نام الأنام ولم أنمْ
والليل طال مع الألمْ
والنفس من فرط الجوى
جفتِ الفراش لِما ألمْ
ما للهموم تنوشني
والوجد للصبر التهمْ
ولى الشباب بزهره
أبقى لنا شوك الندمْ
قيل المشيب إذا أتى
أتتِ المهابة والحكمْ
أما أنا فرأيته
جلب المهانة والسقمْ
فالحر جدد عيشه
ورأى مماته في السأمْ
واليأس أودى بالفتى
والمجد في رأس القلمْ
والفحل امسك نطقه
عن كل جارحةٍ بفمْ
يسمو الكريم إلى العلا
والنذل في اللؤم استحمْ
هلك الشعر ومات الشعرا= وبيان العرْب ويحي اندثرا
أين شوقي والمعري بلسمي= من شجا قلبي كئيبا وبرى
أين مفدي من تغنى وشدا= جاد بالحسن وألقى الدررا
وتسامى ابن حسين للعلا=فأتاه القول طوعا وسرى
ليت لي شعرا كشعر البحتري=شارق الأنوار فاق القمرا
وضليل في الفيافي شعره=قد قضى من كل حسنٍ وطرا
وزهير قد أتاني نظمه= أخضر الأفنان يبدي الثمرا
ملهم الخضراء يشدو ثائرا=أيقظ الأموات من جوف الثرى
وجرير وعتاهي إذا= سجعا باللحن يوما سحرا
ولبيد وابن هاني لاهيا=واعتلى ظهر البيان الشنفرى
فأنا اليوم كئيب إخوتي=قد جفاني النوم وانفض الكرى
لا قصيدي وزنه منتظم= ميت الألحان مكسور العرى
إن للشعر رجالا قد مضوا =ذللوا الصعب أذابو الحجرا
وبقينا بعدهم في ظلم=مثل سارٍ تاه في الأرض العرا
طال الضجرْ
فارْم الحجرْ
كسّر سكونك وانتصرْ
لا تنتظرْ
كم ذا يموت المرء من مشي الحذرْ
إن ماتسرْ
للمجد لبّاك القدرْ
مات الكريم الحر في الأغلال إن هوْ لمْ يثرْ
هيا استعدْ قينا شموخا ياعمرْ
في غيبة الأبطال من قلب الحجرْ
يا ذا الفتى
حتى متى
تعزو الهوان إلى القدرْ؟
آخ الحجارة ربما
خير من الأعراب قلب للحجرْ
ارم الحجارة إنها
إن لا مست قلب اليهود ستنفجرْ
ارم الحجارة وارمهمْ
نحو الجحيم إلى سقرْ
وامحقْ جيوش عدونا
إياك أن يبقى الأثرْ
نفسي تذوب من الأسى وأنا
أبكي فغزة تصطلي المحنا
لاإخوة هبوا ولا بطل
يحدو الجيوش ويدفع السفنا
تخشى الممات أميمة هلكت
لبست قبيل مماتها الكفنا
كر اليهود بحقدهم وبغوا
قتلوا الرضيع وأهلكوا اليفنا
هذي جراحي بالأسى نطقت
من ذا يعيد إلي بعض منى
يا يعربي لم سكت مدى
تسقى الخطوب وتشرب الشجنا
كفي بكفك كي نعيد حمى
يهفو إلينا شاكيا ورنا
يا غزة الأقحاح ليس لنا
إلا الدموع نفيضها حزنا
لما رأينا الحرب معجزة
في حضرة الأنذال والجبنا
شح الكلام بذي الشفاه وما
أجدى الكلام وما أفاد غنى
ماذا يفيد غزيتي كلم
في أمة صنديدها جبنا
خلوا التشرذم جانبا وصلوا
أهل الرباط فخطبهمْ جلل
تأبى المروءة أن يهان أخ
مابالكم إنْ إخوة قتلوا
مدوا الأكف لإخوةٍ ودعوا
عذرا إلى الألباب لايصلُ
حتى متى تبقون مثل دمى
للقرد والخنزير تمتثل
يا أمة تهوى الكلام كفى
إن الكلام يزينه العملُ
إن لمْ تقومي اليوم نحو عدى
لا قلعة تبقى ولا طللُ
لا تتركي وسط الخطوب أخا
ضاقت به الأحوال والسبل
غاب الفحول الغر يا اسفي
لم يبق إلا فتية ذلل
لوْ للدنى أسلافنا قفلوا
لعراهمُ من حالنا خجل
قالوا لنا في لوعةٍ وأسى
والدمع كالأنهار ينهمل
مابالكمْ مثل النساء أما
بين الصفوف لديكمُ رجل
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-27-2014 في 01:20 AM.
هل كتبت الشعر بالقلمِ
أم ترى سطرته بدمِ
أم سكبت الدر في ورق
وبعثت الحس في صنمِ
يافتى ميزاب أين أنا
من هدير الشعر والقسم
وبيوت الشعر تنسجها
بخيوط الصبر والألم
هاج كالبركان منطقكم
وصلى ماريان بالحمم
جدت بالياقوت تنثره
قدت شوس اللفظ باللجم
وولجت الدرب تفتحه
لمريدي الخوض في الكلم
وأتى في الليل كوكبكم
يبعث الأنوار في العتم
فالثرى والله يعشقكم
يابديع اللفظ والنغم
وبيان العرْب أنزلكم
في ذرى العلياء والقمم
حل ّ المشيب فهل يعود شبابي
وهلِ القتيل يعود بعد غياب
قلب الفتى قد حنّ نحو ظلامه
ورأى بياض الصبح رمز تبابِ
كان الشباب يريدني لصبابة
أشدو الهوى وأهيم فوق سحابِ
حتى إذا مرت مواسم بهجتي
بان الردى وأزاح كل سرابِ
صرت الغداة كدوحة مهجورة
مسكونة بالهم وسْط خرابِ
والغانيات فتلن بعد تواصل
حبل النوى وقطعن كل خطابِ
ماكنت أعرف في المشيب فجيعة
جمعت مع الأوصاب كل مصابِ
حتى وقفت على المشيب ببابه
فعرفت أن الشيب صنو يبابِ
يا مبتلى بالشيب ودع بهجة
واقطع عن الأفراح كل ركابِ
واترك لأهل اللهو كل صبابة
رحل الهيام وحان حين متابِ