البحر الكامل
سمّى الخليل بن أحمد الفراهيدي بحر الكامل يهذا الاسم لأن فيه ثلاثين حركة لم تجتمع في غيره من البحور الشعرية، وهذا لكمال حركاته، وقد يكون حاز هذا الاسم لأنه كمُل عن الوافر الذي هو الأصل في الدائرة، وذلك باستعماله تامًّا.
يتألف البحر الكامل من ستة أجزاء هي:
مُتَفاعِلُنْ | مُتَفاعِلُنْ | مُتَفاعِلُنْ
مُتَفاعِلُنْ | مُتَفاعِلُنْ | مُتَفاعِلُنْ |
مفتاح البحر
كمل الجمال من البحور الكامل ** متفاعلن متفاعلن متفاعلن
في هذه الأبيات شيءٌ يعمل على تحلية القصيدة إن جاز لنا أن نسميها كذلك فهناك آراء تنفي تسمية القصيدة (قصيدة) إن لم تبلغ أبياتها الثمانية فما فوق.
عموماً نعود الى التحلية في نغم الأبيات أعلاه والتي تمنح شيئاً من الرونق الذي يحيِ ماءها كما يمنحها هذا النغم نوعاً من الومضات التي تجعل الإيقاع يتجدد ويتمدد ويقوم بوظيفة سلب المتلقي ويجعله يهتز طرباً للتركيب هذا.
وإن الإيقاع الداخلي المتمثل في الموسيقى النابعة من تآلف الأصوات والكلمات والذي يحقق من النغم باعتباره الأقدر على ايصال شحنات الشاعرة النفسية.
فبهذه الشحنات أعطت النص طاقة إيحائية وإيقاعية بانت في الأثر الصوتي والبعد الدلالي والإنفعال النفسي في بعض مقاطع النص. مثل:
نَهجُ الحُسـين حكايـةٌ لا تنتــــهي وقـصـائـد الـثـوارِ منــهُ تـسـتـقي
إن اختيار الشاعرة لصوت القاف في قافية أبياتها الشعرية ساعد بشكلٍ كبير في نقل تلك العلاقة الحميمية والمحبة الفطرية بينها وبين المعني (سيد شباب أهل الجنة) مما يجيز للناقد أن يقول هي لحظة البوح والإعتراف وما يحيطها من قداسة لما يخبو بين جوانحها.. وأباحت للمتلقي معرفة المعنى والكشف عن الدلالة المخبوءة وراء حجب اللغة الكامنة في موسيقى الأبيات.
وعند محاولة استقراء العلاقة بين الصوت والدلالة وإسهام هذه العلاقة في انتاج الإيقاع ستنكشف وجوه التعاضد والارتباط بينهما على مستوى البنية الفنية والإيقاعية وان الإيقاع الداخلي في جانبٍ كبير منه يتولد عن التناغم الصوتي، وأن تآلف حركة المكونات الداخلية للنص والتي تنجم عن تماس الكلمات في السياق.
ومن أجل تحقيق فاعلية قصوى لهذه المقومات أدركت خصائص الأصوات الإيحائية والإحساس المرهف بجرس الحروف والدراية بأسرارها الفنية وقيمها الجمالية وتحقيق التناسب بين الدلالة الصوتية والإنفعال الداخلي من هذا الاستغلال المبدع لإيحاءات ونغمات ورؤى وظلال تتولد الحركة الإيقاعية الداخلية التي لايستغنى عنها.
هُوَسَيِّدُ الشُّهَدَاءِ سِبْطُ الْمُصْطَفَى
(التأكيد ولفت النظر) بـ هو - وانصهار المعنى في نغمةٍ ايقاعية كهذه تحتاج الى براعة الشاعر ليرتقي بها الى درجةٍ من الأصالة والإبداع وهذا ما جرى على لسان العواطف الشاعرة في أبرع صورة حيث حولت النغم الى منبه صوتي يهز احساس المتلقي ويثير وجدانه إثارة تساعده على فهم مشاعرها والإبحار في ذاكرتها وما يجول في خاطرها.
صلـوا علـى طــه الرسـول وآلــهِ
وقد منحت الشاعرة طاقة تعبيرية أضفت على النص صدىً موسيقياً مؤثراً ومركزاً يمثل تقنية أسلوبية راسخة تتواصل مع سائر العناصر البدائية وتتداخل معها لتسهم في تشكيل معمارية النص وتوجيه المعاني نحو بؤرة دلالية جوهرية بالصلاة على النبي وآله...
نص القصيدة رائع مكتمل الأبعاد ونص النقد من أديب متمرس مبدع هو كمال آخر النص وإن لم يكتمل فلا كمال إلا لله نص رائع وقراءة نقديه رائعة جدا مفيدة لكم الشكر
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحي عوض الجيوسي
نص القصيدة رائع مكتمل الأبعاد ونص النقد من أديب متمرس مبدع هو كمال آخر النص وإن لم يكتمل فلا كمال إلا لله نص رائع وقراءة نقديه رائعة جدا مفيدة لكم الشكر