آخر 10 مشاركات
: يوم الجمعة .. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          حين تظلم السماء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          نسائم الإيحاء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          صباحيات / مسائيـات من القلب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          تقويـم (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ارقب عصفورا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          حبة القطائف (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          كان من الأصحاب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
منوبية كامل الغضباني من قسم اللإشراف : مرحبا بدفقكم وبكتاباتكم المنسابة كنهر رقراق****************فقط رحاء انزالها تباعا حتّى يتسنّى لنا التّفاعل معها ************ولكم ك المحبّة يا أهل نبعنا الجميل

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-01-2011, 12:49 AM   رقم المشاركة : 1
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ياسر ميمو غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 فوبيا ق.ق.ج
0 نفس كبيرة ق.ق.ج
0 حقيقة ق.ق.ج

افتراضي قصة مؤتمر العشاق

إن عناد الشمس و إصرارها على الأفول من سماء مدينةٍ ما من هذا العالم لا يُخفي وراؤه إلا رغبة

كبيرة بالتجلي والظهور في سماء مدينةٍ أخرى و إن حنينها لتلك اللحظات التي ستشارك فيها السماء

والقمر رسم لوحة الشفق الأحمر الآخاذة هو في حقيقته شوقٌ للحظاتٍ أخرى تمكنها من طبع قبلتها مجدداً على

جبين الصباح وكذلك هو حال العشاق مع الفصول الأربعة فهم لا يشتاقون لرحيل الصيف بشمسه التي تحمر

وجنتيها خجلا كلما داعبت أشعتها الدافئة سنابل القمح إلا رغبة بقدوم الخريف الذي تتساقط أوراق الشجر فيه

مصفرة من عتاب الرياح لها وما انتظارهم لرحيل الخريف إلا ترقبٌ لزيارة الشتاء المُحمل بهدايا

السماء من ودقٍ يروي ظمأ الأرض العطشى وما في ترقبهم لرحيل الشتاء إلا كل اللهفة والشوق لقدوم يومهم

الموعود في ربيعهم الأجمل ربيع العشاق يوم انعقاد أهم مؤتمر للعشاق في العالم

مؤتمر يليق به كل مديح وثناء حيث تتصالح فيه الشمس مع الأرض فلا حر ولا برد وطيور النورس مع أمواج

البحر فلا اضطراب ولا هيجان فتقبل وفود دول العشق من كل حدب وصوب وفج عميق وعلى رأس كل وفد

من تلك الوفود عاشق يحمل معه دساتير وأحلام و مبادىء دولته العاشقة هو أميرهم وخطيبهم والناطق الرسمي

بنداء أفئدتهم وأرواحهم وعقولهم هو يوم تُتلى فيه قصائد الحب والألم وتعزف فيه القلوب ألحان الشجن وتموت

هواجس الخوف والقلق و تحيا مشاعر الطمأنينة والسكينة هو يوم اجتماع العشاق في مملكة العشق الكبرى التي

أخذت على نفسها عهدا إذا ما أتى الربيع بأن تستقبلهم في إحدى لياليه المُفعمة بالدفء والنسمات العليلة في يوم

اتفقت عليه كل دول العشق رغم اختلاف فلسفة العشق لديها ولأن لذلك المؤتمر مكانته الخاصة والرفيعة في

قلوب تلك الدول فقد تحضرت له لهذا العام بشكل جيد سعياً منها في إنجاحه و إظهاره بأبهى حلة وصورة .

ما أن ضجت القاعة بالوفود المشاركة بالمؤتمر حتى أعلنت ملكة العشق بدء المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت

احتراما وإجلالاً لأرواح شهداء العشق على مرّ العصور والأزمنة ثم بعد ذلك

ألقت كلمةً قصيرة رحبت من خلالها بالمؤتمرين مًتمنية لمؤتمرهم كل

النجاح والألق ثم دعت أمير دولة العشاق الظالمين لأنفسهم وعاصمتها مدينة الرذيلة لإلقاء كلمة دولته .







يتبع




هذا وما الفضل إلا من الرحمن




بقلم.............ياسر ميمو












التوقيع

إن الدنيا تضحكُ هازئةً مُتهكمةً في وجه شُرفاءِ العالم عندما تجبرهم على لعبِ
دور الجمهور في مسرحٍ يلعب فيه السارقُ دور من يحذرُ الناس من الغرقِ في
دوامة ِ السرقة والكاذبُ دور الخطيب الدّاعي إلى تحري الصدق والظالمُ دور
من يحدثُ الناس عن عدالة السماء في أهلِ الأرض ثم لا يكون لهؤلاء الشرفاء
عند نهاية العرض سوى التصفيق من نوعٍ آخر في مسرح......قلوبهم
آخر تعديل ياسر ميمو يوم 01-01-2011 في 12:52 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 10:07 AM   رقم المشاركة : 2
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ياسر ميمو غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 فوبيا ق.ق.ج
0 نفس كبيرة ق.ق.ج
0 حقيقة ق.ق.ج

افتراضي رد: قصة مؤتمر العشاق



تقدم الأمير إلى المنبر وهو يوزع نظراته وابتساماته على جميع الحاضرين وقد تملكه اليقين بأن لكلمته التي سيلقيها

كل الصدى والأثر في قلوب المستمعين لها وكانت تلك الابتسامات والنظرات هي عنوان تلك الثقة .

