ستونَ مرّتْ من هنا
بين العواصف والرعودْ
تلك العجافُ وقد بلتْ
وتحجرتْ أشجارنا فوق الربى
أو هاجرتْ
والسيل قد بلغ الزبى
والمرةُّ الستونَ أشباحاً غدتْ
...
صوتٌ غريبٌ لا يرى بين الصفوفْ
متلونٌ
حرباء في كلّ الظروفْ
آذاننا..
تتلذّذُ الصوتَ الغريبْ
لا صوتَ يعلو فوقه
لا من بعيدٍ أو قريبْ
لو صاح فينا صيحةً
نحني الرؤوسَ ونستجيبْ
...
ضاع الزمانْ
والليلُ يفتقدُ القمرْ
ألأرضُ أصبح لونها كالأرجوانْ
والمرةُ الستونَ .. عفواً سادتي
المرّةُ التسعونَ مرت من هنا
بين الجماجم والحفرْ..
تأريحنا ..
من أين يبدأُ ؟ من هنا ؟
إن كان يبدأُ من هنا
من أرضنا
لا بدَّ أن نعرفه
لا بدَّ أن يعرفنا
لكنه يبدو غريباً بيننا
تأريخنا ..
أمسى عدواً عندنا
ما دام يكشفُ زيفنا
ما دامَ يفضحُ عرينا
ما دامَ أسلافٌ لنا
لم ينحنوا للجبتِ قطٌّ مثلنا
يا ويلنا ..
صرنا ننام على الخنا
صرنا نضاجعُ أمنّا
يا ويلنا..
ما كان أن نحيا هنا
ألأرضُ قد ضاقت بنا
حتى الطيورُ تطيّرتْ من شرّنا
...
في المرةِ الخمسين كان مخاضنا
واليومَ إما أن نعودَ لجذرنا
أو نستحيلَ لأمةٍ ..
كانت هنا
الأخ الحبيب الشاعر الأريب أ.حسين محسن الياس
تحضرني أبيات أعجبت بها :
ويابغداد و«الخمسون»
بدءُ صبا يدي نِعَم
ونافذة ـ لذي ألم
ولا أملٌ ـ على رِمَم
نُحشِّمُ مَنْ وكلّ فيه
جرحٌ غيرُ ملتئم؟
فلا من حزم «هارونٍ»
ولا من عزم «معتصم»
لمن نشكو و«قاضي العصر»
ما أبقى على قيم؟
أضاع بصيرة وغفا
على ريشٍ من الصَمَمِ
فيا صديقي إنه وجع ما بعده وجع ولكن لن يكون للشمس أي أُفول وإن كسفت يوماً ..
قصيدة نقية مؤثرة ماتعة
سلم بنانك وبيانك
أعطر التحايا
سلمت يداك أيها الشاعر
لقد جعلتنا نعود إلى الماضي ونستقرئ الحاضر
حقيقة يا ويلنا
فالكل يتربص بنا
تاريخ أسود وأسود منه ما تراه أمتنا .
غنائية بين حروف تبكي وتذرف الدمعات
لا بد من الفرج فهو آت ونرى الأمة بأحسن حال
سلمت أستاذ حسين وسلم قلمك .
ياويلنا
انها صرخة شعرية تطرق الضمائر لعلها تستفيق
صديقي الشاعر الجميل الاستاذ حسين
حقا لقد وقفت امام نص بارع في افكاره وفي صياغته الشعرية الرائعة
دمت بخير وشعر
محبتي واحترامي