نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.
.
أكحل من صباحة وجهكِ العينينَ
أملأ منك أهدابي
وأهفو للصباح الحلو يجمعنا
ويدنينا ..
فنكسر بالرجا تيهاً يصارعنا
وأُفرغ من لظى قلبي على يدكِ
بقايا حلميَ الشارد
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.
فيا أنتِ ..
أيا قمراً
وأنساماً
تبللني برقتها
وألحانا
يصيخ لها رهيف السمع مؤتلفا
فأنت الكوكب الدري
يهديني
يباشر كل روحاتي
وغدواتي
يغلف بالضيا عمري
ويعطيني
بريق أمل ...
أوهكذا سرب الطيور على دمي
يسمو على ضرب الأنين مع الحنين على المدى!!
أوهكذا وقع اليتيم وخطوه
ألماً يجول بخاطري وبناظري
ويسابق الأرواح ظلا فوق أرصفة الصدى!!
أوهكذا لحظ العيون
الذاهبات مع الشجون
القابعات مع النوائب
فوق أرصفة الظنون
بلا هدى..
العاريات الكاسيات الغم قهرا
تحت أطمار العوادي
تحت أسمال الردى!!
أوهكذ الحلم المرابط
فوق ناصية الربيع
ينزو رشاشا في العراء ولا عزاء..
بئس الصنيع..
أهواه قربا بالنِّدا
وأظل استدنيه وصلا
بالدعاء
وبالرجاء
وبالفداءِ ..
فما افتدى !!
أوهكذا الأوطان تبصق زفرة بل حسرة
في وجهنا..
في حلمنا..
في سعينا..
تفري بكل نيوبها وخطوبها
أحلامنا
وتلوك وجه العابرين..
أوهكذا صقر العروبة ينحني أو ينثني
قد ظل ينتف ريشه وجناحه
سَلَّ اللئيم مساءه وصباحه
نضبت رحاب العز من تحليقه
ومضي يغصّ بريقه
فَذَوَتْ سماء المتعبين !!
أوهكذا ننأى عن الكتبِ المكدَّسةِ التي
تشتاقنا صفحاتها
وتضمنا كلماتها
فنبيت نجأر بالشكاية والعماية والأنين
نمسي ونصبح آفلين ومبلسين
أوهكذا يا دهر ترسم ذلنا
وبكل قهر تعتري أحلامنا..
من كل عادية لنا او نائبةْ
كنا صفاءً من نقاءٍ
لم تَشُبْ أخلاقنا عند النوائب شائبةْ.
متنعمين..
نُسقى بكأس من معين
اوهكذا.. نمسِي رُقُوما ذاهبة
نغدو وُشُوما شاحبةْ
في ظهر كف المفلسين !
كل السقاية الرفادة قد غدتْ
ذكرى يزايلها السراب
فَلِم الحجابة؟ .. والنجابة أقفرت،
هل ثَمّ باب؟!
ان الخيانة والمهانة و الكهانة والنبوءة ترجمت
بمداد ذلٍ
محض تأريخ مهين!!
أوهكذا..
يا أيُّها التيه الذي
رحَّلتنا نحو الضباب!!
والقلب أوقدَ شمعتيه بكل نبضٍ
حين أظلم بالغياب..
ما عاد وعي الصبح ينظم سلكُه سِربَ اليمام..
ماعاد يهدل زاهيا فوق الغمام..
ماعاد يرقب عزنا بدر التمام..
عبثا نحاول بالمنى أن نلتهي..
كاد الوفاء بأن يُضام..
الجمعُ أعلن سُخطه متذمرا ومزمجرا
إذ كيف نحظى بالرؤى الميساء حُلما يزدهي
والعلج قد سرق المنام..!
-----
هي..
د.ريمان عاشور
اسطنبول/١٩-٦ من عام الجائحة
وأنا..
ياسر سالم
المنصورة /٢٢-٦ من عام الجائحة
أذَّنتُ شوقا بالتوهُّج والشجون.
للتين والزيتون يبسطه القدر
في برق حقلٍ قد تعانَقَ عشبه وترابه
يمتاح من نور القمر..
يزداد برا في السحر،
من كف راع قد أطال أنينه وحنينه،
تشتاق كل أصوله وفصوله،
غيمات صدق مثقلة.
لتجود حبات المطر.
بظلال خير مقبلة
..
يمشي الهويني بين أغصان الشجر
عند الممر؛
قد زاده من بأسه..
يمشي على جرف السّرِيِّ بفأسه
ليزيده عمقا بكفيْ منهمر
ويذود عنه بقوة وفتوة وبعزمة
فضل الهشيم المنتثر
.. فيسيل جدوله الرقيق
عند الأصيل.. وكالعقيق
ليضاحك الاشجار في جنب الطريق
ويروح كالطفل البريء مسارعا
ومنازعا
لا ينتظر
ليلوذ من رهج الحياة بأمهِ
يفضي إلى أطنابها
بحدوده وقيوده..