جمع الأمير أوراقه بهدوءٍ وروية وبدأ يتلو كلمته بزهوٍ واغترار قائلاً :

في البداية دعوني أتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان بالجميل إلى ملكة العشق لاستضافتها لنا في رحاب مملكتها

الساحرة و إن شعبي لينظرُ بإعجاب واستحسان كبيرين اتجاه جهودها الرائعة في نثر بذور الحب في كل مكان يصل

إليه عبير عطرها الفواح باعثة الأمل بمستقبل واعد لكل عُشاق العالم واسمحوا لي أيّها السادة أمراء دولة العشق

الكرام أن أنّتهز هذه الفرصة الذهبية التي لا تسنح لنا في كل عام إلا مرة واحدة لأعبّر لكم باسمي وباسم معشر

العشاق في دولتنا عن مشاعر الودّ والشوق التي تنتابنا عند لقياكم بخير سالمين أما بعد :

أيّها السادة تلك كانت توطئة يقتضيها الواجب علينا ويفرضها منطق الكلام عندنا فلا مناص من الورود إليها قبل

عرض مذهب دولتي المجيدة في الحب و إنه ليطيب لي أمام جمعكم الكريم هذا أن أدعوكم أن تجربوا ولو لمرة واحدة

الاستجابة لنداء أهواءكم أولاً دون أن تكترثوا أو تعبؤوا بكل تلك القيود الاجتماعية والدينية والاخلاقية التي تكبل

حرية تلك الأهواء وأن تفكروا جيداً في تلك المتعة واللذّة التي نستجديها دائماً عبر التزامنا المُطلق بالقواعد المُتحررة

و المُتجددة التي يسنّها و يشرّعها لنا المُؤسس الأول لدولتنا إبليس دام لنا عونا وذخرا ونارا تنير لنا كل دروب

الظلام المودية إلى رذائل الحب والعشق ولعلّ جهودنا في هذا العام لا تكون كسابقيها فتؤتِ ثمارها في إقناعكم

بالإبحارِ معنا على متن سفينة الحب المحررة من كل ما يعيق رحلتها نحو شواطىء العشق المظلمة .

إن تلك التحفة التي يُقال لها امرأة هي التي تجبر قلوبنا على القيام بمهمة الخفقان مرتين فإذا كانت الأولى من فعل

دورة الدماء في الجسد فإن الثانية لم تأتِ إلا من قوة تأثير تلك التحفة على تلك الرحلة لتجعلها مُتسارعة مُضطربة

ثائرةً هائجةً وإذا كانت الغريزة الجنسية قد أوجدها الله عند البشر كضرورة سببية حتمية لاستمرار النسل وبقاء

النوع الإنساني على هذه الأرض فإنّها عندنا ما وجدت إلا لتكون أولاً من أهم طقوس الحب .

إننا نستقي قوانين العشق من ثقافة الجسد الجميل الآخذ بالألباب والأبصار والفاتن لكل إنسان يسري في عروقه حب

الجمال إذا ما ارتدى ثوب الأنوثة الوقحة ولأجل ذلك كثيراً ما نسعى لتلبية نداء تلك الرغبة والمضي قُدماً في طلبها

أينما كانت الفرصة مُواتية لإشباعها وسواء أسلُكت عملية الإشباع طرقاً شرعية أم لا فهذا آخر ما نفكر به أو نحسب

له حساباً أو نقيم له وزنا فالعين إذا ما عشقت ثبت لها حقُ النظر بتلذذٍ ومتعة و نهمٍ وشهوة لمفاتن ذلك المخلوق

الرائع والأذن متى عشقت كان لها أن تسكر طرباً ونشوة بصوت من تحب سواء أتنصت وتجسست لتستمع له أم

نامت على أكتاف سماعة الهاتف بعد منتصف الليل أو أن تستدعي صوته الشجي وطيفه الجميل عبر استماعها

للموسيقى الصاخب منها كقرع طبول الحرب أو الخافت منها كفحيح الأفاعي أو لأغاني ترسم ألفاظها صورة قبيحة

لمعانٍٍ أقبح وهكذا يكون التعبير عن ذوقنا في الحب فالكلمات التي ترددها القينات هي التعبير الصادق عن سرائر

أنفسنا وعن الآهات والأحزان التي تنتابنا عند غدر العشاق وعن مشاعر البهجة والسعادة التي نسعد بها عند لقاء

الأحبة وأمّا مزامير أبانا الموسيقار إبليس فهي تارة تعمل عملها في العيون فتجبرها على ذرف الدموع حزنا

وحسرة على ضياع أحلام العاشقين وتارة أخرى تعمل عملها في حركات الجسد فتجبره على الحركة والرقص ابتهاجا

وانتظارا لساعة اللقاء مع حبيب طال انتظاره .

ومنّا من يرى في الوشمِ أجلّ و أصدق تعبير عن مقام المحبوب في قلبه فيقدم أجزاءً من جسده كقرابين يتقرب بها

ممن يحب زلفى فيحفر أخاديد الألم على يديه وقدميه وكتفيه وصدره راسماً ما يعتقد أنه البُرهانٌ المُثبت بالأدلةً

على صحة دعواه في الحب ويكون ذلك الوشم المزخرف شعار حُبه الذي يتباهى به أمام حبيبته أولاً وجميع العشاق ثانياً .

