ماذا سيقول ناسي و جيراني
عندما يعلمون بأنني قد أصبحت
إحادثك يا حماري ؟
عندما يسمعون صوتي في الليل
و النهار !
و هم يعلمون بأنني وحيد الدار !
هل جن صاحب الدار ؟
خبرني يا حمار !
حماري :
أنصت إلي يا صاحبي
لما سيقوله لك فكري الجبار
لا تعبأ بما يتفوه به هؤلاء النفر
من الابقار
فأنا و أنت قد أصبحنا في حلٍ
من كل هؤلاء البشر الاشرار
أستمع لما يتفوه به عقلي من هذا
الجوار
و ستكون مثلي سعيداً بمعرفة الاسرار
أنا :
لقد أذهلتني يا صاحبي الحمار
بما تنطق به من عبر و أفكار
فلنرجع من هذا الحوار
حماري :
لا تتعجل يا صاحبي في هذا المشوار
فلقد حان الوقت لكي أسرح
في الوادي أقطف بعض الاعشاب
و الازهار
أنتظرني و سأعود اليك بعد
أنقضاء النهار
أنا :
لا تتركني وحدي
يا عزيزي الحمار
فأنا أيضاً أريد أن أسرح
معك في تلك الجوار
أستنشق بعضاً من الهواء
و رائحة الأزهار
حماري :
لا بأس يا سيدي أن تتبعني
و تحمل لي بعض الاكل و الاثمار
في هذا العصار
و بعدها ستنطلق من أجمل
الافكار
و ستسمع اشعاراً أجمل أشعار
أنتظرني يا صاحبي
أحملني على ظهرك الى عتبة
الدار
أخذ الاعياء مني من كثرة
التجوال
الحمار :
مابك ترعد من الجبن و الخوار
أأحملك الى الدار !
ولى الزمان الذي كنت أحملكم
فيه من الاسقاء
الان أصبحت حراً
طليقاً
أسكن في أي دار فيها راحتي و
قراري
بلا ذاك
الضرب القهار
لا تطلب مني بعد هذا
اليوم
أن أكون كأي
حمار
فأنا في حل و
ترحال
و لن أعود الى حظيرتكم ايها
البشر
..........
بدأت أنظر الى نفسي و الى هذا الحمار
أهكذا يتغير الزمان و تتبدل صروف الاقدار
أحقاً هذا هو حماري !
ما هكذا يتغير القوم يا
حمار
أستحلفك بكل الحمير
الاخيار
تذكر الايام و تخليصي لك من ذلك
الحمار
و من ضربه
أنا صاحبك و لايحق لك
ان تهجرني في هذه البراري
عد إلي يا حماري
كن وفياً كما كنت دوماً
منذ ذلك النهار
أستحلفك بكل الحمير
الاخيار