لأنّكِ أنتِ المحطُّ الأخير
وأنتِ المسارُ وأنتِ المصير
ووجدي المقيمُ بنار النعيمْ
فأنتِ البدايةُ أنتِ النهايةُ
أنتِ القريبةُ أنتِ البعيدهْ
وتلّك العيونُ كـ سرِّ الغوايةِ
تَهمي سياطاً
تنوشُ مسامَ المذاقِ القتيلهْ
تروِّضُ ذاك الفؤادَ فيغدو
رحيبَ العناق لسهمِ القتيلْ ..
ويبقى القليل ْ
ومزنٍ سكوبٍ سيتلو شهادةَ كلِّ الشهودْ
ويشبهُ بعضَ دموعِ التلوّي
لأنّكِ أنتِ شراعُ الحياةْ
فإنّي ..رياحُ المسارِ البعيدْ
وربّانُ دفّةِ دربِ الخلودْ
وبحرُ ازرقاقٍ وموجٍ وئيدْ
ورَكبُ السفينةِ أنتِ
وأنتِ الخلائقُ من كل نوعٍ
وجمعُ المدائنِ والكائناتْ
وإنّتِ الجبالُ وإنّي الذُرا
وأنتِ الدواءُ وإنّي العليلْ
وأنتِ الليالي وإنّي الكَرَى
وقصديَ أنتِ ولَستُ الضليلْ
وإنّي الطريدُ وأنتِ الطريدهْ
كأنّي أبِقتُ .. بجمعِ المعاصي
لعلّي صَبِئتُ بلون النجومْ
وإنّي الأثيمُ بكلّ الخطايا
نزالي الأخيرَ .. أتيتُكَ أعزلْ
يجيدُ اقترافَ جموحِ النواصي
نتاج احترابي المريرِ الطويلْ
إليكِ ساسرجُ دربَ الصهيلْ
لأنّ الحضورَ بلحظكـِ وهْجٌ
وتسجُدُ قامةُ كلّ الحروفِ
الأنينُ المسافرُ عبرَ الزمانْ
وريدُ الظلال بإذنِ الضياءْ
و ريحُ زفيري تُبيحُ بصدقٍ
وتُفتي هواجسُ ضَرْبِ جنوني
وجوبَ الوضوءِ بروحِ الدنانْ
- بليلِ عقابي لدهرٍ أَبيدْ -
شغوفاً للقياكِ قبلَ الأوانْ
صباحي .. يفيقُ كجرح الشهيدْ
تثاءبَ مثلّ انتظاري
بقسوةِ بردٍ كروحِ الجليدْ
ويغدو صقيعُ بنانِكِ دفئاً
كمَن حارَ يتبعُ بردَ الشفاهْ
ومثلَ سؤالِ جميع الأضاحيْ
لِماذا نكــــــون وقودَ الطقوسْ
ويقلبُ ظلفَ التساؤلِ كبشٌ
لماذا تُراقُ حياةَ الضعيفْ
ويُوْمِي خَشوعا _رجاء التقبّل_ حشدٌ لفيفْ
وكوني يمجُّ نزيزَ النشورْ
بغفلةِ ذهنِ اتقادِ الحواسْ
كـ كلّ المسارحِ هزلٌ سخيفْ
ويعلو هُتاف جميعِ الحضورْ
وباءٌ عُضالٌ بمرّ انتكاسْ
وزوج يُقرُّ بأنّي القتيلْ
بسهمِ اللحاظِ وسيفٍ سليلْ
ويُخفي لغاية نفسٍ .. وثائقْ
ونارٌ تقرّب ذبحاً عظيماُ
تقبّلَ ربّي
وإنّي أقرّبُ
وتلك السبابةُ تفتي بقتلي ..
تلفّ الزنادَ بسيلِ اللعابْ
وتشهدُ أنّي
ولا لونَ فيها يماثلُ لوني
وذاتُ الزمانِ يريدُ التجنّي
فمنذُ وُلدتُ تقرَّرَ أنّي بذاكَ الكيانِ تشكَّلَ كَوني
ولا أرضَ فوقي ولا نجمَ دوني
وماذا جنيتُ لأُدفنَ حيّاً
وذاك السؤالُ الحديثُ القديم
وتُقرعُ دوماً شفاهُ الكؤوسْ
وتغدو رحاباً صدورَ النفوسْ
ومنذ تجاهلَ ذاك الصليبْ
نداء تألُّمِ كفّ المسيحْ
يُمهّدُ بوذا دروبَ احتراقي
أسيلُ وألبسُ جسمَ الضريحْ
أوانَ الصعود وأغدو الرمادْ
ولحظةَ ضرْبِ النفير أُلبي
ضياءَ الأهلّة.. جِدُّ شحيحْ
رحيماً ..كريماً ..صدوقاً وإلاّ
ستبقى صغيراً
وإنّي سمعتُ وصايا الترابْ
فكنتُ رحيماً بتلك السماءْ
وصدقي يُلِمُّ برأسي العذابْ
وأيضا وإلاّ
حصَدتَ اليبابْ
وأنتِ الربيعُ وأنتِ الشتاءْ
وذاتُ الفصول الثلاثةِ دوماً
يحُيلُ الزمامُ لتلكَ المناجلْ
يجيبُ بعسفٍ جميعَ المسائلْ
ويكنزُ روحَ غلالِ العقابْ
يراود دفئا لـ جني الغِلالْ
ويُنضِجُ قلبي حرارةَ صَيف
يوشّي جبينَ جميعِ الفصولْ
ويجني رحيقَ أقاحي الحقولْ
يقافزُ غيمَ السماءِ الوصولْ
لأنّك أنتِ فإنّي أريدْ
لأنّك أنت فإني أكونْ