إن السؤال الذى يوجهه إلىّ ناشر هذا الكتاب ، يعد فى ذاته دليلا على وجود الله : " هل هنالك إله ؟"..سؤال ينطوى على الفكر أو التفكير..وأنا لا أستطيع أن أفكر فى هذه القدرة دون أن أسلم بموجد لها .
فأنا لست جهازا آليا..وتفكيرى يذهب إلى أبعد ما يمكن أن يذهب إليه عقل من العقول الآلية..فالعقل الآلى الحديث وظيفته تطبيق قاعدة معينة أو إيجاد علاقة معينة تبعا لأصول محددة مرسومة . أما عملية التفكير فتختلف عن ذلك اختلافا بينا فهى تستطيع أن تتقيد بالقواعد..كما تستطيع أن تتغافلها . إن التفكير يتضمن استخدام المنطق والقدرة على الحكم..كما يتضمن تذوق الجمال والاستمتاع بالموسيقى والمرح وتقدير الفكاهات والطرائف .
إن المنطق يستطيع أن يقرر صحة أحد البراهين أو خطأها ولكن الفكر هو الذى يبدأ المناقشة فى أمر هذه البراهين ويوجهها . وهو الذى يستطيع أن يخترع النظريات الرياضية الجديدة ويقيم الدليل على صحتها والفكر يتضمن القدرة على تحليل النفس ونقدها ومن الممكن تصميم آلة تلعب الشطرنج..ولكن هذه الآلة لن تستطيع أن تسعد بما تحققه من النجاح ، أو تشمت فى خسارة اللاعب الآخر أو تحزن على ما وقعت فيه من الأخطاء .
فالفكر يتضمن أكثر مما تستطيع الآلة والقواعد الآلية أن تحققه . فأنا أعتقد أيضا بوجود الله بسبب ما زودنى به من انفعالات ....( إلى آخر المقال..)
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 04-06-2022 في 03:53 PM.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الحفيظ القصاب
رائع كاتبنا العزيز
من صميم الحقيقة
سبحانه ربي في علاه
وكل عام وأنتم بخير
=================================================
الفقرة أدناة هدية للأخ الصديق الشاعر القصاب..ثم بعده السادة القراء الكرام..
إننى أعتقد بوجود الله لأنه وهبنى التمييز الأخلاقى ، فالجنس البشرى لديه إحساس فطرى بما هو خطأ وما هو صواب.. فقد تختلف أفكارنا..ومع ذلك فإننا جميعا ندافع عن حقوقنا وننشد العدل..ولدى الإنسان أيضا حرية الإرادة وذكائها..
ويختلف الإنسان فى جميع هذه الصفات والمزايا عن سائر الكائنات الأرضية الأخرى..فهو خليفة الخالق على الأرض..