الليلُ يا رفيقي كثيف
والسماء تكاثرتُ فيها الذنوب
ما عاد بمقدور قلبينا التحليق
وما عادت غيمات الحنين تُمطرُ سوى الدمع ..
كم تُشبهني أرض روحك
فلا فرق بين أخضري وأخضرك سوى أن يباس الحرب يلفهما بسلاسل من قهر وظلم ..
ألوذ بك ..واحتمي بمظلة حوّاسك من عصفِ موتٍ كبير
ها أنا أستدير لقِبلة عينيك كلما داهمتني شظايا الغربة
أعود بنظرة لأفياء وطن
أزرع في روحي شجرتين
نحتمي بأغصانهما حين تحرق ظلالنا حِدّة شمس .
لهذه البلاد رائحة
يختلط فيها البارود والياسمين
يُعلبون لنا الرصاص بشرائط ملوّنه
ويجعلون أجسادنا في مهب طلقة
لا أُريد الموت سوى حباً
ولا أريد من الحياة سوى قلبك
انصب لي مرجوحة بعيداً عن الحقد
واترك لي يدك تهدهدني كلما علا صوت الدمار ..
ما بهم لا يتركون للعصافير فضاء
ما بهم ينفضون اللون الأزرق من السماء
الأرض رماد
وقلوبهم رماد
وحدنا سننفضُ عن كاهلِ شوقنا غبارهم
وننجو بسنبلتينِ من الحبِ
فانحني على تربةِ روحي
ليصير عمري أخضرا ..
تتشابه المحطات
وتمضي القطارات غير ملتفتة لمقاعد الانتظار الطويل
منذ أكثر من ستين نكبة و أنا أقلِّب صفحة كتاب الأمل
علّي أحظى بمركب عودة
أو يصادفني جناح طير يعرف درب الوطن ..
يا رفيقي أنت تعرفهم
و أنا أعرفهم
هم من يفرغون ليلنا من الأحلام الوردية
يلقون بنا في آبار جهلنا
يحرقون دمنا بنيران مؤامراتهم
ويتابعون مسرحيتهم على الشاشات
كيف لي أن أمرُّ فوق جراحات العمر دون ندوب تذكرني بهزيمتنا !
وكيف لي أن أحملك شوقا على شوق
اهزم بك تعب الأرض و ..تعبي !
أحبُّ ليلك وأكره نهاراتهم الهشة ..
دعنا ننتصر
ونكتب تاريخ ميلاد جديد
وتاريخ قلب جديد
دعنا نُسيّج ساحات الحرب بالورد والرياحين
ونستبدل رصاصاتهم بالقُبل ..
سنُسقط من (الحربِ ) أوسطه
وننعم بمملكة من حبٍ كبير
أقنصُ لك كل يوم نجمة
لتسيل دماء السماء نورا بين يديك ..
دعنا منهم ..
من قلقهم
من حقدهم
من شرٍ استوطن قلوبهم
فنحن يا نصفي
عالمٌ يُكمِّل بعضه الآخر
نهران أنت ..
وأنا بين خريرهما .. أُؤسس مع كل هدرة ..وطن ..