ومنّا من توصل إليه شياطين الشعر من معاني الحب أرذلها و أقلها شأنا ومرتبة فينظم القصائد و يقص القصص

جاعلاً من الحب مجرد قيمة مادية محسوسة فحسب مُجرداً إياه من كل معانيه المعنوية السامية مُغلفاً تلك البضاعة

الفاسدة الرديئة بكلمات بالية وعبارات مُهترأة .

ومنا من تراوده نفسه بالانتحار إذا لم تنتهِ قصة حبه بالظفر بالحبيبة أو قالت الأقدار كلمتها ورمتها

بسهام المنية حيث تصبح الحياة عنده كالماء لا رائحة لها ولا لون ولا طعم وتُصبغُ كل الألوان عنده باللون الأسود

فلا قيمة ولا معنى لبقائه على قيد الحياة من دونها وإذا كان ذلك من حماقة الحب فإن من جنونه

وجنوحه إقدام العاشق منا إذا ما ارتمت معشوقته في أحضان أو قلب غيره إلى قتلها و إزهاق روحها

بألم ولكن بعناد بأسى ولكن بتشفي يسارع للندم لكنه يدفن ذلك الندم في مقبرة كُتب على بابها ( مقبرةُ الخونة )

إننا في دولتنا أيُها السادة لا نعبأ بمشاكل العصر ومآسيه فمفهوم الإحتلال عندنا هو احتلال قلوبنا من قلوب أرادت

استعمارها وتعذيبها ومفهوم الخيانة عندنا هو خيانة من نحب ومفاهيم الفقر والتشرد عندنا هي في افتقارنا لقلب

يستحق أن نحبه وأن نبذل له أواقتنا ودموعنا وقصائدنا هكذا هي مفاهيم الحياة عندنا تدور دورتها الطبيعية بين

كل الناس لكنها لا تأتِ إلينا إلا خاضعةً لمذهبنا في العشق على إطلاقه

وبلغ بنا الإفراط والإسراف إلى أن بات المعشوق عندنا أحب إلى قلوبنا من خالق تلك القلوب وإن ادعت ألستنا

بخلاف ذلك وما أقوالنا و أفعالنا إلا تبياناً صادقاً لتلك الحقيقة و باتت حياتنا عذابا وعقابا لنا حتى رثى أحد أجدادنا

القدامى حالنا هذه فأنشد قائلاً :

فينا تراه باكيا في كل حين مخافة فرقة أو لاشتياق

فيبكي إن نأوا شوقا إاليهم وتسخن عينه عند التلاقي

وهكذا أيّها الأمراء أتمنى أن أكون قد وفقت في بيان دستور الحب في بلادنا وسأترك لكم حرية التفكر في مذهبنا في

العشق القائم أساساَ على دعائم الحرية المطلقة وإلى لقاء آخر..........دمتم سالمين


أخوكم أمير دولة العشاق الظالمين لأنفسهم

ثم عاد الأمير إلى كرسيه المخصص له وقد انتفخت وجنتيه وكأنه قد ألقى خطبة عصماء أمام أحد ملوك الأرض أما

بقية الحضور فقد علا في القاعة صوت أحاديثهم الجانبية الخافتة والمُحتدة والتي عكست بانفعالاتها تباين واختلاف

رؤيتهم وتقييمهم لكلمة ذلك الأمير وما احتوته من أفكار ومبادىء وما قطع صوت تلك الجلبة إلا صوت مطرقةً

صغيرة بيد ملكة العشق مُعلنة انتهاء تلك الجلبة وما أن استجاب الجميع لتلك الطرقات التي حمل رنينها لحن

الصرامة والهيبة حتى قالت بعد أن شكرت أمير دولة العشاق الظالمين لأنفسهم على كلمته :

والآن أيُها السادة دعونا ننصت لكلمة أمير دولة العشاق التائبين وعاصمتها000000التوبة





يتبع








هذا وما الفضل إلا من الرحمن






بقلم........ياسر ميمو













التوقيع

إن الدنيا تضحكُ هازئةً مُتهكمةً في وجه شُرفاءِ العالم عندما تجبرهم على لعبِ
دور الجمهور في مسرحٍ يلعب فيه السارقُ دور من يحذرُ الناس من الغرقِ في
دوامة ِ السرقة والكاذبُ دور الخطيب الدّاعي إلى تحري الصدق والظالمُ دور
من يحدثُ الناس عن عدالة السماء في أهلِ الأرض ثم لا يكون لهؤلاء الشرفاء
عند نهاية العرض سوى التصفيق من نوعٍ آخر في مسرح......قلوبهم
  رد مع اقتباس
قديم 01-04-2011, 09:30 AM   رقم المشاركة : 3
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ياسر ميمو غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 فوبيا ق.ق.ج
0 نفس كبيرة ق.ق.ج
0 حقيقة ق.ق.ج

افتراضي رد: قصة مؤتمر العشاق

تثاقل أمير دولة العشاق التائبين عن تلبية دعوة ملكة العشق لإلقاء كلمة بلاده في المؤتمر وبدا في تردده وتثاقله


كمن عمل عملاً شائناً لا يريد لأحدٍ الإطلاع عليه ما دام قد أضحى نادماً على ارتكابه عازماَ على عدم العودة لمثله


إلا أن تلك النظرات الواثقة الهادئة التي قرأها في أعين أعضاء وفد دولته جعلته يلملم شتات أفكاره و يستجمع بقية


جأشه ويكمل خطواته الخجلة إلى المنبر .


