قد يكون التحول لتبني طرق حياتية صديقة للبيئة صعبا في بدايته، إلا أن صعوبته ستتلاشى، عندما يدرك الفرد مدى الفائدة التي يحققها له هذا التحول، لا سيّما على المستوى الاقتصادي، الذي سيصبح أكثر فاعلية وإنتاجية.
إن تحول المجتمع لتبني طرق صديقة للبيئة، يتطلب وجود العديد من العناصر المختلفة، فمثلا يجب على الحكومة، أن تتخذ إجراءات تشجع وتحمي البيئة، وتسهل عملية تحول أماكن العمل إلى أماكن أكثر صداقة للبيئة.
ويجب على أصحاب الشركات والمصانع، أن يتبنوا قدر الإمكان، استخدام مصادر طاقة صديقة للبيئة، كما ويتوجب على الأفراد أيضا، القيام بواجبهم من خلال تقليل استهلاكهم للطاقة، ووسائل النقل التي تطلق عديدا من الغازات الملوثة للجو.
إن القيام بهذا التحول، سيؤدي إلى توفير في النفقات، وإيجاد فرص عمل جديدة، الأمر الذي سيجعل المجتمع يعيش في بيئة نظيفة، تساعده على التمتع بصحة أفضل، ومن ثم يصبح أكثر إنتاجية.
ومن فوائد التحول لتبني طرق حياتية صديقة للبيئة أيضا:
• إن تبني طرق صديقة للبيئة، يحتاج لإيجاد تقنيات جديدة، التي بدورها تحتاج لعقول إبداعية لتصميمها، الأمر الذي يعني إتاحة المزيد من فرص العمل.
• تساعد فرص العمل الجديدة، على زيادة عدد الموظفين، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة التوفير والإنفاق، وبالتالي حدوث نمو اقتصادي ملحوظ.
• لن تقتصر فوائد هذا التحول، فقط على الشركات التي تدعم البيئة، وإنما ستستفيد أيضا المصانع التي تنتج المواد، التي تستخدم من قبل تلك الشركات.
إن تبني المجتمع لطرق حياتية صديقة للبيئة، سيعمل وبشكل غير مباشر، على إنعاش الاقتصاد، وذلك من خلال ما يلي:
• سيعمل الموظفون في أماكن عمل أكثر صحة، وذلك يتم على سبيل المثال، من خلال تخفيض حجم استهلاك الشركات والمصانع للطاقة، التي تسهم بتلويث الجو، ومن خلال توفير النباتات الخضراء، التي تزيد من إنتاجية الموظفين حسب ما تشير الدراسات.
• إن تبني أفراد المجتمع لطرق صديقة للبيئة، سيعمل على جعلهم يخفضون من استهلاكهم للطاقة والماء، وسيشجعهم على الاعتناء بزراعة حدائقهم المنزلية، إن وجدت، الأمر الذي سيوفر عليهم الكثير من المال، الذي سيكون بإمكانهم إنفاقه في مجالات حياتية أخرى.
• إن الاعتناء بالبيئة، سيخفض من نسب التلوث الموجودة في الهواء، الأمر الذي سيتيح للناس استنشاق هواء نقي. وفي الوقت الذي قد يبدو هذا الأمر غير ذي أهمية للبعض، إلا أن الدراسات أثبتت، أن استنشاق الهواء الغني بالأكسجين، يعد عاملا أساسيا لصحة الفرد. ومن المعلوم أن وجود مجتمع صحي خال من الأمراض، يكون أكثر إنتاجية، إلى جانب أنه سيعمل على تخفيض الضغط عن القطاع الطبي.
وفي الوقت الذي قد يتطلب الانتقال لتبني طرق وعادات صديقة للبيئة زيادة في الإنفاق، إلا أن هذا سيقتصر فقط على بداية الانتقال. ليحصل الفرد على الكثير من الفوائد الحيوية والمهمة، بعيدة المدى. ولكون هذه الفوائد ستشمل جميع أفراد المجتمع، فإنه ينبغي على الجميع؛ من حكومات وأفراد، التعاون للوصول إلى مجتمع أكثر صداقة للبيئة.
علاء علي عبد
عن موقع: Bright Hub