الصداقـة الافتراضيــة.. واقع قد يسبب الكثير من الالم
تمارا يوسف المراعبة
الصداقة علاقة اجتماعية قائمة على الود والتعاون و الاحترام المتبادل سواء كانت بين شخصين من نفس الجنس أو من جنسين مختلفين، فمنذ أن يكون الطفل في سنواته الأولى في المدرسة، يعتاد أن يطلق لفظ صديقي / صاحبي على كل من يدرس معه في نفس الصف، بغض النظر إن كانت تربطه به علاقة مميزة أم لا، ولا يختلف الأمر بعد ذلك ، فـصديقك /صاحبك يصبح شخصا يدرس معك في الجامعة أو يعمل معك في نفس المكتب،فعند تفكيرك بالموضوع تجد أن كل شخص تربطك به علاقة اجتماعية تدعوه صديقا.
ففي زمن بات فيه للتكنولوجيا أصوات صداحة، وعالم أصبح مهووسا بتقنيات العصر، أبرزها، الحاسوب والانترنت، ظهر مفهوم الصداقة بصورة جديدة حديثة مواكبة للتكنولوجيا ولتقنيات العصر ليصبح هناك الصداقة الافتراضية (الالكترونية). ويقول مختصون أن هناك ظاهرة جديدة بدأت تسجل في علم النفس، تتعلق بـإيذاء المشاعر الافتراضية وذلك عندما يتعرض شخص ما للرفض على مواقع اجتماعية، مثل تويتر والفيسبوك، أو عندما يتجاهل البعض طلبه لبناء علاقات صداقة معهم ويتركونه دون رد لفترات طويلة.
علم النفس أضاف مادة جديدة إلى قاموسه التفسيري لحالات الآلام الإنسـانية وهو أن ألـم التعرض للرفض الإلكتروني يعادل آلام الرفض في الحياة الواقعية، وقد يكون أقسى بكثير، فالأسباب متعددة ومنها أسلوب الرفض الذي قد يرتدي طابع الـفـظاظة والاستـخفاف بمـشـاعـر الآخـر والـتـعامل بدونية واختيار ضحايا بمـواصفات عـادية لـتنفـيس عـقد نفسـية عند البـعض، فيما يتوقع المتخصصون ارتفاع نـسبة المصابين بآلام الرفض الإلكتروني طالما أن نمط الحياة السريع والوحدة الناتجة عنه تجعلان مرتادي مواقع التعارف في ازدياد.
من جهتها، لفتت جين توينغ، وهي أخصائية اجتماعية من جامعة سان دييغو، عملت لفترة طويلة على دراسة آثار العلاقات عبر الوسائط الإلكترونية على البشر، أن آلام الرفض الإلكتروني كبيرة لأنها تتم أحيانا بطريقة فظة، في حين أن البشر اعتادوا التصرف بلباقة وتهذيب عند مقابلة الآخرين وجها لوجه، وأضافت: الآثار الأسوأ لرفض عروض الصداقة عبر الانترنت ناجمة عن استخدام الناس في معظم الأحيان لأسماء وهمية أو صور غير حقيقية، مما يدفعهم للتصرف بوقاحة، ولفتت توينغ إلى أن الإحباط أو جرح المشاعر الناجم عن التعرض للرفض عبر الانترنت لا يحدث فقط في حال كان الرافض إنسانا آخر، بل حتى إن كان جهاز حاسوب يتولى مهام تحديد الأشخاص الذين يسمح لهم بدخول منتديات أو مجتمعات إلكترونية معينة.
من أقوال العرب في الجاهلية: المستحيلات ثلاثة: الغول و العنقاء و الخل الوفي، ولتأكيد استحالة وجود كلمة صداقة نجد أن كلمة الصداقة غائبة تماما عن القاموس المحيط للفيروز آبادي، و بالانتقال إلى معجم Encarta بالفرنسية، نجد تعريفا للصداقة ، إحساس بود عاطفي و بعطف نحو شخص معين دون أن يشكل ذلك انجذاب حب، نلاحظ بأن هذا التعريف لا يضع حدا بين الصداقة و الحب إذ يفهم منه أن الصداقة حب لم يكتمل أو حب في طور البناء مما يعني أن عواطف الإنسان يمكن قياسها بمقياس ما، في حين أن العواطف التي تعتمل في فؤاد الإنسان متناقضة، كما أنها قابلة للتغير المفاجئ دون أن تمر بالمراحل التي قد يوحي بها وجود مقياس.
تجد بعض الناس قد يصل عدد الأصدقاء الموجودين عندهم بالمئات و أحيانا بالآلاف دون أن يكونوا على اتصال وثيق بهم و هو ما يترجمه وجود بعض المجموعات من نوع إذا أضفتني كصديق في الفيسبوك، فقم على الأقل بالسلام علي ! حسب هذه النظرة إذن كل علاقة اجتماعية هي صداقة و بما أن الإنسان مدني بالطبع فهو مضطر لعقد علاقات اجتماعية و بالتالي يصبح كل شكل من أشكال التواصل الاجتماعي صداقة ! أما إذا شئنا معرفة الجواب على سؤال ما الذي تنتظره من الصديق؟ فإن الجواب يصبح حسب هذه الرؤية: لا شيء، و أتساءل عن أي معنى لصداقة لا يمكن أن تحقق أي هدف.
رد: الصداقـة الافتراضيــة.. واقع قد يسبب الكثير من الالم
رائعة
تذكرت حادثة اقولها هنا للتاريخ
سأل احد الرجال وكان سيد قومه وكبيرهم ( شيخ عشيرة يعني ) أبنه سؤالا وكانت هذه الحوارية اللطيفة
-كم صديق لديك ياولدي ؟
- مئات الصدقاء ياأبي
- أمر عجيب
- وماالعجب ؟ وأنت أبي كم عدد اصدقائك ؟
- ثلاثة فقط وعلى تفاوت بين واحد وآخر
_ وكيف ذاك وانت الشيخ الكبير في قومه وفي باقي العشائر ؟
إتفق الوالد وأبنه على تدبيرٍ مع ضابط المخفر في قريتهم وذلك بأن يتم إيداع الشيخ في السجن ليعطي الشيخ تجربة حية عن معانى الصداقة فكان لهم ذلك وتم سجن الشيخ فسمع الناس بالأمر مستغربين ...
فجاء الصديق الأول للشيخ وطلب من مدير المخفر ان يطلق سراح الشيخ وألّحَ في طلبه فلم يفلح في إخراجه فاعتذر من الشيخ قائلا له أنه بذل جهدا في إخراجه ولم يتمكن ...
وجاء الصديق الثاني فحاول مع مدير المخفر كما فعل الصديق السابق وزاد في أنه قدم كل مايملك من مال وحلال لغرض خلاص الشيخ من السجن فلم يفلح وكان الشيخ قد إتفق مع مدير المخفر على هذا الشئ بان لايطلق سراحه إلاّ اذا حصل شئ خارج عن إرادته ..
قدم الصديق الثاني جل أسفه للشيخ وعرض له مدى سعيه في خلاصه لكنه لم يفلح ....
جاء الصديق الثالث وفعل بدءا كما فعل سابقيه وزاد عليهم إنه رابض هو واهل عشيرته المدججين بالسلاح قرب المخفر مهددا مديره أنه في حالة عدم تنفيذ طلبه في إطلاق سراح الشيخ ساعة كذا فانه سوف يقتحم المخفر بكل قوة وإطلاق سراحه ..
هذا ماحصل وإنتهى الأمر المدبر كتجربة لبيان معنى الصداقات ومدى تفانيها في الصداقة الحقة