يتعجب الناس من الثواب الإلهى للمؤمنين في الدار الآخرة . يتعجبون من أنهار اللبن والعسل والماء الزلال والخمر ..ويتعجبون من ثمارٍ قطوفها دانية ويتعجبون من حورٍ عين مقصوراتٍ في الخيام..فلماذا نؤجل التعجب إلى اليوم الآخر ؟ ...إن كنت تتعجب من الأمر الخارق للعادة فلماذا لا تتعجب الآن ؟
أنا في رأيى ، إذا خلق لى ( أحدٌ ) المحيط الهادى بكل ما فيه من ماء وكائنات..وقيل لى إنه خلق أيضا نهرا من لبنٍ فإننى سأصدقه بلا تردد . وإذا خلق لى ذلك ( الأحد ) جبالا وأنهارا وجزرا خلابة وحدائق ذات بهجة فلن أتعجب إذا أُخبرت بأنه هونفسه خلق حورا عينا مقصوراتٍ في الخيام !..
إننى أتعجب مما تراه عينى أمامى في هذا الكون . أتعجب عندما أرى كوكبا قطره اثنى عشر ألف كلم ، مبنيا من التراب والرمال والماء والصخور والجبال والحمم البركانية ..إلخ ويدور بكل هذا الثقل حول محوره ليعرّض كل أجزائه لشمسٍ وهاجة ،، يفعل ذلك بكل دقة منذ أربعة مليار عام ولم يكل أو يمل يوما واحدا !..أفأترك هذا المشهد أمامى وأتعجب من نهر خمرِ أو ثمارٍ قطوفها دانية ؟!
إن من يرى بأم عينيه ملايين الكواكب والشموس والأقمار في الفضاء لا يتعجب أبدا من وجود جنةٍ عرضها السموات والأرض..ولا يتعجب بأن بارءها سيكرم نزلها بما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر !