مثل الطلح على شفة النبعِ
شعر مصطفى معروفي
ــــــــــــ
تسمعني الريح
إذا هي لم تتنكّبْ
لبلابة بيتي
منها أعرف أن الشرق
له جهة ثانية وقريبا
سيسير إليها
حتى يرفع عنه الكلْفةَ ويصير
طريقا مفتوحا
للكرَز خلال مواسمه
تلك اللاتقليدية ،
يرتاح دمي ساعةَ أغلقه
كي ينمو مثل الطلح على
شفة النبعِ
وأصعد من حمَإي
لكأني أقرأ دائرة تحتاج
إلى القوسِ
يؤرقني الطين المضروب
على العتباتِ
فأمتح من مددي
سمة الصمتِ
وأهتف في سمع العالمِ:
"هذا عددي
ولهيبي العذب المخضرُّ
ومشكاتي ذات النفَسِ الشاهقِ"
قبل مجيئي عند النخلةِ
كنت أشيّدُ برجا للفيضانِ
وأجري حتى آخر ظلٍّ
رهنَ يدي
ثم سكبت حماسا منقطع الندِّ
على أسئلتي الخاصّةِ...
اَلمِحنةُ تعرفني
وأنا أعرفها
إذْ لما صادفني الرجل المورقُ
في الشارعِ
قطّب في وجهي
ثم أطال النظر إلى مبنى البلَديّة.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
ويحيا قريبا منك من عنك قد نأى
إذا معه قدعشتَ ترضيكَ أخلاقُهْ
ويحيا بعيدا عنــك من أنت جاره
إذا بالأذى أصْمَتْ لك الأذْنَ أبواقُهْ
هموم الحياة تجعل المرء يهوم في دائرة مغلقة
ربما كان أسلم انفلات منها هو التوكل الصادق على الله عز وجل
سلمت حواسكم ودمتم بخير وألق
أيضا تكون الدائرة مغلقة حينما يرى الشاعر نصه الشعري يسبح في واد،وتأويل النص يسبح في واد آخر.
قد يستاء الشاعر لكنه في قرارة نفسه يرى أن الأفهام لا تكون دائما غير معطلة.
شكرا على المرور الجميل.