بدأ الأمير خطابه بالآية الكريمة


بسم الله الرحمن الرحيم


َ(( ومَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً )) صدق الله العظيم


أما بعد :


اسمحوا لي أيّها الأحبة أن أُهديكم تلك النسمات الروحانية المُفعمة بالرأفة و الرحمة


والتي تلامس شغاف قلوبنا مع كل لحظة نقضيها في كنف تلك الآية الكريمة المعطاء


ولعمري إنها الآية التي نهتدي بنورها لمبادىء الرجوع عن خطايا العشق


و إذا كان كل أمير منكم قد أتى إلى مؤتمرنا هذا حاملاً في ثنايا فكره مبادىء دولته في العشق مُمنياً النفس بأن


تلقى تلك المبادىء منّا كل الرضا والقبول والمديح والثناء و يحذوه الأمل بقدوم يومٍ يُمسي فيه قانون دولته في


العشق منارة تهتدي بها سفن العشاق إلى شواطىء لا تعرف معاني الهجر فإننا والله الذي رفع السماء وبسط


الأرض وأجرى السحاب لا نرجو من لقياكم في هذا المساء الجميل إلا النّصح والرشاد لقوم نحسبهم من المتقين


حتى في مسائل العشق .


إن المسألة عندنا لم تكن خطيئة عشق واحدة قد سرت حُمتها المُعدية في كل أرجاء مدن العشق لدينا فحسب بل


كانت قصصا من الخطايا وكل خطيئة كان وراءها قصة وكل قصة حملت بين سطورها نعّياً لفضيلة وولادة لرذيلة


ولعلّي في هذا المقام الكريم أجد نفسي مُخبركم ببعض خطايا العشق عندنا حتى نتعظ سوياً و نتعلم كيف نتجنب


الوقوع في شراكها و لعل أهمُ تلك الخطايا و أكثرها ضراوةً وتأثيراً هي خطيئة العين العاشقة التي ماتت فضائلها


عندما باتت تلتقط صور المعاصي باسم الحب هاتكةً للأستار والأعراض ناظرة إلى ما حرم الله عليها أن تنظر


ثم تركناها تذرف دموعها تنهمر كالمطر لأجل امرأة فحسب ومتى ذُرفت دموع العشاق لأجل امرأة لا تمت لهم


بصلة القرابة ولا تحظى بمرتبة الزوجة كانت تلك الدموع ألواناً يتفنن بها الشيطان في رسم ابتساماته الساخرة


الهازئة من أصحاب تلك الدموع و لربما أتت هذه الدموع يوم القيامة عاتبة علينا لأننا لم نسكبها في الإناء الذي


كان من الواجب علينا أن نسكبها به ألا وهو إناء الخوف من الله .


وبقينا على تلك الحالة حتى أنعم الله علينا بنعمة البصيرة التي مسحت عن أعيننا غبار الشهوة المنحرفة


ولم تعدُ الشياطين تفلح كثيراً في جذب أبصارنا إلى صور العشق المحرمة علاوةً على أننا قد أمسينا نمّقت النظر


إليها لأننا تعلمنا أن لجارحة العين حقها في تذوق الجمال ولكنه الجمال الشريف الذي تُقر وتُحل شريعة السماء


النظر إليه فلا ننظر بشهوة بذريعة الحب ونحن كما نكره أن ينظر الغير إلى بناتنا و أخواتنا و أزواجنا تحت


مُسمياتٍ مختلفة فإن الغير كذلك أيضاً يكره أن ننظر إلى أهله نظرة غير شرعية تحت أي مسمى إن تلك المعادلة


قد أضحت موضع التطبيق في دولتنا .


وهناك خطيئةٌ لجارحةٍ أخرى أشار إليها شاعر المجون والهوى بشار بن برد حين قال


(( والأذن تعشق قبل العين أحيانا ) )


وهو تعبيرٌ يمثل حالنا مع تلك الجارحة إذ كانت لا تنصت إلا لكلمات عشق لا يحضر في أذهان المرء عند


سماعها إلا فساد ذوق صاحبها وسذاجة فكره ورداءة خياله ولا تستمع إلا لموسيقى تُشعرك بتُعكر صفاء


نفسك ومزاجك طيلة مدة سماعها


ورغم أن آذاننا كانت تلتقط من حين للآخر أصوات الواعظين والحكماء التي تحدثنا عن قصور نظرتنا للحياة


وعن ضعف تجاربنا إلا أنّ تلك الأصوات لم تكن لتطرق مسامعنا إلا لترتد منها كما يرتد الصوت في الفضاء رغم


أنّ سريرتنا وفطرتنا كانتا تخامرهما الشكوك حول حقيقة ما ننصت له وبتنا قوماً لا يؤمنون بخاصية الاحتراق لدى


النار إلا إذا لامستها أيديهم فإذا ما تعالى صراخهم من الألم والعذاب أدركوا حينها تلك الخاصية .


