عامــــان فى الحبشـــــــــــة
الحلقة الأولى
العادات والأخلاق
وجدت الحبشة كغيرها من الأمم الشرقية متمسكة بعاداتها القديمة محافظة على تراثها وتقاليدها إلى درجة أكثر مما نحن عليه . ولم أكن أتوقع أن أرى هذه التقاليد قد تغلغلت فى جميع نواحى الحياة الحبشية حتى أصبحت بمثابة قوانين يصعب التخلص منها . فتجد أهل الميت يشيعون النعش رجالا ونساء وقد كشفت النساء عن صدورهن وأخذن فى الولولة والعويل وضرب الصدور حتى يواروه التراب ، وهم يقيمون لذكراه الولائم ويقدمون الخمر بكثرة فى الأيام الثلاثة الأول ثم السابع والرابع عشر وكل أسبوع إلى الأربعين ثم السنة ثم فى تمام السنة السابعة . وكذلك يولمون ويقدمون الخمر فى أفراحهم وفى المناسبات المختلفة كالولادة والتعميد . ونظام " النقوط " موجود عندهم . ولهم مراسم فى الضيافة طويلة ، فهم يقدمون الخمر والخبز ثم يقدمون القهوة بالملح ثلاث مرات بعد كل غلوة .
أما العلاقات بين الطبقات المختلفة مثل علاقة الخادم بسيده أو الرجل بامرأته أو الإبن بأبيه ، فتراعى فيها تقاليد مختلفة معقدة فى التحية والمجاملة ولغة الحديث والملبس وما يصح عمله وما لا يصح . وهم يحيون عادة بالانحناء ثلاث مرات مع تبادل السلامات والتحيات . ويرفع الرجل قبعته عند التحية ، وقد يتبع التحية تقبيل الوجنات وهم يقبلون بطريقة سريعة عجيبة .
سامحك الله
تبدأ بحديث شيق ثم تسكت عنه
أين التكملة
تقديري
=======================================
ولأديبتنا الموقرة ابتســــــام السيد بقية المقال حسب طلبها
عامان فى الحبشة ( تتمة )
وهم يركبون البغال لأن البغل هو الحيوان الوحيد الذى يمكنه أن يتحمل مشاق الطرق الجبلية ووعورتها ولا يجفل ولا يتعب بسرعة ، وله حاسة غريبة فى جس الأرض بحافره حتى يقدر لرجله موضعها . ولركوب البغال آداب ، منها أن يسير خدم الراكب وأهله فى ركابه حتى يُعرف قدر الراكب من عدد الذين يتبعونه . فإذا تقابل راكب البغل مع راكب آخر أعلى من طبقته وجب عليه أن يترجل حتى يسلم عليه .
وهكذا تجد التمسك بالعادات والآداب متغلغلا فى نواح كثيرة من حياتهم . والشعب الحبشى شعب مرح جدا كثير الغناء ، وقلما تجد رجلا أو امرأة لا يضرب على القيثارة . وهم أكثر الشعوب حبا لشرب الخمر يشربونها عوضا عن الماء ويقولون فى أمثالهم : " الماء للضفدع " أو يقولون : " الماء للطفل والقرد " .
والحبشى قوى الأعصاب هادئ المزاج ، يتكلم بصوت خافت لا يحرك يديه عند الكلام . والشعب فى جملته جم الأدب كثير الوقار والاعتزاز بالنفس . وهم أكثر الشعوب تحفظا فى الكلام ، لا تجد فى لغتهم لفظة ( لا ) فهم يسوفون كل شيئ بقولهم نعم غدا . " إيشى ناجا " وغدا لا يأتى .
ايشي ناجا أو بعده أتحفنا بالتكملة
جزاك الله خيراً
عسنا ما أتعبناك
تحيتي وتقديري
=======================================
فقرة مهداة إلى الأديبة ابتسام السيد
..ويظهر أنهم لجأوا إلى شرب الخمر عندما وجدوا أن الماء لايصلح للشراب طوال مدة الجفاف ( من أكتوبر إلى فبراير ) . ولا تسأل أحدهم عن شيئ إلا وجدت جوابه خالصا : لا أدرى.." إينجا " . لفظة تسلمك من العواقب . ويقولون فى أمثالهم : ليس أثقل من حب الأدجا ، ولا أضر من عشب المندجا إلا قولك إينجا . وإن التحفظ فى الكلام فيما بينهم أمر معروف فما بالك بالتحفظ من الأجنبى الذى تأصل فى أخلاقهم وجرى فى عروقهم فى عصورهم التاريخية .
تسلم على هذا الإهداء الطيب......أدب الرحلات والتعرف على عادات الشعوب وتقاليدها ممتع جدا....
أود أن أضيف ملاحظة....هم في حالة انتشاء تام وحالة من السكر الدائم من الخمر لذا هم مبتسمون دائما ولهم آناة لا يعلم بطولها إلا الله.....الذي لا اعرفه هل هم مسلمون
في انتظر التتمة لك خالص الشكر والتقدير