قضايا فى صميم الفكر الاسلامى > الوصول للحقيقة من وجهة نظر اسلامية
قضايا فى صميم الفكر الاسلامى >الوصول للحقيقة من وجهة نظر اسلامية/ طارق فايز العجاوى
طارق فايز العجاوى
واقعا الطريق المصل للحقيقة عند مفكرى وعلماء الاسلام له سبيلين الاول النقل وفيه الصحة وهو قطعى الدلالة المثبت منه والثانى الادعاء ويجب فيه الدليل البينة على من ادعى وعليه فالمعروض من القضايا والمراد فصلها والحكم بها فهى اما خبرا منقولا والاخرى هو ادعاء الانسان بامر ما مقتصرا على نفسه بمعنى لم يتم بها النقل عن اخرين الملاحظ ان شرعنا الاسلامى اشترط تحقيق التوازن بين الخبر وناقله وبها يتم البحث للوصول الى الحقيقة بما هو مطروح من قضايا فاذا تم التثبت من صحة النقل وتلاشى الشك وصلنا الى اليقين فى صحة الخبر وعندها اشترط العلماء ان لا يكون الخبر ذا دلالة قطعية اما اذا وصل لنا الخبر عن طريق دعوى تمت من قبل انسان عندها تجب المطالبة فى البحث عن ادلة علمية هدفها كشف صحة الادعاء الشاهد ان الشرع الحنيف وضع ضوابط دقيقة فى التقصى والوصول للحقيقة بمجمله يحقق قيم جليلة هدفها احقاق الحق وازهاق الباطل وهذا غيض من فيض من قيم الاسلام الموافقة بالحكم للفطرة الانسانية السليمة فانعم بالاسلام وانعم بقيمه ليس بالمجمل نقول ان الدعاوى مختلفة ومتفاوتة فنرى ان الاسلام طالب بادلة للثبات تتناسب مع كل منها فمثلا اذا كانت الدعاوى تتعلق بالاشياء المادية البحتة عندها يتطلب الاثبات براهين علمية محسوسة واضحة المعالم اما الدعاوى المتعلقة بالمجرد كالمنطق او النفس الخ يتطلب ذلك مسلمات البراهين القانونية اما الدعاوى المتعلقة بالاصول والحقوق المدنية يتطلب اثباتها البينة والحجة ( البينة على من ادعى ) وعليه فوجود الدليل الثابت والمثبت تصبح الدعوى ثابتة ذات حقيقة علمية فالدليل فى الدعاوى فاقدا قيمته ما لم ينسجم معها فى النوع والطبيعة فانعم بالاسلام وانعم برسالته التى ملئت الدنيا عدلا