وهناك خطيئة لا نحسب أنفسنا إلا من ضحاياها قبل أن نكون من أهلها وهي ما نسميه في دولتنا خطيئة اختلال


مفهوم الأولويات في حياتنا ولعلّ تلك الخطيئة من صنع الطبيعة التي ترعرع كل عاشق فينا في كنفها وتربى في


مدارسها والتي قصرت في غرس حب الأوطّان و إرادة بناء المجتمعات والقيم والمبادىء الأخلاقية في أنفسنا


ولعلكم أيّها السادة لتذكرون ذلك الرجل الذي بعث به أحد ملوك إسبانيا أيام الأندلس ليتطلع على حال شبابها


فرأى فتى صغيرا يبكي فلما سأل عن سبب بكائه وعرف الجواب سارع بالهرب خائفا مذعورا من تلك النّفس


الكبيرة التي كان يحملها ذاك الفتى في صدره فما كان يبكيه هو بأنّ لديه سهما واحد ويخاف أن لا يقتل بها


سوى رجلا واحداً من أعداء أمته فصرف الملك رغبته عن دخول الأندلس وبعد عشرين عاما أرسله مرّة أخرى


فوجد شابا جزعا يبكي فلمّا سأل عن سبب بكائه عاد فرحا متفائلا بالنّصر إلى ملكه فما كان يبكي ذلك الشاب إلا


هجر حبيبته له فقال له بأن000 الآن حان دخول الأندلس ولعمّري كأننا من أبناء ذاك الزمان لا نفهم من الحياة إلا


كلمة العشق وكفى بتلك الكلمة تفسيرا لمعاني خيبتنا .


وهكذا كان حالنا أيّها السادة أمراء دول العشق الكرام إلى أن أنعم الله علينا بالتوبة النصوحا ورزقنا نعمة البصيّرة


فكنا وما زلنا عشاقا لكننا نسير في ضوابط شريعة السماء وكنا وما زلنا عشاقا لكننا نملك أنفسا تواقة لصور


العشق الجميلة والرّاقية مستلهمين من القاعدة الشرعية (( من اسعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه )) معاني


الصبر الجميل ما زلنا نبكي لكنه بُكاء الندامة وما زلنا نستمع لكنه استماع لأصوات الحكمة هذا ونسأل الله عزّ


وجل أن يتوب علينا وعليكم أجمعين وأنا يهدينا و إياكم إلى خير ما يرتضيه لنا.......... دمتم في رعاية الله .



أخوكم في الله


أمير دولة العشاق التائبين


لم تملك الوفود مقاومة رغبتها الجامحة بالبكاء فبعضهم أخفى دمعته كمن يخبأ كنزاً السرّ و آخرون


أطلقوا لها العنان كُل ذلك كان من وقع كلماته في أنفسهم حتى ملكة مملكة العشق أخرجت منديلها المُعطر ومسحت


به دمعة قد وجدت طريقها للتسلل خلسة من سجن قلبها إلا أنها سارعت لإنهاء تلك اللحظات الإنسانية المؤثرة


حرصاً منها على سير المؤتمر كما خططت له وقالت :


لا يسعني إلا أن أشكر أمير دولة العشاق التائبين على كلمته الجميلة


أما الآن دعونا أيّها الأحبة نستمع لكلمة لأمير دولة العشاق الصامتين وعاصمتها مدينة 000الصمت









يتبع




هذا وما الفضل إلا من الرحمن










بقلم............ياسر ميمو












التوقيع

إن الدنيا تضحكُ هازئةً مُتهكمةً في وجه شُرفاءِ العالم عندما تجبرهم على لعبِ
دور الجمهور في مسرحٍ يلعب فيه السارقُ دور من يحذرُ الناس من الغرقِ في
دوامة ِ السرقة والكاذبُ دور الخطيب الدّاعي إلى تحري الصدق والظالمُ دور
من يحدثُ الناس عن عدالة السماء في أهلِ الأرض ثم لا يكون لهؤلاء الشرفاء
عند نهاية العرض سوى التصفيق من نوعٍ آخر في مسرح......قلوبهم
آخر تعديل ياسر ميمو يوم 01-04-2011 في 09:33 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 01-05-2011, 03:19 AM   رقم المشاركة : 4
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ياسر ميمو غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 فوبيا ق.ق.ج
0 نفس كبيرة ق.ق.ج
0 حقيقة ق.ق.ج

افتراضي رد: قصة مؤتمر العشاق

لم يحرك الحضور ساكنا عندما تقدم أمير العشاق الصامتين إلى المنبر ولم يبادروا للتصفيق كعادتهم مع توجه كل

أمير إلى المنبر إحتراماً وإجلالاً منهم لبروتوكولات العشق الصامتة لدى دولته التي تنهى عن ذلك فاكتفوا بمراقبة

خطواته الهادئة وما أن وصل إلى المنبر حتى نظر إلى الجميع بخجل وحياء بادييّن على وجهه ثم استجمع قواه وقال

لهم :

أحبتي وإخواني أمراء دول العشق الكرام تحية حُب ٍعاشقة أرسلها لكم مع طيور الحب عندما تهاجر إليكم ومع

نسمات الليالي الهادئة عندما تداعب وجوهكم ومع إشراقات الصباح عندما تنثر دفئها في ثنايا أفئدتكم

أما بعد :

قال الشاعر عمرو بن أبي ربيعة يوما في وصف امرأة عاشقة أرادت أن تبوح له بسر حُبها له إلا أنها لم تختر

لسانها رسولاً لتلك المهمة بل تركتها لرُسلٍ آخرين قادرين على إيصالها بطريقة أرقى و أجمل فأرسلت عبر عيونها

إشاراتٍ ونظرات جسدت لغةً من أروع لغات العشاق الصامتين إنها لغة العيون العاشقة عندما تعرف جيداً أمام من

يجب أن تحتجب كل إيماءاتها و إيحاءاتها و أمام من يجب أن تُظهر فنونها ولأنها كانت تعرف جيداً أنه سيفهم

