لا تبطلوا صدقاتكم ), يقول: لا تبطلوا أجورَ صدَقاتكم بالمنّ والأذى, كما أبطل كفر الذي ينفق ماله =( رئاء الناس ), وهو مراءاته إياهم بعمله، وذلك أن ينفق ماله فيما يرى الناسُ في الظاهر أنه يريد الله تعالى ذكره فيحمدونه عليه، وهو غيرُ مريدٍ به الله ولا طالب منه الثواب، (84) . وإنما ينفقه كذلك ظاهرًا ليحمده الناس عليه فيقولوا: " هو سخيّ كريم, وهو رجل صالحٌ" فيحسنوا عليه به الثناء، وهم لا يعلمون ما هو مستبطن من النية في إنفاقه ما أنفق, فلا يدرون ما هو عليه من التكذيب بالله تعالى ذكره واليوم الآخر.
نعم وبهذا يكون أشرك بالله في الطاعة وليس في العبادة، فهو يعبد الله ويطيع الشيطان
ثم أشرك بالله لأنه جعل عمله لغير الله وانتظر حمدهم وثناءهم
إضافة قيمة أسعدتني
شكرا لحضورك الناضج كما دائما
مودّة بيضاء
[البلاغة]
1- التشبيه التمثيلي الأول: فقد شبه إنفاق الأموال رئاء الناس ثم إتباع ذلك بالمنّ والتطاول بالإحسان بالتراب الذي يوضع على الصخر الأملس يأتي عليه الوابل من المطر فيذروه ويذهب به ولا يترك له أثرا.
2- التشبيه التمثيلي الثاني: فقد شبه إنفاق الأموال الخالص من الرياء في سبيل الله وابتغاء مرضاته بالبستان الوريف الظلال فوق ربوة عالية يكفيها القليل من المطر لتربو وتهتز وتمرع وتخصب.
المرأ قصد عرض الدنيا مُهلك ....وهي من هفوات النفس الضعيفة لذا وجب الحذر في مواضع الإنفاق
الذي يداخله مقدار حبة من خرذل لغير الله وجب تركه
طيب ما قرأت
صباحك كل الخيرات
صدقت، الصدقة وكلّ العبادات معرّضة لهذه الشائبة القبيحة
طهّر الله أعمالنا وأعمالكم منها وتقبلها بأحسن قبول
شكرا لحضورك الذي أحب
مودّة بيضاء