يحدث هابيل أخاه، حين التقاه على غير صدفه
أوسب العشب بين قمح السهول
يحدث هابيل أخاه، يمازحه أذ يقول:
أتذكر؟ أبانا النبي
حين كيتَ وكيتَ التقانا، ويضحك هابيل
أتذكرُ؟ حين كنا ونركض خلف الخراف الى النهر
وكيت وكيت لعبنا
ففاجأنا الليل
وصوت أبينا ينادي: هّلما ألي
ويضحك هابيل!!! حتى البكاء
يقول: أخي ما لنا!! ما بنا!!؟
غير أن قابيل، صامت لا يجيب
...
يرنو الى مدخل الكهف
أبوه النبي يصلي كمحراب نور
فيستشعر النسمة البارده
ترطب قلبه
...
يقول أبوه النبي :أّي بني أقترب
يقترب!
أدن مني *مقابيل، أدن مني
فيبكي بحجر أبيه طويلا
ويستشعر النور يدلف من قلبه نحو قلبه
كأن الدموع تعّمده أذ تعيد لعينيه، معنى الحياة
...
يقول أبوه النبي: أي بني
موسم الشكر..شكر**
موسم الشكر، قربي
خلاص المحبيين، وأفئدة الطائعين .. الى الله ترجو القبول
أفئدة المتعبين .. الى الله ترنو الوصول
أي بني: أفئدة المذنبين، الى الله أقرب
فقدم قرابين قلبك، صلّ لربك .. تبتل
ويدعو له ما تيسر .. وأكثر
أي بني: موسم الشكر، عزم الوصول
موسم الشكر .. طاعه
...
ويرفع قابيل عينيه
وجه أبيه النبي .. آية
ربه قد حباه هدوؤ الاناة
...
غير أن أبليس، بباب المغارة
لظى يقترب، ثم يهرب
يجهد كي يستفّزه
فيسرق نبضه
غير أن المكان المقدس, له سطوة تمنعه
فيخنس
...
وقابيل أذ ينثني عائدا للقطيع
نفسه أذ تلّح عليه وشيطانه
وجهها، ثوبها المنسدل،
وسيقانها، حين ألقت الى النهر ...!
فيسّود قلبه !!
فيحرق زرع النبي بصدره
...
هابيل وقابيل ... الجزء الثالث
من ألتدلل*
يوم تقديم القرابين لله عز وجل **