مغزى نظراتها إليه و أنه سيحترم ويقدر رغبتها بإرسال تلك النوعية المميزة من الرسل

فقال :

أشارت بطرف العين خيفة أهله.............إشارة محزون ولم تتكلم

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا ...........وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم


إن هذا بعض حالنا مع العشق و إن هذه القصة هي حرف صغير من كتاب تاريخ أسلافنا من العشاق الصامتين

ولعمري ما يجعل دستورنا في العشق من أرقى دساتير الحب في دول العشق قاطبة هو اشتراك الطبيعة في صوغ

قواعده وتهذيبها فالبحر عندنا هو الأمين على أسرار العشق فنبوح له بكل ما يجول في خاطرنا وما يتحسسه القلب

من مشاعر و هواجس مختلفة وتلك رياح عاصفة هوجاء تتكتم على أحاديثنا مع البحر الذي ينصت لنا و يرد على

أحاديثنا تارة بغضب شديد عندما نخبره عن سوء أحوالنا مع من نحب فترتطم أمواجه بالصخور القاسية بقسوة

وتارة أخرى نحدثه عن أيام رائعة نقضيها في ذكر من نحب فتهدأ ثورته و يرق لحالنا ويرسلُ في طلب طيور النورس

حتى تشاركه متعة الاستماع لمزيدٍ من أسرار العشق .

والشمس تحرق بأشعتها الصفراء الذهبية قصائد العشق ورسائل الحب التي نكتبها على أوراق الشجر لندون عليها كل

ما يُراود مخيلتنا من رؤى حالمة و أفكارٍ واقعية عن العشق خشية أن تقع بيد ِ أُناسٍ لا يتحسسون دفء تلك الرسائل

وشاعريتها فيدسونها بألسنتهم الثرثارة تارةً و المُستهزأة تارةً أخرى .

أما الأرض فهي ذلك الفضاء الرحبُ الواسع الذي لطالما احتضن أمثالنا فيقصد العاشق منا مكاناً قد هجره الناس

و أحاطه الهدوء من كل جانب يختلي فيه بنفسه يُحاكم قلبه بقسوة أو برحمة بصُراخ ٍ ودموع أو برويةٍ وضحكة

هو مطمئن أن أحداً ما لن يتجسس على تلك المحاكمة ويبوح بتفاصيلها .

إن الصمت أيها السادة كان وسيبقى هو الكلام الوحيد المُباح في دولتنا ما دمنا نرى فيه تفادياً حقيقياً للوقوع في

خطايا العشق ونجاةً مؤكدة من ذلك المصير الأسود الذي لقيه الكثيرُ من عُشاق دول أخرى عندما أسرفوا على أنفسهم

و أساؤوا لقضية حبهم بشططِ ألسنتهم وحُمق تصرفاتهم فأفشوا أسرار حبهم وشوهوا صورة محبوبهم الجميلة

إن الصمت هو رسالتنا إلى من نحب مفادها أننا قد أحببناك فحسب فلا تطمع بأكثر من هذا فتظلمنا وتظلم قلبك

إنه الميزان الذي نقيس به حقيقة مشاعرنا اتجاه من نعتقد بأننا نحبه فإذا ما بقيت تلك المشاعر سجينة الصدر تأكد لدينا

صدقها ومتى أشاع العاشق فينا أسرار حبه بات طريدا في دولتنا غير مأسوف على رحيله منها فالعشق عندنا فعل مباح

شريطةً أن يبقى سرا بين سريرة صاحبه و الطبيعة وفؤاد الآخر العاقلِ للغة الصمت ومتى خرج من تلك الدائرة لم يعد

عشقا يستحق الاحترام والتقدير و بات فضيحة تتناولها الألسن وتنعت صاحبها تارة بالخائن وتارة بالجارح لفضيلة

الحياء وتارة بالمتعدي على أهم مادةٍ في دستور دولتنا المجيدة .

أيّها الأحبة كانت تلك مُحاولةٌ منا لتبيان حقيقة العشق لدينا سائلين المولى عزّ وجل بأن يلقى مذهبنا عندكم كل الرضا

والاستحسان و أني لأدعوكم من جديد للتفكير مليّاً في كلمتي هذه فإذا ما رغبتم بالانضمام إلينا و القدوم لعاصمتنا

لا تنسوا أن تضعوا الأقفال على ألسنتكم وأن تتعمدوا عدم اصحاب مفاتيحها معكم ما دمتم لن تحتاجوا للاستعانة بها في

دولتنا .....أخيراً لا يسعني إلا أن أتمنى لكم ولمؤتمركم مزيداً من النجاح

والسلام عليكم

أخوكم في الله

أمير دولة العشاق الصامتين

ثم صمت الجميع ولم تصدر عنهم أيةً ردة فعل ظاهرة اتجاه كلمة ذلك الأمير فكان صمتهم بمثابة إعجاب على الطريقةِ

التي يحبها بها ذلك الأمير الخجل لقد كان صمتهم نوع من التفكير حقاً في دعوته الصادقة الداعية إلى تبني الصمت

