انحياز كتاب الصف الثاني الإعدادي للغة العربية لمعين بسيسو الأديب الشيوعي
انحياز كتاب الصف الثاني الإعدادي للغة العربية لمعين بسيسو الأديب الشيوعي
(1)
خصص مؤلفو كتاب اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي الوحدة الرابعة في الفصل الدراسي الآخر لفكرة العدل، وجعلوها خمسة دروس كانت الثلاثة الأول منها مسرحية معين بسيسو "المحاكمة" التي كان موضوعها محاكمة ابن المقفع الذي اخْتُلف في قتله.
وعرّف المؤلفون الشاعر بسيسو تعريفا أدبيا فقط على الرغم من أنه اعتمد في مسرحيته على فكره الشيوعي الذي جعله يبدي أن ابن المقفع قتل سياسة وليس تدينا، فكيف لم يعرفه المؤلفون "أيديولوجيا"؟
قلت قبلا: إن قتل ابن المقفع اختلف في سببه هل هو الزندقة فيكون القتل تدينا؟ أم هل هو السياسة؟ واختار الشاعر السياسة وأغفل الزندقة، وهو حر فيما يعتقد ويرى، فما عذر مؤلفي الكتاب التربوي في اختيارهم نص معين بسيسو وانحيازهم إليه انحيازا ليس وحيدا في القضايا الخلافية في كتابهم؛ فقد تكرر انحيازهم في قضية أخرى لن أتعرض لها هنا؟
لا أدري.
هل لم يعلم المؤلفون أن الأدباء يختارون لإبداعهم الشخصيات القلقة تاريخيا كالحلاج وغيره؟ أم هل علموا وأهملوا ذلك كما يهمله الأدباء الذين يرون الأدب سيدا على كل شيء، على كل شيء؟
(2)
ماذا فعل بسيسو؟
أظهر الدولة والقضاء بشر مظهر، وانحاز إلى ابن المقفع قبل أن يبدأ الكتابة، وسأكتفي بنبذة عنه من موسوعة ويكيبديا وأخرى عن ابن المقفع، وأترك الحكم لمن يقرأ ويلاحظ.
(3)
معين بسيسو هو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926، وعاش في مصر حيث خاض تجربة المسرح الشعري. أنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948، وهو شقيق الكاتب والأديب عابدين بسيسو. بدأ النشر في مجلة "الحرية" اليافاوية، ونشر فيها أول قصائده عام 1946. التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج عام 1952 في قسم الصحافة، وكان موضوع رسالته "الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى"، وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى. انخرط في العمل الوطني والديموقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس. وفي 27 كانون الثاني (يناير) 1952 نشر ديوانه الأول (المعركة). سجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963.
كان معين شيوعيًا فلسطينيا، وصل إلى أن أصبح أمينًا عاما للحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة، وكان سمير البرقوني نائبًا للأمين العام مقيمًا في القطاع. وفي عام 1988 عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون في حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد بالجزائر حينها، وظل معين عضو اللجنة المركزية للحزب حتى وفاته.
(4)
عرفه –أي ابن المقفع- "وائل حافظ خلف" في تصديره لكتاب "الأدب الصغير" وفي كتابه "خواطر حول كتاب كليلة ودمنة"، فقال في الكتاب الأول: (كان عبد الله بن المقفع مجوسيا من أهل فارس، وكان يسمى روزبه بن داذويه، وأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح والمنصور. وأطلقوا على أبيه المقفع بفتح الفاء؛ لأن الحجاج بن يوسف الثقفي كان قد استعمله على الخراج، فخان، فعاقبه حتى تقفعت يداه. وقيل: بل هو المقفع بكسر الفاء؛ نُسب إلى بيع القفاع وهي من الجريد كالمقاطف بلا آذان. وقد مات مقتولاً، واختلفوا في سبب مقتله والطريقة التي قُتل بها وفي سنة وفاته أيضًا".
(5)
هل يعي المعلمون ذلك ويقرؤون التاريخ؛ ليصححوا أخطاء وزارة التربية والتعليم التربوية؟
أدعو الله تعالى!