ضياع الإنسان
========
تأتى للإنسان أوقات سعادة . عندما يكون معافىً في بدنه ويحالفه النجاح ويعيش فى يسار ويبتسم له الحظ فى الزوج والولد ومسكنا يرضاه وحياةً رغدة ناعمة...ثم يطرق بابه الحزن عندما يلوح له المرض فى الأفق . هو لم يمرض بعد . ما زال قويا يأتمر بأوامره الأبناء والزوجة وكل من فى البيت . لكن إحساسه بالضياع يزداد يوما بعد يوم . مرور يومٍ واحد من عمره هو نقصانٌ فى عزه وسعادته وجمال الدنيا فى عينيه وزيادة طفيفة فى شعوره بالضياع . زيادة طفيفة ولكنها أكيدة . وهذا الضياع يتمثل فى بيت الشعر:
لكل شيئٍ إذا ما تم نقصان -- فلا يغر بطيب العيش إنسان
ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا أتوا إلى البشرية ليقنعوا الناس بألا تغرهم الحياة الدنيا . وأن لا سعادة دائمة فيها . وأنهم لن ينالوا سعادةً فيها إلا بإيمانهم بحياة آخرةٍ خالدة .
أولئك الرسل جميعا إنما جاءوا لينقذوا الإنسان من الضياع .