كخيارٍ استراتيجي في أي قضية حُبٍ يتبنونها ولم يقطع هذا الصمت سوى قول ملكة العشق

والآن أيها الأحبة دعونا ننصت للكلمة الأخيرة وهي كلمة

أمير دولة العشق الجميل وعاصمتها 0000 0 0 0000000 مدينة الشريعة السمحاء

يتبع



هذا وما الفضل إلا من الرحمن





بقلم .......ياسر ميمو



















التوقيع

إن الدنيا تضحكُ هازئةً مُتهكمةً في وجه شُرفاءِ العالم عندما تجبرهم على لعبِ
دور الجمهور في مسرحٍ يلعب فيه السارقُ دور من يحذرُ الناس من الغرقِ في
دوامة ِ السرقة والكاذبُ دور الخطيب الدّاعي إلى تحري الصدق والظالمُ دور
من يحدثُ الناس عن عدالة السماء في أهلِ الأرض ثم لا يكون لهؤلاء الشرفاء
عند نهاية العرض سوى التصفيق من نوعٍ آخر في مسرح......قلوبهم
  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2011, 04:46 AM   رقم المشاركة : 5
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ياسر ميمو غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 فوبيا ق.ق.ج
0 نفس كبيرة ق.ق.ج
0 حقيقة ق.ق.ج

افتراضي رد: قصة مؤتمر العشاق

كان أمير دولة العشق الجميل أكثر الأمُراء ابتهاجاً وسروراً كان هذا الأمر واضحاً في مشيته في ابتسامته

صافحت عيونه الواثقة جميع الحاضرين كان كمن سيتلو بيان النصر قبل بدء المعركة فأمسك بالميكرفون بقوة


وثبات وقال بصوت هادىءٍ مُتزن :


بسم الله الرحمن الرحيم


(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )) صدق الله العظيم


سلام الله عليكم وأرق وأجمل التحيات أبعثها إليكم مع كل إشراقة شمس وطلعةِ قمر وإني لأشكر الله و أحمده كثيراً أن

أكرم نفسي و أطرب قلبي و أسعد روحي بلقياكم في هذا المساء الربيعي العطر فتقبلوا تحياتي و أمنياتي لكم بالحياة

الهادئة الهانئة وليرعاكم الله آمنين سالمين .

أما بعد :

إن العشق في دولكم ليباغت قلب صاحبه فٌُجاءة ويجعل خفقاته دائمة الاضطراب والتسارع كأنها ثورة مُتمردةٍ على

احتلال اللاحُب لجنباته طيلة تلك الفترة التي قضاها ذلك القلب دون حبيب يلقاه أو يذكره و تأبى تلك الخفقات أن تهدأ

ثورتها قبل أن تحقق مُرادها فتحدثُ أخاديدها من الذكريات المؤلمة أو الجميلة في قلب صاحبها .

أما العشق في بلادنا أيّها الأمراء هو ثورة لا مثيل لها في تاريخ ثورات العشق حيث ينبت العشق في قلب صاحبه كما

تنب الشجرة المثمرة في الأرض الخصبة ولعلّ هذه الكلمات لتبدو بيانا يحتاج إلى بيان فأنصتوا لهذا البيان يرعاكم الله .

إن العشق في مذهبنا لا يُولد في قلب صاحبه واسمه عشق ولا يكنى صاحبه بالعاشق فتلك مرتبةٌ تتطول الطريق

المُودية إليها فأول العشق عندنا هو شعورٌ هادىء تهمسُ به العيون العاشقة إلى قلب صاحبها لتُفشي له سراً قد

علمت وشعُرت به للتّو ولسان حالها يقول : إن العيون لتلحظ عيوناً أخرى وهي بها مُعجبة وهو ما يتمخض عنه أول

مبدأ من مبادىء العشق في دولتنا وعندنا يسمى00000الإعجاب!!!

وبعد أن تُفشي تلك العيون المعجبة بذلك السّر الجميل إلى قلب صاحبها يصبح ذلك القلب مملكة صغيرة تسكنها مشاعر

وأحاسيس تريد الخروج من سجن الشعور الصامت إلى حرية الكلام المباح وهنا تأتي الشريعة السمحاء لتهذب تلك

المشاعر والأحاسيس ولتعلمها بأن الطريق المودية إلى الخروج من تلك المملكة تبدأ من قرع أبواب مملكة آخرى

تدعى مملكة الأسرة وأنه قد كتب على أبوابها : يمنع دخول أصحاب المشاعر والأحاسيس التي تنتمي

لقبيلة0000الخائنين!!!

وهنا تنتظر الروح نتيجة امتحان قلبها فإذا ما خذلته مشاعر وأحاسيس من أُعجب به أو لم ينل رضى و قبول أهلها لم

يكن ذلك عنده بالخطب الكبير الجللّ والذي لأجله تُذرف العبرات ويحزن القلب وتئن الروح وتظلم الدنيا في نفس

صاحبها لأنه لم يكن ولو للحظات قليلة عاشقا لها ولم ترتق نفسه إلى مرتبة النفس العاشقة بل هوالعشق في مهده

بل هو في نهاية المطاف إعجاب لم يعرف بعد معاني العشق وبنات القلوب .

وأما إذا لقيت هذه المشاعر كل الرضا والقبول من الآخر و فتحت مملكة الأسرة أبوابها لذلك المُعجب تنتهي مرحلة

الإعجاب لتبدأ مرحلة أخرى تُبنى من خلالها دعائم قوية وراسخة للمملكة حُب ٍ سيعيش في كنفها العاشقان

وفي الشريعة السمحاء تُدعى تلك المرحلة ِ بالخطبة حيث تتلاقى الأرواح وتفشي المشاعر والأحاسيس أسرارها إلى ذلك

الآخر لينتهي بذلك دور العيون المعجبة لتبدأ النفس المعجبة بالبحث عما يعجبها في الآخر من ملكات وفضائل ونفحات

إيمانية ومسحات من الجمال المُباح قد أُباح الشرع النظر إليها .

