وجاء في الجزء 3 ص876 من كتاب معجم قبائل العرب القديمة والحديثة: غَامِد: قبيلة عظيمة.
ويحيط بها من الشمال: الشّلاوة، ومن الشرق: شمران، ومن الجنوب: بلقرن، وبلعريان، ومن الغرب زبيد، وزهران، وتمر طريق الطائف- أبها وسط ديار هذه القبيلة.
وتنقسم الى قسمين: البدو، والحضر، ومقر غامد الباحة.
فالقسم المتبدي يسمى آل صيّاح، وهم منتشرون في أماكن مختلفة بين إخوانهم المتحضرين، ويتوغلون الى أودية رينة، وبيشة، وتربة، والدّواسر.
وأما القسم المتحضر فيقيم في قرى مختلفة، وأهم أقسامهم: بنو ذبيان، بنو كبير، الخمران، الظافر، الرّمادة، الزّعلة، الفرزعة، بنو عمر، بنو لام، والمنتظر([2]). [غامد بن عبد الله]([3]): بطن من الأزد، من القحطانية،وهم: بنو غامد، واسمه عمرو بن عبد الله قدم منهم وفد على النبيﷺ سنة عشر، وكانوا عشرة، فأقروا بالإسلام، وكتب لهم كتابا فيه شرائع الإسلام، وأمر النبيﷺ أبيّ ابن كعب يعلمهم قرآنا، وأجازهمﷺ
من بلادهم: دوقة بأرض اليمن. في رمضان من السنة العاشرة من الهجرة([4]).
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَدِمَ عَلَى رسول الله ﷺ وفد غَامِدٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَهْمُ عَشَرَةٌ، فَنَزَلُوا فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أثلٌ وطرفاءُ([5])، ثُمَّ انْطَلَقُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَخَلَّفُوا عِنْدَ رَحْلِهِمْ أَحْدَثَهُمْ سِنًّا فَنَامَ عَنْهُ، وَأَتَى سَارِقٌ وَسَرَقَ عَيْبَةً([6]) لأَحَدِهِمْ فِيهَا أَثْوَابٌ لَهُ.
وَانْتَهَى الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، وَأَقَرُّوا لَهُ بِالإِسْلامِ، وَكتب لَهُمْ كِتَابًا فِيهِ شَرَائِعُ،مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ.
وَقَالَ لَهُمْ: ((مَنْ خَلَّفْتُمْ فِي رِحَالِكُمْ))، قَالُوا أَحْدَثَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ،قَالَ: «فَإِنَّهُ قَدْ نَامَ عَنْ مَتَاعِكُمْ حَتَّى أَتَى آتٍ فَأَخَذَ عَيْبَةَ أَحَدِكُمْ»،فَقَالَ أَحَدُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لأَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ عَيْبَةٌ غَيْرِي،فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَدْ أُخِذَتْ وَرُدَّتْ إِلَى مَوْضِعِهَا».
فَخَرَجَ الْقَوْمُ سِرَاعًا حَتَّى أَتَوْا رَحْلَهُمْ، فَوَجَدُوا صَاحِبَهُمْ، فَسَأَلُوهُ عَمَّا خَبَّرَهُمْ بِهِ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: فَزِعْتُ مِنْ نَوْمِي فَفَقَدْتُ الْعَيْبَةَ، فَقُمْتُ فِي طَلَبِهَا، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ كَانَ قَاعِدًا، فَلَمَّا رَآنِي ثَارَ يَعْدُو مِنِّي، فَانْتَهَيْتُ إِلَى حَيْثُ انْتَهَى، فَإِذَا أَثَرُ حَفْرٍ، وَإِذَا هُوَ قَدْ غَيَّبَ الْعَيْبَةَ، فَاسْتَخْرَجْتُهَا. فَقَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّه ﷺ، فإنه قد أخبرنا بأخذها، وأنها قد وردت. فَرَجَعُوا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَأَخْبَرُوهُ، وَجَاءَ الْغُلامُ الَّذِي خَلَّفُوهُ فَأَسْلَمَ.
[1] غامدهي إحدى قبائل الأزد وبالتحديد من أزد شنوءة . تقع ديارهم في منطقة الباحة جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وينتشرون أيضاً في أودية رنية، بيشة، تربة ووادي الدواسر. أنظر فؤاد حمزة(2002). قلب جزيرة العرب .مكتبة الثقافة الدينية .صفحة 186. [2] قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص 186، 187. تاريخ نجد للآلوسي ص 90. الرحلة اليمانية لشرف البركاتي ص 11، 65، 70، 100. الرحلة الحجازية للبتنوني ص 52. تاريخ سينا لنعوم شقير ص 664. [3] (الأنساب للسمعاني ق 405. القاموس للفيروزآبادي ج 1 ص 321. زاد المعاد لابن قيم والجوزية ج 3 ص 54. الاشتقاق لابن دريد ص 288. شرح المواهب للزرقاني ج 4 ص 72، 73. معجم البلدان لياقوت ج 2 ص 622) [4] عيون الأثر ج2 ص322 [5] الأثل: شجر عظيم لا ثمر له. والطرفاء منه الأثل. [6] العبية: وعاء من أدم ونحوه يكون فيه المتاع. والجمع: عيب وعياب.