وبكدّه وبخدّه وبهمهِ،
يأوي الي ركن حنون
ليَسُلّ من خيباته ريب الظنون
ويزيح عنه الداء واللأواء..
وليستمر...
يغدو على السهل الجديب
يرجوه ان يحوي الجمال بركنه.
أويستجيبْ..
أو يستتر
عن يبسه
لكنه لا يستجيب لبَثّهِ
لا يرعوي. أو يزدجر..
إذا كيف يغدو في الحياة
بلا مطر
أين المطر؟!
والريح عند الشرق تركد خاوية.
لاتنهمر..
وتطير تفرغ ماءها وبهاءها،
في ردهة الغرب الأثيم المستعر!
..
فيعود مجبوب العطاءِ.... ومنكسرْ..
ويظل يرقب وَقْعَ وَدَقٍ منهمرْ
يستنزل الرحمات للجَنَبَات من عليائها
يستنجز الوعد الذي
تحيا به افياؤها
لتعود ازهار الجمال وتنتشرْ
ويظل ينثر في الدنا ألوانها
وتجف في الأحداق كلُّ دموعِها
وتعود بسمته الوضيئة تنهمرْ
......
.
.
.
ترنيمة شدو على بعض أثر معلمتنا الأستاذة الدكتورة ريمان عاشور
من أنت!
يا هذا الذي
متربعا حد السماء
لا لا تجبْ ..
دع عنك وصف الناس للأشياء بالأسماء
ما أنت؟
بل من أنت!
قل لي:
من أيِّ عصرٍ قد ورثتَ الكبرياء
لم يذو صوتكَ حين جرَّحه الهوى
من قال إنَّ الرمل يلهو إذ يمر براحتيك؟
بل يحتفي بحروفك الأنوار
تأرن بين ساحات الجمال مع الجلالُ
ويعود بالأصداء عطرا بالوفاء.
و الحلم إذ يفضي إليّ بهمسك الأشهي،
لم يُبقِ في عينَيّ إلا دمعة
تنداح شوقا فوق خدِّ الأمنيات..
فأبيت يحدوني اللقاء..
وتطوف بي في دوح أزمانٍ أراها سارية
لم تخل يوما من بقايا صمتك المحبوب
من بسمة تحكي الطفولة وارتعاشات الشتاء..
هاأنتذا وتر وحيد
يُدلي بلحنٍ هامسٍ
وقد أكتفى
من بوح عزفٍ قد غفا
من بعض أنغام سَرَت في خاطري
متوسلا برفيف لحن غائر
من بعض ألحان الضياء
من أنت
أنبئني ..
انا لا اريد مؤونتك. وحمولتك
لن أسألك
عن خيمتك.
او عن قبيلة
أو عن فضيلة..
حدِّثني..
أطنب.. عن يراعك..
عن ذراعك
حدثني كم كانت طويلة..
عن ظلِّك الممدود
فوق ناصية الجمال المبتسر
المستجير بكل أهداب الأمل
عن عطرك الغافي على كف السحر
عن كل فصل في الغواية والرواية
عن سر أسرار الحكاية والبداية..
ومعاجم قد سُطرت من كل ألفاظ النساء
تُروى مرارا عن ذهابك أو إيابك.
في الصباح وفي الغداة
وفي العشى وفي والمساء
..
من أنت .. قل لي..
أخبرني عن أحزان روحك
تلك التي قد خُبأتْ؛
في عمق أضعاف المسافة بيننا..
ما بين جلدك والقميص
في رقعة الثوب الملطَّخ بالضياء..
في محجر العينين
عند رموشها
في دمعهن
ووجهك الوضَّاء
في لجة الوعد المُسَيّج باللقاء.. .
من أنت...؟!
عبثا هززت من المعاني كل لفظ
وهززت أغصان الحروف..
كي اسمع الذكرى تلوح بمقلتيك
وتردني أجراس دفترك القديم.
فاستهيمُ..
مع الحكايات التي قد صغتها لحنا
ترتلها بصوتك..
وتبيت تحرسك المدينة..
وانا الحزينة
بعد فوتك..
وبحثت عنك
فلم أجدك...
من أنت...؟
لم اعرفك..
.... بل أعرفك.!
...
...
النص فكرة أستاذتنا الدكتورة
ريمان عاشور
اسطنبول/ ٦-٦
من عام الجائحة الثانيَ
وقد صغته بصورة شعرية محرفا بعض الكلم عن مواضعه اختيارا او اضطرارا او قصورا..