وهنا تبدأ عمليةُ بناءٍ لجُسورٍ من الثقة المتبادلة عبر لقاءاتٍ و أمُسياتٍ مُميزة تجمع بين الأهل ُ والأحبّة وتُسرب من

خلالها العيون العاشقة برسائل الفؤاد إلى الفؤاد وهمساتِ الروح إلى الروح وهواجس النفس إلى النفس تتدخل حكمة

الأهل لإضفاء طابع العقلانية على أجواء تلك اللقاءاتِ والأمُسيات لترسم لها طريقا مستقيما لا تخرج عن حدوده

وتارة يتدخل الشعر ليجعل من العاشقين عاشقين و ...................شاعرين .

وعندما يشعر العاشقين أن مملكة حُبهما قد باتت قلعةً حصينةً منيعة وشجرةً باسقةً أضاربةٌ جذورها أعماق الأرض

مُثقلةً بالثمار الطيبة في انتظار ٍ موسم الحصاد عندها تصبح الروح والقلب والجسد في حالة اشتياق ولهفة لروح

وقلب وجسد آخر ليكون الوعد هو التلاقي والمكان هو المملكة الزوجية والزمان هو يوم عيد ميلاد عشق جديد في

مملكتنا وكل هذا برعاية كريمة من شريعة السماء وما نسيت أو تناست القلوب العاشقة البوح به في الخطبة يصبح

بالإمكان البوح بها في هذه المملكة الزوجية دون خوف أو ترقب .

وهكذا أيّها الأمراء تمضي بنا سفينة العشق في مُحيطات وبحارٍ آمنة لا نخشى على أنفسنا من ريح الرذيلة والفضيحة

ما دمنا لا نلقي بمرساتها إلا على موانىء الفضيلة .

إنها فلسفة تعبر عن حقيقة العشق في بلادنا الذي يبدأ بالإعجاب مرورا بالتعهد والرعاية لشجرة العشق وصولا إلى

المملكة الزوجية فإذا ما أثمرت هذه الشجرة سمي أصحابها عشاقا وكانت حياتهما سويا في المملكة الزوجية هي العشق

في أتم وأبهى صورة يتجلى بها .

إنه العشق الذي تنعم به الروح وتهنأ النفس ويسعدُ القلب هو العشق الذي تقرّه فضائل الإنساني وشريعة000السماء .

أقول قولي هذا و استغفر الله لي ولكم سائلاً ذاته العليّة القديرة أن يملاً حياتكم بالسعادة والحب .

أترككم برعاية الله وحفظه ......................والسلام عليكم

ثم كان الصمت هو سيد الموقف فالجميع أصيب بالارتباك في مشاعره وأفكاره من كلمة أمير دولة العشق

الجميل وما قطع هذا الصمت إلا تصفيق حار مُفاجىء مُفعم بالحماسة والسعادة لكلمة هذا الأمير العاشق

وقد بدا الإعجاب في عيونهم لكلمته وكأن كل أمير عاشق منهم قد أقرّ في نفسه مبادىء ذلك المذهب في العشق ولولا

أعراف وقوانين العشق في بلادهم لهاجروا إلى دولة العشق الجميل ويبدو أن ملكة مملكة العشق قد عرفت بعض

سرائر نفوسهم العاشقة ولذلك بادرت إلى إنهاء المؤتمر بكلمات رقيقة أعطت بها كل الأماني والآمال لكل أمراء العشق

والوفود القادمة معها .
حيث قالت : أختم هذا المؤتمر الجميل و أنا في غاية السعادة والبهجة بتلك الأجواء الدافئة التي أحاطت بمؤتمركم هذا

و إن نفسي تائقةٌ مُشتاقة للقاء بكم مُجدداً في العام المقبل وكلي ثقة بأن كل أميرٍ منكم و وهو يحزم حقائب السفر من

أجل العودة إلى يُفكر ملياً بكلمات بقيةِ إخوته الأمراء الذين ألقوا كلماتٍ بينت بشفافية ٍ ووضوح ومبادىء الحب

والعشق في بلادهم وإلى لقاء قريب إن شاء الله تعالى والمكان هو مملكة العشق والزمان هو ربيع العشاق والمناسبة


مؤتمر الحب والسلام ...................مؤتمرالعشاق .









تمت بعون الله و أتم رعايته












هذا وما الفضل إلا من الرحمن






بقلم.................ياسر ميمو












التوقيع

إن الدنيا تضحكُ هازئةً مُتهكمةً في وجه شُرفاءِ العالم عندما تجبرهم على لعبِ
دور الجمهور في مسرحٍ يلعب فيه السارقُ دور من يحذرُ الناس من الغرقِ في
دوامة ِ السرقة والكاذبُ دور الخطيب الدّاعي إلى تحري الصدق والظالمُ دور
من يحدثُ الناس عن عدالة السماء في أهلِ الأرض ثم لا يكون لهؤلاء الشرفاء
عند نهاية العرض سوى التصفيق من نوعٍ آخر في مسرح......قلوبهم
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
توبة العشاق / أبيات منسوبة لمجنون ليلى عبد الرسول معله اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 3 02-22-2010 10:21 AM


الساعة الآن 07:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::