قصيدة من كلّ ديوان (من أشعار أعضاء منتديات نبع العواطف الأدبية)
قصيدة من كلّ ديوان (من أشعار الأعضاء)
هذه الصفحة هي لوحة فنية من فسيفساء الشعر لأعضاء النبع الذين ساهموا
في ترقية القصيد بنبع العواطف من الغائبين والحاضرين. فبدل أن نقرأ لكل منهم
ديوانا نقرأ قصيدة سواء كانت من الشعر العمودي أوالشعر الحر .
***جلسة مريحة مع الإبداع على نغم الموسيقى الرائعة***
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
آخر تعديل تواتيت نصرالدين يوم 11-28-2018 في 08:33 PM.
مهداة إلى شاعر النخيل وربيب الرافدين الشاعر الكبير
يحيى السماوي بمناسبة إكماله العقد السادس من عمره
في 16/3/2009 سائلا الله العلي القدير أن يحفظه من نوائب الزمان
وإلى الذين غزاهم الشيب وما زالت قلوبهم غضـّة ومشاعرهم طريّة وحروفهم نديّة
**
أحقاً أنَّ موعدَنا قريبُ ؟=وهذا العيدَ تجْتمعُ القلوبُ
أمنّي النفسَ يا أملي بلقيا=وجَلْساتٍ إذا ذكِرَتْ تطيبُ
فلي قلبٌ تعلّلهُ الأماني =ويُحْرقُهُ إذا حَنَّ اللهيبُ
فذكراكِ التي قد عِشْتُ فيها=لها في كلِّ جارحةٍ دَبيبُ
وأبْدلَتُ المشيبَ لكمْ شباباً =فقلبي لا يرافقُهُ المشيبُ
لكم في قلبي الولهان عينٌ =علينا لوْ نََسَيْناكم رقيبُ
روى واخْضرَّ عودي بعد موتٍ =وعادَ كأنَّهُ غصْنٌ رطيبُ
فتحْتَ جوانحي شوقٌ جديدٌ =وبينَ أضالُعي نَبَضٌ غريبُ
وخُيِّط َفي مجالسِكُمْ لساني =وعيْني عند رؤيتِكمْ تجيبُ
سؤالٌ واحدٌ قد ظلَّ صمتاً =أجيبوا هلْ لنا فيكم نصيبُ؟
تلومُ لأنَّني طاوعْتُ قلبي؟ =وأمري بين خِلاني مريبُ
وما أسطيعُ صدَّ القلبِ عنهم =ستثقلُ كاهلي عندي الذنوبُ
تعيّرني المشيبَ وفي ضلوعي =فؤادٌ لا تروّضُهُ الخطوبُ
ويأنفُ أنْ يظلَّ بلا غرام =فتلكَ بشرْعِهِ أبداً عُيوبُ
ترفُّ جناحُهُ حيناً وحيناً =ينام على اللظى لا يَسْتجيبُ
يوشوشُ لي إذا ما رفَّ جفني =لفاتنَةٍ وللقيا وَثوبُ
ويصْرَخُ غاضباً فيغيب عقلي =وأبقى هادئاً وهو الغضوب
يُجاذبُني حواراً فلْسفيّاً =ويعجَزُ أن يحاورَهُ اللبيب
أبالشيبِ انهزمتَ ؟وبي جماح=يضيقُ بحمْلِهِ الصدْرُ الرحيبُ
فما أذنبْتَ في أمْرٍ مُريبٍ =ولا ضاعَتْ على العَفِّ الدروبُ
تمتّعْ في المشيبِ ولو قليلاً =ودعْ عنك الهمومَ إذا تنوبُ
وكنْ رجلاً لياليهِ تولّتْ =وأشرَقَ بعدها الصبحُ الطروب
ولا تسْتقْبل ِالموتَ المُخبَّى =ذليلاً خانعاً يحدوك حُوبُ
فخذ من يومِكَ الآتي نصيباً =فأنتَ لهذهِ الدنيا حبيبُ
ولا تجعَلْ مسيرَكَ في دروب =يكونُ سقوطَكَ الموتُ القريبُ
فدعْني ابتغِ الأفراحَ إنّي =أرى الدنيا بها شَرٌّ وطِيبُ
فخُذ ْ من طيبها ما حلَّ واترُكْ=مباذلَها فذا عَيْشٌ قشيب
وقلْ للائمينَ وهُمْ كثيرٌ =تخلّوا عن كبائِرِكمْ وتوبوا
للشاعر عادل الشرقي
*
أسرج لظى الكلمات في لجج المدى = واضرب حصاتك فيك كي يتوقدا
وانسج خيوط رؤاك بين أصابع = المعنى ورتّق من قصائدك الندى
خبىء غيابك فيك واصنع من لظى = المسرى لقلبك في المجرّة مرصدا
وأدرْ جناح الريح كي يهمي السَنا = كسرا فيغدو الأفق أبيض أجردا
أسرج دموعك واجترح من حزنها = المغنى وسافر قبل صوتك منشدا
دُرْ دورة الأفلاك حولك وافتح = الباب الذي من خلف ظهرك أوصدا
فزّزْ جفون الشعر من غفواتها = ولتتركنَ بها المحاجر سهّدا
ليظل شانئُك الذي أنهكت كا = هله بمحنته كسيحا أرمدا
أطلق نهارك في أتون الّليل ولــْ = ــيغدو الظلام بمقلتيك زمرّدا
فالشعر يرشف من أصابعك الرَحيــ = ــق وتصطفي الأزهار نبعك موردا
