على الأرجح.
فإن نافذة الطموح دوماً ما تحتاج إلى قليل من التقدم لتدل على وجودها .. ورائحه الجودة فيها
وأمام معضلةٍ الواقع المريرة وعبقرية فتاة مثلي حظها (أقشر) فإن الأمر يزداد سوءاً ليصبح عدد ما أشعله من شموع الأمل أكثر
من طاقتي البشرية "المخزون النفسي " مما يضطرني إلى أخذ "سلفة" في أغلب الاوقات من طاقات أخواني وأخواتي المناظلون من شبابنا المكافح أصحاب الملفات الخضراء الموزعة في العالمين.. وطبعاً لن انسى صديقتي ودكتورتي التي أفخر بها د:نوف وأخوتي المناظلون (محمود ومعتز )الذين كثيراً ما ينامون بعد عمل شاق على سياراتهم التي بالتقسيط (مشاوير توصيل المدينة وجدة )
مع قسايم يا كثرها..مخالفات توصيل ركاب بسيارة خاصة تحت ناموسية كبيرة خوفاً من أن يمتص الطموح البقية الباقية من دمائهم..قبل أن يفيقوا على سداد ايجار الشقة التي يقطنونها وعلى المتضرر اللجوء للقضاء.
وحتى يصلوا الى درجة (آدم كامل )
عليهم بالمناظلة في كل صباح وحتى ساعات متأخرة من المساء لسداد انك مواطن تعد من شبابنا (الشريف المناضل المكافح )
والذي لا يعتمد على التوظيف الحكومي" !
وقد يمضي عمر هذا المناضل دون أن "يسدد" ما استدانه من الآخرين ، فيضطر أن يلقي بتبعات
"صبره وصمته" الأخرق على كاهل "العيال" من بعده !
...
مديرة مدرستي الثانوية مصابٌة بداء الطموح والنظال جداً ، فهي لا تكفُّ عن وقر أذنيَّ عن مبدأ أنني في مقتبل العمر ويجب أن احفر الصخر .. وأن اناضل كثيراً حتى أصل لما اصبوا له وأن لايوجد بيني وبين الترسيم الوظيفي سوى شعرة ..بعملي اقربها حتى تلتصق بي فيعلن انتصاري على (الواوا)أو كما تقوله المناضلة هيفاء(بوس الواوا)
فأنا مربية فاضلة لي عمل إجتماعي يصنع الأمم ويشحذ الهمم..وإن توقفي عن النظال سيكون إفشاءاً لوباء كبير
إشارة منها إلى تفشي داء الجهل في كلِّ مكان - ، وأن علينا تقديس كل الأشياء الجميلة في الوطن ،
ابتداءً من "ولاة الأمر" وانتهاءً (بديوان الخدمة ووزارة العمل والعمال والتربية والتعليم) !
وأن أحمد الاله على أن الديوان (رشحني ) من المتعاقدات ...
فأنا بذلك سأهز (بلح )الميزانية التعليمية بوجودي ولو كان وجود جزئي.
وعند انتهائها من مثل هذه المحاضرات في كل لقاء لي بها ، أحرك رأسي يميناً ويساراً بهدوء ، ثم أقول لها
-بكل برود- : ليذهب الوطن وديوان الخدمة ووزارة التعليم ووزارة العمل والعمال إلى الجحيم !
هذا هو نشيدي الوطني الذي أتغنى به ، ويروق لي كثيراً ، ولكنه لا يروق لمديرتنا الفاضلة دائماً ،
من يدري ؟ ربما لأن صوتي قبيح نوعاً ما ، ولكن .. لا يهم !
...
آخر الشهر الماضي ، وأنا في طريق العودة إلى غرفة المعلمات بعد انتهاء حصصي المقررة لي ، وجدتها في انتظاري ، تعلوها ابتسامة ماكرة ، فصاحت بي : أهلاً بالطش والرش والبيض المنقرش ..
قلت في نفسي : اللهم اجعله خير حوالينا ولا علينا سترك يارب!
وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث في السؤال عن حال كلاً منا ، قالت لي – بحماسٍ عجيب - : هاه ...انتهيتي من حل جميع الاسئلة التي ستاتي للإختبار لابنتي نرمين ؟
فكرتُ قليلاً ، ثم أشرتُ بيدي إلى السماء ، وقلتُ لها : الله ياخذك !
بدت على صاحبتنا علامات الدهشة ، والغضب ..
فتداركتُ حديثي قبل أن يمتد جسدها لتجلس علي وخصوصاً انهامن الوزن الثقيل فلن يشاهدني لا المارون ولا الجالسون ولا القابعون في قبورهم حيث سأختفي في ملامح فصولها الدامية واتفتفت ارباًلاتراها العين المجردة ، وقلتُ : الله ياخذك ياديوان الخدمة ووزارة التعليم لوترسمت كان عينتم خير مني !
لا أدري حقيقتاً هل فهمت أم لا ، لكني سمعتها بعدها تتمتم وتقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ضايعة ... لكن ما أقول إلا الله يهديها !
لوهلة ..
أحسستُ باليأس ، فقد بدا لي أن العرض الذي قدمته لها لم يكن مغرياً ، فقلتُ لها على الفور : "وسأضيف إلى حركة التعيينات المقامة "نفرأدبي فاشل..قاطع الرجا فيه.
ما رايك ؟ يكون سادة(بكالوريوس) ولاَّ مع التوابع(دبلوم تربوي ) ؟
أنا أفضِّل يكون سادة ، كفاية لوحده " !
حركة رأسها يميناً ويساراً، وضربة كفاً بكف ، وكالتي تقول : "مافي فايدة ، البنت دي ما منها رجا ثم انصرفة عني وهي تغمغم : "بنات هذا اليوم "..........." !!
...
خُطبةٌ قصيرة للمناضلين امثالي:
أيها الناس ..
هكذا هي الحياة ، وهذا أنا ..
من أراد أن يصمَّ أذني بشعارات الطموح والمناضلة من غير (واوا) فعليه أن يضحي من أجل هذا القدر(الواقف حالوا بملف علاقي أخضر تحت كل عمل)
ولو بحل اسئلة الاختبار لبنت المديرة نرمين !
وليأكل هو وأحفاده من خيرات تطبيله لديوان الخدمة ووزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والعمال الكسيحه ما يملأ به جوفه ووهمه !
أقولُ ما قلتُ وأستغفر الله لي ولكم ولمديرتنا المناضلة جداً !!
بقلم
نصف الروح
نسرين الطويرقي
كنت هنا وسأظل