ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923،في بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.
امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.
وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق .
وقد أثر في حياتي بشكل ٍ كبير بعضُ الأشخاص :
أبو خليل القباني وهو عم والدي ، والذي يعد من أوائل المبدعين في فن المسرح العربي.
أخي صباح قباني وكان يُشغل منصب مدير الإذاعة والتلفاز السورية .
وصال ،توفيت وهي ما زالت في ريعان شبابها بمرض القلب .
الدراسة والعمل :
نلت شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق، وتخرجت في العام 1945 من كلية الحقوق في الجامعة السورية.
عملت بعد تخرجي كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في عدة مدن منها القاهرة، مدريد، ولندن.بيروت وفي العام 1959 بعد اتمام الوحدة بين مصر وسوريا، عُينت سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين . وبقيت في الحقل الدبلوماسي إلى أن قدمت استقالتي في العام 1966 .
انتقلت إلى بيروت حيث أسست دار نشر خاصة تحت اسم منشورات نزار قباني. بدأت أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقلت إلى الشعر العمودي، وساهمت في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير.تناولت كثير من قصائدي قضية حرية المرأة. تناولت دواويني الأربعة الأولى قصائد رومانسية.
وكان ديوان قصائد من نزار قباني الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعري ، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة خبز وحشيش وقمر التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. تميزت أيضاً بنقدي السياسي القوي، ومن أشهر قصائدي السياسية هوامش على دفتر النكسة 1967 مـ التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. ومن أهم أعمالي حبيبتي 1961 مـ، الرسم بالكلمات 1966 مـ و قصائد حب عربية 1993 مـ.
حياتي الشخصية :
تزوجت مرتين:
الزواج الأول :من قريبتي وهي زهرة آقبيق وكان لي منها الأبناء هدباء و توفيق
لم يدم الزواج بيننا، وتم الطلاق.
توفيق توفي بمرض القلب وكان عمره انذاك 22 عاماً وكان طالباً في كلية الطب بجامعة القاهرة .
هدباء توفيت في نيسان 2009 مـ
كانتلي علاقة حب مع كوليت خوري قبل زواجي من العراقية( بلقيس الراوي) و ذكرت ذلك في روايتها الشهيرة (أيام معه1958( مـ.
الزواج الثاني :
تزوجت من بلقيس الراوي عام 1969مـ ,وكان لي منها من الأبناء زينب وعمر
قُتلت بلقيس في انفجار السفارة العراقية ببيروت في 15 كانون الأول عام 1982 مـ حيث حمّلت الوطن العربي كله مسؤولية قتلها .
بعد وفاة بلقيس رفضت أن أتزوج.
الوفاة :
توفيت في لندن اثر نوبة قلبية في 30 أبريل/نيسان 1998 عن عمر يناهز الـ 75.
ودفنت في دمشق , حسب وصيتي بعد أربعة أيام من وفاتي في منطقة باب الصغير.
أنا والشعر :
بدأت بكتابة الشعر وعمري 16 عاماً ، وأصدرت أول دواويني( قالت لي السمراء )عام 1944 في دمشق حين كنت طالباً بكلية الحقوق، وطبعته على نفقتي الخاصة. ولي عدد كبير من الدواوين، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبتها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها (طفولة نهد) ، (الرسم بالكلمات )،( قصائد) ، (سامبا) ، (أنت لي)
ولي أيضاً عدد من الكتب النثرية أهمها : (قصتي مع الشعر) ، (ما هو الشعر) ،( 100 رسالة حب).
يعتبر كتابي ( قصتي مع الشعر) السيرة الذاتية لي .. حيث كنت رافضاً مطلق الرفض أن تكتب سيرتي على يد أحد سواي !
طبعت جميع دواويني ضمن مجلدات تحمل اسم) المجموعة الكاملة لنزار قباني) .
محطات ونقلات نوعية :
** خبز وحشيش وقمر :
قصيدة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت رجال الدين في سوريا ضدي ، وطالبوا بطردي من السلك الدبلوماسي ، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري وكنت أول شاعر تناقش قصائده في البرلمان .