من علَم الطَيف المسافر فيك أن= يغدو بغابات البنفسج هدْهدا ؟
من علَم الأنهارحين تراك أن = تغدو فضاءً؟ يفتديك تودّدا
والصُبح إذْ يلقاك من أوحى له = أن يلتظي لهفا وأن يتنهَدا؟
سرب من الملكات جئن إليك من = بحر القصيدة يلتقينك حشَدا
يطلقْن من ضحكاتهنَ حمائما = بيضا فينفرط الهديل منضَدا
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
للشاعر صقر أبوعيدة
*
كيف أنسَى سُنبلاتٍ في عيونِكْ؟
علّمتني حبَّ شعبٍ لم يدعْ ريحاً تُهينكْ
علّمتني دفءَ ورْدِي
أملأُ الأردانَ عطراً من شجونِكْ
أرسمُ اللوحاتِ من ألوانِ بُؤسي والتّصدِّي
منْ أغاريدِ العصافيرِ التي نامتْ على شوكِ التّحدِّي
أسرجُ الأشعارَ شمعاً حين يسطُو الليلُ يَجلُو من دُجونِكْ
*****
زمَّلوني معطفاً من بحرِ حزنِكْ
هل ترينَ الدربَ يخلو من صِحابي؟
حبُّ جدّي أخرجوهُ منْ كتابي
علّموني كيف أكبو للتّردِّي
أكتبُ الأيامَ أغلالاً وأشقَى في تُرابي
إن ترَينَ القلبَ يخلُو منْ خيالِكْ
هل غريبٌ أن يخونكْ؟
*****
أسكتوني
هل ترى سيفاً يُلَوّحْ؟
في الفيافي، في المراقي، في المرامي، في المراعي، في المشارفْ
هل ترى فيها نذيراً غيرَ جارحْ؟
لا تُثِرْ ريقاً لعطشَى من عناوينِ الصحائفْ
لو ترى يوماً أساميها تُرفرفْ
لا تظنَّ البرقَ يُغرَفْ
أوْ مِنَ الأوهامِ بيتاً قد يُزخرفْ
*****
أسمعيهم نبضَ وِلْدِكْ
سقفُ طينٍ تحتَ واكفْ
من جنانِ الأرضِ يزهُو في عيونِكْ
*****
إنْ تسلْهم
قد تلاقي ما يَغيظُ النفسَ أو تبقَى تُكابِدْ
علَّموني أسكنُ القبرَ امْتثالاً
للذي يسعَى إلى بَوْسِ الوسائدْ
ما رأَى ثكلَى تُنادي خِلَّها عندَ المقابرْ
أين أولادي وأين الريحُ تهوِي بالْمُقامرْ؟
باعَ دمعي وارتَمَى في حضنِ عاهِرْ
ثم يمضي كي يُحادِدْ
شمسَ شعبٍ في ضُحاها
بل يُوالي من يجرُّ السلكَ غيظاً للأوابدْ
يتْرعُ الوديانَ ممنْ قد يصونكْ
*****
كيف أُرضِى سُنبلاتٍ في عيونكْ؟
عندما تبكي على طفلٍ يُوارِي دمعَهُ من عينِ والدْ
لم يجاوبْ حلمهُ والقيدُ غالبْ
يطلبُ الأقلامَ حتى يرسمَ المعنى وينشدْ
للأيادي الشاخصاتِ الواجماتِ الحالماتِ الهائماتِ الشاكياتِ
الراهناتِ الراغباتِ الذاهلاتِ البُؤسُ فيها والشدائدْ
من يظنُّ الشمسَ تنأَى عن ربوعِكْ
لم يبِتْ يوماً أسيراً في عرينِكْ
******
كيف أمضي؟
عندما تطفُو القصائدْ
بالأسيلاتِ اشْتعالاً للموائدْ
يا بلادي أين أمضي إذْ ترينَ الدربَ حالِكْ
يا بلاداً عوَّدْتني كيف أسمو في المهالِكْ
في فضائي أنشدُ الشعرَ الذي غنَّاهُ جُرحي
هل يقيمُ الشعرُ بيتاً في حصاركْ؟
تلكَ أحلامٌ وقد ناحتْ لها أبراجُ غصنكْ
******
كيف أمشي؟
والموانـي ألقتِ الأكفانَ إرهاصاً لنعشي
أحملُ الخيماتِ سقفاً في المدى والتّربُ فَرشي
يا بلادي أين أمشي؟
كرمُنا يهفو إلى نسرٍ بِوَكْرٍ لا يُحاشي
يمتطي نجماً لهُ والليلُ باركْ
*****
علّموني بسمةً في جَوفِها دمعٌ تَنَدَّى
حزنَ صمتٍ في جنابكْ
وابتهاجاً فيه يعدُو كلُّ حاقدْ
كيف أمشي؟
في وريدي حلمُ أمٍّ يمتطي خيلاً لبابكْ
جرحُها في كلِّ طفلٍ جاءَ من قصفِ المدافعْ
لم يكنْ يجري على أرضِ المعاركْ
*****
كيف أنسى سنبلاتٍ في عيونكْ؟
والمسافاتُ انتهتْ بين الحواجزْ
فوقَ دربي قامَ دربٌ للجنائِزْ
كيسُ رملٍ بين قلبي والمفاوزْ
لم يعدْ في صخرنِا ألوانُ كُحلٍ ظلُّها يُرضى عيونكْ
كيفَ.............؟
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه