إسمي كُثيّر بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمي هي جمعة بنت الأشيم الخزاعية.
وقد كنت شاعراً متيماً بحبيبتي (عزة) ،وأنا من أهل المدينة،مع أن أكثر إقامتي كانت بمصر.
ولدتُ في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والدي وأنا طفلٌ صغير السن وكنت منذ صغري سليط اللسان. وكفلني عمي بعد موت أبي وكلفني رعي قطيعٍ له من الإبل حتى يحميني من الطيش وملازمة سفهاء المدينة.
واشتهرتُ بحبي لعزة فعرفتُ بها وعرفت بي، وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب.وقد كنيتها في شعري بأم عمرو وكنتُ أسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
وسافرتُ إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها، وفيها صديقي عبد العزيز بن مروان الذي وجدتُ عنده المكانة ويسر العيش.
وتوفيتُ في الحجاز أنا وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
(مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس)
وفيما يلي عينات من شعري في عزة:
يَقُولُ العِدا يا عَزَّ قَدْ حَالَ دُونكُمْ= شُجَاعٌ على ظَهْرِ الطَّريقِ مُصَمِّمُ
فقلتُ لها واللهِ لو كانَ دونكمْ= جَهَنّمُ ما راعَتْ فؤادي جهَنّمُ
وَكَيْفَ يَرُوعُ القلبَ يا عَزَّ رائعٌ= ووجهُكِ في الظَّلماءِ للسَّفْرِ معلَمُ
وما ظَلَمَتْكِ النَّفْسُ يا عَزَّ في الهوى= فلا تنقمي حبّي فما فيه مَنقمُ