** هوامش على دفتر النكسه :
قصيدة هوامش على دفتر النكسة .. أثارت عاصفة شديدة في العالم العربي ، وأحدثت جدلاً كبيراً بين المثقفين العرب .. ولعنف القصيدة صدر قرار بمنع إذاعة أغانيَّ وأشعاري في الإذاعة والتلفزيون .
** حرب تشرين :
في عام 1974 مـ كتبت قصيدتي الشهيرة التي أتفاخر فيها بالنصر وحبي لدمشق.
بلقيس :
رثيت زوجتي بلقيس بقصيدة حملت إسمها ،وعدها النقاد من عيون الشعر الحديث
** في عام 1990 صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدتي "عند الجدار " من مناهج الدراسة بالصف الأول الإعدادي لما تتضمنه من معاني غير لائقة .. وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه كثير من الشعراء .
كنت أميرَ الشعر الغنائي:
على مدى 50 عاماً كان أهم المطربين العرب يتسابقون للحصول على قصائدي. ومنهم:
*طلال مداح : متى ستعرف كم أهواك , جاءت تمشي باستحياء والخوف يطاردها , لحن طلال مداح .
*أم كلثوم : غنت لي أغنيتين : أصبح عندي الآن بندقية، رسالة عاجلة إليك .. من ألحان محمد عبد الوهاب.
*عبد الحليم حافظ أغنيتين أيضاً هما : رسالة من تحت الماء ، و قارئة الفنجان من ألحان محمد الموجي .
*نجاة الصغيرة 4 أغان أيظن، ماذا أقول له، متى ستعرف كم أهواك، أسألك الرحيلا, . والقصائد الأربع لحنها محمد عبد الوهاب .
*فايزة أحمد : قصيدة واحدة هي : رسالة من امرأة من ألحان محمد سلطان .
*فيروز : غنت لي وشاية ، لا تسألوني ما اسمه حبيبي من ألحان عاصي رحباني .
*ماجدة الرومي :بيروت ست الدنيا ، كلمات، مع جريدة ، أحبك جداً
*كاظم الساهر : غنى لي عدداً من القصائد : إني خيّرتك فاختاري ، زيديني عشقاً ، علّمني حبك ، مدرسة الحب، قولي أحبك ، أكرهها ، أشهد ، هل عندك شك...
*أصالة : غنت لي قصيدة إغضب,القصيدة الدمشقية.
*عاصي الحلاني : غنى لي قصيدة القرار .
*لطيفة التونسية : غنت لي قصيدة ياقدس وتلومني الدنيا" .
*إلهام المدفعي: غنى لي قصيدة بغداد.
نموذج من شعري:
بلقيس
شُكراً لكم ..
شُكراً لكم . .
فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
- إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
يا غجريَّتي الشقراءَ ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..
بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ
بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..
بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..
بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني
بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة
أيها الشاعر نزار قباني . أريد أن أعرف لماذا لك أعداء أهو نتيجة عدم فهمك أم نتيجة حسد ؟.
سؤال ثان . أأنت باختيارك المرأة محور شعرك يعود لمكانتها عندك ، أم لأنها نقطة ضعف المجتمع الشرقي فأردت ضربه في تلك النقطة ؟ .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
مرحبا نزار ، قلت : قُتلت بلقيس في انفجار السفارة العراقية ببيروت في 15 كانون الأول عام 1982 مـ حيث حمّلت الوطن العربي كله مسؤولية قتلها .
