في كل مرة أدعى فيها للمشاركة في مؤتمر يتعلق بواقع المرأة العراقية يقفز الى ذهني السؤال ذاته .. ترى هل ستجد البحوث والدراسات والتوصيات التي يخرج بها الباحثون والباحثات طريقها الى التطبيق العملي ومعالجة المشكلات المطروحة ؟ وهل ستلقى تلك التوصيات آذانا صاغية من قبل صناع القرار ليحدث التغيير الايجابي المرجو ؟؟ أم أنها ستظل أصواتا تتردد اصداؤها بين جنبات القاعات أو تركن كمطبوعات خلف الأضواء الكاشفة وفوق الرفوف العالية ؟؟ .. قبل أيام أسهمت بمؤتمر مميز عقده بيت الحكمة أمتد ليومين تحت شعار بناء المرأة بناء العراق ، وبعدها بيوم حضرت المؤتمر السابع لشبكة النساء العراقيات بناء على دعوة من السيدة الناشطة هناء أدور و الذي تركز هو الآخر حول محور مشكلات المرأة العراقية ومعاناتها وسبل تحسين أوضاعها وانتشالها من آفة الفقر والبطالة .
ولاشك أن أنشطة بهذا الحجم تمنحنا بعض العزاء وتشكل حراكا محمودا لواقع مأزوم وتلقي حجرا في بركته التي شارفت على التأسن .. ولكن في الوقت ذاته علينا ان لا نغفل المحددات الاجتماعية التقليدية التي رسخت في العقول منذ عصور الجهل والتخلف والظلام وحالت دون نيل المرأة حقوقها بشكل ملموس ، إذ قد أفرزت الظروف التي عاشتها العديد من الظواهر السلبية التي يمكن عدها طارئة على المجتمع العراقي مثلما أفرزت حالة من التطلع المشروع لغد أفضل تطلق فيه إمكاناتها اللامحدودة لتنمية المجتمع عبر العمل المنتج والفكر الخلاق والمشاركة الفعلية في عمليات الاعمار والتنمية المستدامة وصنع القرار .
لقد ثبت بالواقع الملموس أن المرأة هي أول المتضررين في أوقات الحروب النزاعات واستشراء ظاهرة العنف والإرهاب فهي التي تدفع ثمن كل هذا ترملا أو ثكلا أو يتما أو عنوسة أو بطالة قد تدفع البعض منهن تحت ضغط الحاجة الماسة الى السقوط ضحايا نشاطات العصابات الإجرامية من اختطاف وإستغلال غير مشروع وغيره .
مخطيء من يظن أن المرأة هي نصف المجتمع انها المجتمع كله فهي المعمل الثقافي التربوي الذي يخرّج الرجال الكرام والنساء الفضليات وهي رفيقة الدرب وشقيقة الرجل وهي الأم التي وضعت الجنة تحت قدميها ، فبدونها لاتستقيم حياة ولايثمر عطاء ولايستدام نماء .. لذا فإن الاهتمام بواقعها ومعاناتها والسعي لإيجاد الحلول الجذرية لا أنصاف الحلول لمشكلاتها سوية مع آليات التنفيذ يشكل قطعا تحولا عظيما على طريق تقدم البلد ككل ووضع قاطرته على المسار الصحيح .
مخطيء من يظن أن المرأة هي نصف المجتمع انها المجتمع كله فهي المعمل الثقافي التربوي الذي يخرّج الرجال الكرام والنساء الفضليات وهي رفيقة الدرب وشقيقة الرجل وهي الأم التي وضعت الجنة تحت قدميها
لذا فإن الاهتمام بواقعها ومعاناتها والسعي لإيجاد الحلول الجذرية لا أنصاف الحلول لمشكلاتها سوية مع آليات التنفيذ يشكل قطعا تحولا عظيما على طريق تقدم البلد ككل ووضع قاطرته على المسار الصحيح .