سؤالي الأول :هو ما السبب الذي جعلك تحمّل الوطن العربي مسؤولية مقتل بلقيس ،
سؤالي الثاني و ارجو ان لا يتسبب لك بالإحراج : قلت في احداى قصائدك
الـحـب لـيـس روايـــة شـرقـيـة =بـخـتـامـهـا يــتـــزوج الابــطـــال
لـكـنـة الابــحــار دون سـفـيـنـة =وشعـورنـا ان الـوصــول مـحــال
هو ان تظل على الاصابع رعشة =وعلى الشفاة المطبقات سـؤال
ألا ترى أنك في هذه الأبيات لم تصب الهدف و قمت بايصال فكر تافه للشباب العربي و خاصة من يقرأ لك و يحسب أنك شاعر ( أديب ) و يترتب عليك تحمل مسؤولية ما تكتب و تقول ،
ثم في البيت الأخير حين قلتَ : هو أن تظل على الاصابع رعشة و على الشفاه المطبقات سؤال ، هل أردت أن تقول لنا أن في حال انتقلنا إلى مرحلة الوثاق الشرعي الديني في الحب نفقد الرعشة و أن الشفاه المطبقات لن تعد شهية كما في السابق،
مع احترامي الشديد لك يا نزار لكني وجدتُ بأنك تسببت ففي ضياع جيل كامل بسبب أشعارك الغير مدروسة و الغير مسؤولة و قمت بزرع فكر بالي لا يليق بالحب الشرقي ( الحب الأجمل في الكون كله ) أنت شوهتَ المفاهيم ،
فما قولك...؟!
أستاذي محمد سمير شكرا لك ( فشيت خلقي بنزار من زمان نفشي فش خلقي بيه)
رمضان كريم و ينعاد عليك
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
شاعرنا نزار قباني . أسفا لقد كنت عملاقا ، و من لم يصل اليك راح يرميك بحصى لكنها لن تمسك و لن تصل اليك ، و سترتد عليه . انك العبقري ، و ليس كل من هب ودب يفهمك . شكرا لك لقد عريت المجتمع الشرقي و فضحته ، فأسست لثقافة كشف الداء بغية معالجته .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
قيل عنك شاعر حر متمرد وجد في موضوع المرأة ضالته واعتبره الاهم ولم يقدمها باعتبارها إنسان بل ليعرضها على الفترينات لأنه وجد في البيئة الاجتماعية المكبوتة فرصته لأستخدام التعابير في الجنس والجسد والشهوات
حياته مليئة بالتناقضات نسف بكل جرأة جملة من البتى التقليدية التي إعتاد عليها الناس
أيها الشاعر نزار قباني . أريد أن أعرف لماذا لك أعداء أهو نتيجة عدم فهمك أم نتيجة حسد ؟.
سؤال ثان . أأنت باختيارك المرأة محور شعرك يعود لمكانتها عندك ، أم لأنها نقطة ضعف المجتمع الشرقي فأردت ضربه في تلك النقطة ؟ .
.............................
الأستاذ الفاضل العربي حاج صحراوي
بالنسبة لسؤالك الأول :
كل مبدع لا بد من أن يكون له حساد ونقاد ،وأنا شققت طريقي في الشعر وحددت هويتي باختياري ،وسماني الناس شاعر المرأة ،لكن مع أنه كان لي حساد يعدون على أصابع اليد فإنه كان لي مريدون يعدون بالملايين.
أما سؤالك الثاني:
أنت أجبت على سؤالي :
لو رجعنا إلى أربعينات القرن العشرين ،هل كان الرجل يرى من المرأة حتى وجهها ؟ كلا
أنا تحديت المجتمع ودعوت إلى تحرر المرأة من عبوديتها .فالمرأة هي صانعة الرجال فإن ظلت عبدة فلن تربي إلا عبيداً
............
أشكرك على المشاركة في محاكمتي
تحياتي العطرة
نزار قباني .. كنت فذا حين كتبت عن المرأة .. وكنت فذّا حين اتجهت للسياسة
بعد مقتل بلقيس .. ما المشترك الذي جعلك فذا في الحالتين
أهو أسلوبك المتميز أم لغتك الفريدة
أم أن الأولى مهّدت للثانية
رحمك الله
.........................
الأستاذ الفاضل مصطفى السنجاري
في الحقيقة كان موت بلقيس فاجعة أثرت علي حتى مماتي لأنها المرأة الوحيدة التي أحببتها حد التوحد معها .وأنت كشاعر تعلم أن المعاناة تولد الإبداع ، والمصائب تفجر شاعرية الشعراء، فيخرجون أجمل ما في قرائحهم من إبداع .
وبالنسبة لسؤالك فإن الإثنتين (الأسلوب المتميز واللغة الفريدة) جعلاني فذاً في الحالتين
...........
أشكرك كثيراً على مشاركتك القيمة في محاكمتي
تحياتي العطرة